لما أختلت القيم والمعايير، وأختلط الحابل بالنابل، وبتنا نعيش في زمنٍ أصبح فيه الحليم حيران كان لا بد لأيدينا أن تتشابك وأجسادنا حولك لنحميك أولاً من نفسكِ ثم من الآخرين والمتربصين. لما سافرت المروءة وأعلن الحياء حالة الطوارئ القصوى كان لا بد لنا أن نُغلفك بنصائحنا وتجاربنا وقدوات الصالحات العفيفات ،لما نظرنا حولنا أفجعنا الواقع ووددنا لو أن الله سبحانه لو لم ينعم علينا بنعمة البصر حتى لا نشاهد الذئاب تسن أسنانها لتهجم على الضحية وتلتهمها ثم ترمي بها جانباً على قارعة الطريق ،تلعق جراحاً وتجتر غُصةً وحسرةً في حلقها وأحشائها ،يا أخيّه أردنا أن نحذرك من ثالوث مخيف أعلى هرمه الحرية وعلى يمينه الموضة وشماله الجمال ،وإلا كيف ستقعين في شراكهم يا أغلى من الزمرد والياقوت المكنون ،أنظري إنهم يستغلونك أبشع استغلال حتى إذا تبقى من البضائع ما تبقى وكسد في مخازنهم أخرجوه دفعةً واحدة إلى السوق مع مُلصقات جديدة عليه لإحدى البنات النصف مستورة لتُباع البضائع بلمح البصر ،قديماً كان الشاب لا يرى زوجته أو عروسته إلا مرة واحدة كما يطلب الشرع ليتحقق من جمالها ويرى إن كان يريدها أم لا ،أما اليوم فإن الشاب إلا من رحم ربه يراها مرات ومرات ثم يحادثها وربما رأى كثيراً من مفاتنها بدعوى أنه يريد أن يخطبها وفي أحيان كثيرة وبعد أن (يتسلى) يقذف بها ويذهب إلى ثانية وعاشرة ومئة وإذا حدثه أحدهم وقال له اتقي الله أجابه بملئ فيه أنا رجل وأفعل ما أشاء ،وأنا كنتُ أختبر هؤلاء البنات لا أكثر ،هل ترضين يا أخيه أن تكوني حقل تجارب هل تريدين أن تكوني مجرد اختبار فقط ؟ كثيرُ من الفتيات من كان بعض الشباب يلقون بأرقامهم أمامهن ليروا أيلتقطن الأرقام المكتوبة على أوراق أم لا ؟وكثيرُ من الفتيات من أستغفلها بعض هؤلاء بالكلام المعسوووول والوعود الكاذبة وكثيرُ منهم حلفوا لهن بالله العظيم أن يبنوا لهن القصور والمملكات ويطوفوا بهن حول العالم ، فلما سقطت الضحية شمر الذئب عن زنده وقطعها إرباً إرباً وألقاها أشلاء تحتاج لمئات الأخصائيين النفسيين حتى يصلحوا قليلاً من نفسيتها الممزقة المهترئة ،سمعناهم يقولون أن البنت المتمدنة كلما قصرت من تنورتها أكثر تصبح (شيك ) أكثر (ومودرن) أكثر والحقيقة التي تعلمينها أنتِ حق المعرفة بأنهم يريدون أن يُشبعوا نظراتهم وشهواتهم منكِ وفي وضح النار وبرضاكِ أنتِ ،إنهم يريدون أن يبتزوا شرفكِ ثم يذهبون للأخريات أنهم يريدونك للتسلية ،لكن يوم أن يبحثوا عن الزوجة الصالحة لأبنائهم فلن تكوني أنتِ من ضمن المرشحات لأنكِ بنظرهم ورقة محروقة ورقم ساقط ،افتحي عيناك كما هم يفتحون لكن هذا التحديق سيكون من أجلِ صُنع المستقبل ،من أجل صياغة شخصية متميزة مذهلة سيتعب الكثيرون جداً جداً حتى يصلوا قمتها إن استطاعوا .
[email protected]
أضف تعليق