تزمجر السماء ..
برقا ورعدا..
تنبت الارض ..
ثورة غضب ..
تنبت الأرض ..ربيع العرب ؟!!
حان الحصاد ..حصاد العرب !!
وخيّم الصمت ..صمت العرب !!
فالموت يحصدهم بلا رحمة ..
يا مناجل التتار ..افرحي ..
فحصادك النازف ..
لن تعيره :
المدائن ..و القبائل .. والعشائر
أي اهتمام ؟؟!!!!
وساحات الربيع العربي ..
لا تسمع ..
وحدهم الشهداء من سمعوا ..
واليوم ..دون فضائيات ..
لينهض الشهداء من تحت انقاض اليرموك ..
ويُدفَنُ العرب !!
يعانقون افواج كثيرة سبقتهم ..
في معركة الكرامة والارض ..
فجرح اليرموك النازف ..
اوجع حتى الموتي ..
وهز اضرحة الشهداء ..
قض المضاجع ..
تحت الارض وفي السماء ..
فجاؤوا من كل قبور الشتات ...
يصرخون بمداد الالم ..
بعدما ماتت ضمائر العرب ..
وفي جنبات اليرموك وحلب ..
تهدر دماء الابرياء ..
على الهواء مباشرة ..
ولم تهتز لهم قصبة ..
انهم الشهداء يعودون ..
يتظاهرون اليوم في مخيم اليرموك ..
يا تجار الشعارات والشعوب والانظمة ..
يا رموز الردة والخيانة
طأطئوا رؤوسكم للعار والرذيلة
سيخرج الشهداء ؟؟
ليعبروا التاريخ مرتيين
نراهم ..
لا يحتاجون لبث مباشر ..
ولا يملكون ذهبا ونفطا ..
ليس لديهم خيول وجمال ..
او راجمات ومدافع ..
جاؤوا باكفانهم ..
ليدافعوا عن براءة الاطفال ..
وفحولتكم التي ماتت بعد المعتصم ..
ورجولتكم ..المسبية ..
انهم يتقدمون ..
تهتز لخطواتهم الطرقات ..
في كل مكان تفوح روائح الدماء ..
كزهر الحنون .. بل اجمل ..
انها الطيبة ... عطر مسك الجنة ..
تهب وتهب في ازقة الموت ..
تعانق الضحايا الجديد ..
مرة في القدس ..
ومرة في مخيم الجوع والفضيلة
هناك في شارع القدس ..
زقاق الحرية ..ومدخل اليرموك ..
جثة صغيرة ..
اسمها أمل
تنتظر موكب الشهداء
وتلفظ أنفاسها الأخيرة
ابتسمت عندما راتهم حولها ..
كلهم كانوا يبكون .. ويتسائلون ..
كيف تضحك طفلتنا وهي في طريق الموت .
الرصاص مزق جسدها ..
ونزيفها مستمر حتى جفت الدماء
فالطرق مغلقة ..لليرموك ..
لا اسعاف او اطباء ..
ووحدها امل تتحمل الالم والعناء ..
وتبتسم ..
كانوا يودعونها عندما وصل الشهداء ..
ابتسمت امل ..
وفرحت عندما استنشقت عطر الجنة ..
لم يدرك احد السر ..
ولكنها عرفت عندما شاهدتهم ..
فجدها الوليد ..
وعمها حجازي ..
وخالها شهيد
أمها صبرا ...وأختها تحرير
وغيرهم ..
كلهم اصطفوا لاستقبالها ..
فتمردت على الالم ..
وتسامت على الجراح ..
وبمداد صوتها ..
نطقت وكانها تردد وصيتها الاخيرة ..
لا تبكوا ..
الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ..
فاحموا وصية جدي .....
وواصلوا مشوار الشهداء ..
لن يموت اليرموك ..
ولن يدمروا الحلم ..
ولكن بلغوا رسالتي ..
اليهم ...
الى التجار المنافقون ..
نعم قد نموت .. لكننا لن نبيع ..
بعضهم باعوا ..ونحن لن نفرط ..
كثيرون هربوا ...ونحن لم نغادر ..
كلهم تاجروا ..ونحن لم نقايض ..
بشرفنا لشرفنا قاتلنا ..
ونحن اسياد الارض ..
يا سيدي البائع ..
لم نبحث يوما عن ذهبا ..
ولم نحلم بقمرا ..
عشقنا الخيمة ..
ولكن لم ننسى حيفا ..
في اليرموك ولدنا ..
لكن ارواحنا في الخالصة ..
وحياتنا في اللد ..
وجذورنا في كفرقاسم ..
هناك دفن اجدادنا ..
وما زلنا نقاوم ..
يا سيدي البائع ..
تانق وتالق وتمتختر ..
وافخر بعطرك الاسود ..
اشتريته .. وثمنه بيعنا ..
وقبضته اجرة خيانتنا ..
لكن لن نخون ..
قولوا لساحات الربيع العربي ..
لا تفرطوا بالامل ..
وتذكروا ..
امل طفلة لاجئة ..
ماتت ليحيا الامل ..
ليس لعائلتي ارصدة في البنوك ..
جيوبنا خاوية ..
وليس لنا سوابك ذهبية ..
في البورصات العالمية ..
مملكتنا خيمة حب ووفاء ..
صبرنا في ظلالها ..
نروي عطشنا بحكايات الفداء ..
عيوننا تحدق نحو عالمنا ..
المنفي المحاصر المسلوب ..
سارحل قبل ان تطاه قدماي ..
سانضم لاحبتي في اليرموك ..
لكن روحي ستنتظر ..
عودتها ..
ابكت كلماتها الارض والسماء ..
امسك بيديها الشهداء ..
توقفت امل عن الحديث ..
وقبل ان تحلق معهم ..
نظرت لمن ما زالوا يقاومون ..
الموت في اليرموك ..
وقالت :
لا ترفعوا الراية البيضاء ..
لان الفاروق لن يعود ...
والربيع تبدلت طقوسه ونواميسه ..
دمائنا ستنتصر لكم ..
لو ملكت اكثر من روحي ..
لفديتكم ..
لكن قلبي الصغير ..
لم يعد قادرا على النبض ..اكثر ..
منحت ارضكم الطاهرة كل دمي ..
وجسدي يقاوم لوداعكم ..
فهل تحققون امنيتي الاخيرة ..
خذوا حذائي ..
واقذفوه لعنة غضب في وجوههم
[email protected]
أضف تعليق