اقيم اليوم في جامعة حيفا مؤتمرا اعلامياً بعنوان "خارج القوقعة" بمبادرة منظمة الصحافيين في حيفا والشمال، وقد تخلل المؤتمر عدة فقرات متنوعة تناولت مواضيع مختلفة في مجال الصحافة والإعلام.

قدّم الفقرة الاولى نوعم امير والتي حملت عنوان هل يوجد مستقبل للصحافة المحلية؟ تحدث المشتركون من خلالها عن وضع الصحافة المحلية ومستقبلها، وسائل الاعلام المختلفة المقروءة، المسموعة والمرئية، وتأثير أصحاب السلطات على الصحافة وخاصة خلال فترة انتخابات السلطات المحلية والاستثمار المادي من قبل المرشحين عن طريق نشر الاعلانات والبيانات الانتخابية في الصحف المحلية، كما وتحدثوا عن رقابة وسائل الاعلام المختلفة على عمل السلطات. بعد ذلك دار الحديث عن الوضع الاقتصادي والمعاش المنخفض الذي يتلقاه الصحفي خلال عمله، وتم تسليط الضوء على الوضع العام للصحفيين وكفاءاتهم وقدرتهم المهنية على الحوار.

تسليم جائزة للصحافي عاموس كرملي 

اما الفقرة الثانية فكان تسليم جائزة تقدير للصحفي المخضرم عاموس كرملي بحضور كل من الاعلاميين الشهيرين موطي كيشنباوم، حاييم ينيف، ويعقوب احيمئير وأدار الفقرة الاعلامي حاييم أ-دور من صوت اسرائيل.

وقد تميز الصحفي كرملي بكتاباته الانسانية والتي تمس مشاعر القارئ بالاضافة الى اعداده كم هائل من التقارير الاخبارية- وفق ما جاء على لسان المانحين. وتم منحه لقب دكتوراه في الصحافة تقديرًا لعطائه العظيم في عالم الصحافة الاسرائيلية.

اما الفقرة الثالثة من المؤتمر فقد حملت عنوان "نحن هنا ايضا، الصحافة في الوسط العربي، اليهود المتشددين، والقادمون الجدد الى البلاد (الوسط الروسي). واشرف على ادارة الفقرة الاعلامي زهير بهلول، وشارك فيها كل من غادة زعبي- مؤسسة ومديرة موقع "بكرا"، سراي روط- موقع "غرف اليهود المتدينين"، اريي زيسمن- صحفي ومحرر في صحافة اليهود المتدينين، افنر كورين- محرر موقع باللغة الروسية وجاكي خوري- مراسل صحيفة هآرتس وراديو الشمس.

روط تحدثت عن الصعوبة التي تواجهها في عملها وخاصة انها تعمل في موقع خاص باليهود المتدينين او ما يسمون بالمتشددين خاصة كونها امرأة، وتطرقت الى التحديات التي واجهتها في بداية عملها والحواجز التي فرضها عليها المجتمع اليهودي المتشدد من عادات وتقاليد.

زعبي: موقع "بكرا" متبني لخط "صحافة موضوعية ومهنية" 

اما غادة زعبي بدأت حديثها عن تأسيس موقع "بكرا" الذي انشأ خصيصا لتلبية والاستجابة لاحتياجات المجتمع العربي، خاصة بعد حرب لبنان عام 2006، ليكن منبرًا لتسليط الضوء على المجتمع العربي واحتياجاته متبنيًا خط الـ "صحافة موضوعية ومهنية".

وتابعت قائلة موقع "بكرا" يهتم بالشؤون الهامة والعامة حيث نعمل على تغطية شاملة وليس فقط على المستوى المحلي انما على المستوى القطريّ ايضا.

وأوضحت زعبي أن الإهتمام بالقطري بنبع بالأساس من التجاهل المقصود من الإعلام الإسرائيلي للعربي، حيث أثبت الأدبيات أن هنالك عملية إقصاء وتغريب للعربي واضحة وممنهجة، مما يشير إلى أننا – وبخلاف إدعائهم- لسنا ضمن سلم أولوياتهم.

واضافت موجه حديثها للصحافيين في الإعلام الإسرائيلي أنه وللمهنية الإعلامية يجب تسليط الضوء على أخبار وقضايا المجتمع العربي، والتركيز ضمن التغطية على المضامين الهامة وليس الهامشية والسطحية والأفكار النمطية والمسبقة. وأكدت أن دراسة العربي - قبل تغطيته إعلاميًا- تساعد في مواجهة ما ذكر سابقًا من تعامل للإعلام الإسرائيلي مع العربي. 

وتابعت قائلة أن الصحافة الاسرائيلية لها قوتها وما من شك أنها قادرة على بناء وتحديد الخطاب في الحيز العام- السياسي والإجتماعي- وهنا يتضاعف واجبها بنقل الحقيقة وواقع المجتمع العربي، فهي مسؤولة عن مظاهر العنصرية المتفشية في الآونة الأخيرة وعاجلا أن آجلا ستندم الصحافة على تجاهلها لـ 20% من السكان لهم تأثيرهم.

جاكي خوري: الصحافي العربي ليس أقل مهنية من الإسرائيلي اذا توفرت الظروف المناسبة 

بدوره قال الزميل جامي خوري على أن الاعلام الاسرائيلي، بغالبيته الساحقة، هو مرآة لواقع المجتمع الاسرائيلي الذي ينظر الى العرب كمشكله امنية وليس كجزء من مجتمع يدعي الديموقراطية والتعددية، وعليه فان قضايا المواطنين العرب مغيبة ومهمشه بشكل كبير. واكد حوري ان الصحافيين العرب ليسوا اقل مهنية اذا توفرت لهم الظروف المناسبه.

واشار الى ان المجتمع العربي في البلاد لا يعول على الاعلام العبري وان كان يسعى للوصول اليه لكنه يجد البدائل في الاعلام المحلي الذي يطرح قضاياه ومنوها الى دور اذاعة الشمس في هذا السياق.

ولفت الى ان وجود صحافيين عرب في وسائل اعلام عبرية من شانه ان يعزز طرح قضايا العرب لكن هذا بحاجه الى تعاون وتفهم من قبل هيئة التحرير، وهذا ما تقوم به صحيفة مثل هارتس على عكس غالبية وسائل الاعلام العبرية.

وقال اريي زيسمان ان هنالك اهتمامات كبيرة بالوسط اليهودي المتدين لكن بعيدًا عن كتابة الاخبار الدينية. وعن الوضع لدى القادمين الجدد (الروس) ذكر افنر كورين ان هنالك تجاهل من قبل الصحافة العامة لمشاكل الوسط الروسي وتحدياته. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]