سؤال:

أنا أم لطفلة عمرها 4 سنوات وطفل عمره سنة وصبي أوسط عمره 3 سنوات. هو عنيد، يصرخ كثيرا عندما يريد شيئا ويضرب كل شيء أمامه، يطرق الأبواب... أصبح عصبي الطبع مع أنه كان هادئا.

أحيانا أتجاهله وأحيانا أستجيب لطلباته. أستخدم مؤخرا الضرب ومعقابته بالحرمان. لكنه لا يبالي. أصبح لا يفهم إلا بالضرب. لماذا انقلبت حالة ابني الهادئة؟ أنا أعيش قلقا دائما. كيف أتعامل معه.

الجواب:

لا للقلق. طفلك بمرحلة عمرية تتميز بالحاجة لكسر الأنظمة والتمرد.

لماذا لجأ طفلك للعصبية المفرطة؟

حيرتك وترددك بشأن اختيارك أسلوب التعامل التربوي عامل هام بالتغيير الحاصل لسلوك ابنك. أحيانا تعاقبينه، تضربينه ومرات تطيعينه وتنفذين له طلباته. هذا الأسلوب جعل طفلك في حالة من عدم الطمأنينة. تقلب أسلوبك بالتعامل انعكس على سلوكه خاصة بعد أن نجح باستجابتك. العقاب والضرب أساليب عنيفة ترتد على سلوك طفلك والدليل هو علو درجة عنفه وصراخه.

ماذا يحتاج طفلك الآن؟

التوقف عن أسلوب العنف واستبداله بأسلوب تربوي إيجابي ثابت وغير متقلب. الثبات في التعامل التربوي الإيجابي يجعل طفلك أكثر اطمئنانا وثقة. ثباتك يدل على يقين ومعرفة.

التربية الإيجابية لا تعني انفلاتا بل تعني احتراما لخصائص مرحلة طفلك العمرية. التربية الإيجابية تستند على الترغيب الاشتراطي. يعني: أنا سأستجيب لطلبك كما تستجيب أنت لما طلبته منك. أنا سوف أطيعك ولكن بشرط أن تطيعني.

معادلة تربوية إيجابية تعمل على تدريب الطفل على الوعي العاطفي الذاتي( أنا أصرخ، أطرق الأبواب) وتفهم واقعه( لا ينفع طالما أمي لا تستجيب لي). يوما بعد يوم سوف يصبح بمقدوره توقع سلوك الآخر وتفهم التزامه بالأنظمة.

ما دافع الافراط بالعصبية؟

يكتسب الطفل عموما أنماط سلوكه غير المستحبة أو المستحبة بعد تحقيق رغبة. رغبة طفلك هي لفت انتباهك له وتركيزك على سلوكه. تحقيق رغبته بلفت انتباهك يستفزه لتكرار السلوك. بعد تكرار السلوك يصبح عادة بلا قصد أو تخطيط.

توبيخه ضربه، عقابه... رد فعل غير مستحب ولكنه حقق له رغبة لفت نظرك واستفزازك الدائم- بلا قصد أو تخطيط-.

ماذا يناسبه الآن لاستبدال تلك العادة؟

يحتاج طفلك لتوفير بيئة تربوية مناسبة ومثيرة للهو دائم وبفعاليات يميل إليها ويتمتع بممارستها:

- أهم تلك الفعاليات هي الأنشطة الحركية المتنوعة: قفز على ترامبولينا، لعب في حديقة عامة، ركوب دراجة، ضرب طابة، ركوب على تويستر...
- القيام بعمل يحبه ربما مشاركتك في المطبخ لتطبيق وصفة فطيرة، طبخة، حلويات...
- ألعاب تركيب يميل إليها، كراس تسلية، سرد قصة...
- المشي معك بمشوار في ساعة ثابتة يومية.

ما هو أسلوب التعامل التربوي عند انفلاته؟

التجاهل الدائم بالتظاهر بعدم اكتراثك، بترك مكانه، بانشغالك بعمل ما بعيد عنه، دخولك الحمام...

أما إذا تطور سلوكه غير المستحب لدرجة الأذى يستحسن إبعاده بعد تنبيهه مسبقا كي لا يتفاجأ بالقول:

( أنت تسبب الأذى للأبواب. هذا غير مسموح في بيتي. استمرارك بالأذى سوف يجعلني أطلب منك بأن تدخل إلى غرفتك ريثما ترتاح أعصابك. حين تروق وترتاح مسموح لك أن تنضم إلينا. غير مسموح وجودك هنا طالما أنت عصبي).

تلك عبارة تجعله يعي حالته الانفعالية ويعمل على ضبطها الذاتي. المهم الثبات على ذلك الأسلوب وتطبيقه بحذافيره كي يعتاد استبدال عادة العصبية التي لم يقصد التخطيط لها. يوما بعد يوم سوف يعتاد ضبط انفلاته ويرتاح.

كلما نجح بالضبط يلزم ترغيبه بحالة مناسبة مثل:

عبارات مثل، ( أرأيت يا كُشْكُشْ ما أشطر ابني؟ هيا فلتتتعلم منه السلوك الجميل!!).

( إبني شاطر ولطيف وعشان هيك أنا عملتلو الكعكة اللي بحبها).

استبدال العادة غير المستحبة تحتاج لمدة أقصاها 21 يوما. المهم الثبات على الأسلوب التربوي التنظيمي.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.

عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]