كما ذكرت، في مقدمة المقالة السابقة أود أن أوضّح ونظرًا لحساسية ما ورد في المقالة أنّي لم اعبَّر عن رأيي الخاص عن الأحداث التي وردت في المقالة حول هذا الموضوع الحسّاس والبالغ الأهمية، بإمكاننا التطرق إلى العديد من الدراسات والأبحاث والآراء المختلفة والمتناقضة، وكتابة مئات الصفحات وعليه لم أتطرق بعمق وخاصّة موقف الأديان والعادات والتقاليد في مجتمعنا التي تلعب دورا أساسيا.
قد يذكرني هذا المشهد ما كان في أيام الجاهلية ، وللأسف لهذا المشهد لا تزال مكانة في أيامنا هذه.
مشهد الرجم حتى الموت
تجمع جمهور غفير منذ الصباح الباكر لمشاهدة تنفيذ الحكم بالموت رجمًا فيما بدأ الغضب يسيطر على الحشد من ملل الانتظار في الشمس الحارقة، سحبت امرأة في حوالي الخامسة والعشرين من العمر بقساوة من إحدى سيارات الشرطة. قال أنها كانت جميلة جدا، تمامًا من ذلك النوع من النساء الذي يتحدى شرائع الله.
أوثقت يد المرأة، وانحنى رأسها متدليا. تلا رجل جرائمها بصوت مرتفع، وبالطريقة الرسمية، ليسمع الحشد، استخدمت خرقة وسخة لكم فمها وربط قناع حول رأسها. أُجبرت على الركوع. جلد رجل ضخم الجثة، فهو منفذ حكم الإعدام المرأة خمسين جلدة على ظهرها.
ظهرت شاحنة، وأفرغت كومة كبيرة من الحصى والحجارة. ابلغ الرجل الذي تلا جرائمها الحشد أن عملية الإعدام يجب أن تبدأ. قال عمر أن مجموعة من الناس، جلهم من الرجال، هرعوا إلى الحجارة وشرعوا في رميها على المرأة. خرت المرأة سريعا على الأرض وشرع جسمها ينتفض في كل الاتجاهات. قال عمر إن الحجارة استمرت بالتساقط عليها لما بدا انه وقت لا ينتهي.وكان رمي الحجارة بهدا بعد فترة فيما يقوم طبيب بالتحقق من نبض المرأة.وبعد نحو ساعتين، أعلن الطبيب أخيرا ماتت ، فتوقف رمي الحجارة ، أما بخصوص الفاعلين فالقانون لا يعاقبهم بل يلقي اللوم على الفتاه وبالكاد قد يتلقون محاضرة أدبية.
هذا الكتاب الذي يعزف على وتر نساء من كل الأعمار تؤكد فيه الكاتبة أن قصة النسّاء مدفونة وراء الحجاب الأسود فلا يوجد سجل ولادتنا أو مماتنا رسميًا إذ يتم توثيق ولادات الذكور ولا يحتفظ بأي سجل للإناث وعند ولادة أنثى يسود جو مشحون بالحزن والأسى، إذ تقول : " لا حدود لسلطة الذكر السعودي ،من أن الرجال الذين يفرضون هذه الحياة على نسائهم يضمون إليها تعاستهم الزوجية. إذ كيف يمكن للرجل أن يكون راضيا حقيقة وهو محاط بمثل هذا البؤس؟ من الواضح أن رجال بلادي يبحثون عن إرضاء أنفسهم لاتخاذهم زوجة تلو أخرى ، لا يعرف هؤلاء الرجال جيدا أن في وسعهم العثور على سعادتهم في منزلهم، مع امرأة واحدة مساوية لهم. وبمعاملتهم النساء كالعبيد، أو كشيء يملكونه، يجعل الرجال من أنفسهم تعساء مثل النساء اللواتي يحكمونهم، ويصبح الحب والرفقة الحقيقة أمرا يستحيل على الطرفين بلوغه.
الصراع على الخادمة بين الأب والأبناء
ويفترض عند توظيف خادمة ما، انه يجب استخدامها كالحيوان، بحسب مزاج رجال المنزل.
" أعلمت الوالدة مادلين على الفور بأنها استخدمت لتعمل كمتنفس جنسي لابنيها المراهقين، وبان عليها خدمة باسل وفارس على أساس يوم بعد آخر. وقد أبلغتها هذه المعلومات من دون أي انفعال حيال يأس مادلين التّام قرر الوالد أن مادلين على ذوقه، الأمر الذي فاجأ الخادمة السريلانكية المثيرة جنسيا. وأبلغ ابنيه أن ليس في وسعهما مضاجعة الخادمة الجديدة إلا بعد أن يحصل هو على لذته".
شهقت، ومن ثم أمسكت نفسي ، عرفت ما الذي ستقوله لي مارسي، ولم أرد سماعه.
" سيدتي سلطانة، في تلك في تلك الليلة الأولى على عودة العائلة اغتصب الوالد مادلين!" قالت وهي تشهق بالبكاء: " لم هذه إلا، لأنه قرر أنه معجب بها إلى درجة أنه واصل اغتصابها كل يوم!".
يعتبر هذا الكتاب أول تسلل إلى كنف عالم جديد، عالم الأسرة السعودية المالكة والذي تناول بكل شفافية ووضوح مواضيع بالغة الأهمية منها : أسرار خطيرة، وفاة ملك، حجرة المرأة، الهروب، الأمل الأبيض، النساء الأجنبيات ثم القوانين في السعودية التي تلتزم بالأحكام الإسلامية المتشددة إذ تم التطرق إلى جرائم القصاص وأسباب منع النساء من الشهادة في المحاكمات الجنائية:
• كون النساء أكثر انفعالا من الرجال، وسيقمن بنتيجة انفعالاتهن بتحوير شهادتين.
• النساء لا يشاركن في الحياة العامة، ولذا لا يمكنهن فهم ما يلاحظنه.
• النساء تحت السيطرة الكاملة للرجال الذين بمشيئة الله يعتبرون أعلى درجة، وبالتالي فإن النساء سيشهدن وفقًا لما قاله لهن آخر الرجال.
• النساء كثيرات السهو، ولا يمكن الاعتماد على شهادتهن.
من خلال متابعتي لعدد من التعليقات، لا بد من الإشارة أن غالبية المعلقين أكدّوا أن الكاتبة الأمريكية قد بالغت كثيرا، مؤكدين أنها تكتب من اجل الشهرة والمال، أما بخصوص تاريخ إصدار الكتاب مختلف عليه .
[email protected]
أضف تعليق