طفولة مغيبة، ومغمسة بألوان من القهر والعذاب والقتل والأسر؛ فأطفال فلسطين المحتلة؛ يعاملون كالكبار في البطش والتنكيل؛ لا يسلمون من ظلم وإذلال الاحتلال؛ وعلى مختلف أشكاله وأنواعه؛ وللاحتلال جنون، وفنون وأشكال مختلفة؛ في تكريس وتعظيم معاناة الأطفال الفلسطينيين.
أطفال القدس المحتلة يدفعون من براءتهم وطفولتهم ثمن الاحتلال، وينالون الشهادة مبكرا ومجبرين؛ وهذه المرة كانت من نصيب الطفل المقدسي أمين ابن ال (١٣ عاماً) من بدو قرية عناتا شمال شرقي القدس المحتلة.
كأي طفل آخر؛ خرج الطفل المقدسي أمين يلهو ويعلب فوق دابته، في شوارع القدس المحتلة؛ فكان المستوطن المتطرف والمستهتر بأرواح الفلسطينيين، له بالمرصاد؛ فدهسه وقتله؛ ليرتقي الطفل أمين شهيدا مع الصديقين والشهداء والأبرار، وحسن أولئك رفيقا.
عالم دولة الاحتلال، والمستوطنون فيه؛ هم عبارة عن قطيع من الوحوش الضارية، فهم قمة في البشاعة، وخاليين من أي من معاني الإنسانية؛ وإلا كيف نفسر قتل مئات الأطفال الصغار، ودهسهم وسجنهم وتعذيبهم؛ دون مراعاة لطفولتهم وبراءتهم.
عملية قتل الطفل المقدسي أمين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فهو ليس بأول طفل يقتل على يد المستوطنين أو جيش الاحتلال؛ فقد سبقه مئات الأطفال الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا ينسى الشعب الفلسطيني قتل مئات الأطفال في قطاع غزة بالفسفور الأبيض خلال العدوان على غزة عام 2008، وعام 2012.
لو أن المقاومة الفلسطينية استهدفت طفلا في دولة الاحتلال، وجرحته ولو بالخطأ؛ لان أخلاق المقاومة الفلسطينية ومن مختلف القوى لا تسمح باستهداف الأطفال والنساء كما يفعل المستوطنون والمحتلون؛ لصارت صورة هذا الطفل حديث الساعة في الدول الغربية وأمريكا، ولقامت الدنيا ولم تقعد.
من خلال الإعلام الغربي؛ تزعم دولة الاحتلال أنها لا تستهدف المدنيين من أطفال ونساء؛ والحقيقة عكس ذلك تماما؛ فالشهداء 32 الذين قتلوا منذ بدء المفاوضات نسبة كبيرة منهم هم من الأطفال؛ هذا عدا عن قرابة 500 طفل في سجون الاحتلال تغيب طفولتهم، ويعذبون خلف القضبان في سجون الاحتلال المختلفة.
مهما فعلنا؛ نبقى مقصرين في فضح جرائم الاحتلال بحق طفولة وبراءة أطفالنا؛ ومن هنا لا يكفي أن ننشر صور أطفالنا الشهداء في وسال إعلامنا المحلي؛ بل يجب أن تغزو الصور من الأطفال الشهداء، والأطفال الأسرى؛ دول العالم الغربي لتعرف شعوبها نفاق قادتها ومشاركتهم دولة الاحتلال في جرائمها في الدفاع عنها دوما، ومن ثم على وعسى تلك الشعوب أن تضغط على قادتها لوقف تأييدهم للاحتلال.
الحرب الإعلامية مع دولة الاحتلال لا تتوقف، وهي متواصلة ولا يجب التراخي فيه؛ فكل صورة لها قوة ألف كلمة، وصورة الطفل المقدسي الشهيد أمين، وقبله الطفل الشهيد وجيه؛ يجب أن يراها العالم اجمع ليعرف حقيقة أجرام دولة الاحتلال.
[email protected]
أضف تعليق