كما هو معلوم، ان رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غريون، أصدر وبصفته وزيرًا للدفاع عام 1956 قرارًا يُلزم الشباب من أبناء الطائفة المعروفية بالخدمة الإجبارية في جيش الدفاع الإسرائيلي.

في حينه، كان هناك آراء متفاوتة بخصوص حقيقة توقيع وُجهاء ومشايخ الطائفة على وثيقة تؤيد تجنيد الشباب الدروز للخدمة العسكرية، وبما يُسمى بحلف الدم.

وقد أكد البروفيسور قيس فرو، في محاضرة قيّمة كاد قد القاها في لندن حول هذا الموضوع، ان هذا الادعاء عال عن ألصحة، اذ عارض المشايخ، وفي مقدمتهم المرحوم فضيلة الشيخ أمين طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية قضية التجنيد.

وتؤكد الإحصائيات، ان هناك انخفاض ملحوظ في ارادة الشباب للخدمة وذلك نتيجة التمييز العنصري وعدم ألمساواة، وانعدام الثقة بمعظم المؤسسات الحكومية. فعلاوة عن دفع الطائفة ثمنًا باهضًا لم تحصل الطائفة كافة، تستحق الذكر وتم مصادرة نسبة كبيرة من اراضيها، وقد لحق بشكل خاص بالجنود الدروز التمييز، وهذا المشهد القديم جديد مألوف ، اذ سرعان ما تُسدل الستارة على حادثة تميُز مؤسفة لترفع الستارة مُبشرة لنا بولادة مشهد اكثر خطورة.

جاءت هده المقدمة تزامنًا مع ما حدث الأسبوع الماضي، حيث رُفعت الستارة على مشهد تجاوز كل التوقعات والخطوط والحدود، وذلك عندما تم منع ثلاثة جنود دروز من دخول المفاعل النوويّة في ديمونة، وذلك خلال خدمتهم العسكرية في حين تم ادخال زملائهم الجنود اليهود !

وقد اثارت هذه الحادثة ردود فعل واسعة ألنطاق، وقوبل بموجة من التذمر والاستياء العارم لدى كافة ابناء الطائفة الذين وصفوه بقمّة العنصرية والوقاحة، مؤكدين انه لا يُعقل ان يكون الجندي الدرزي ، ورغم اخلاصه وأداء واجبه على اكمل وجه مشكوك فيه وصنف ب ، مؤكدين انهم لن يمرُّوا مرّ الكرام على هذه الاهانة بكرامة الطائفة المعروفية مطالبين رئيس ألوزراء رئيس الأركان ووزارة الدفاع بإجراء بحث فوري وجذري في هذا التصرف ألجّبان والذي يمس ولا يخدم التعايش.

زاوية رماح تؤكد ان هذه المشاهد لم يتم معالجتها بصورة موضوعية وجذريه وتم تجاهلها على مر السنين من قبل وسائل الاعلام التي لم تغطي وتنشر عن هذه الاحداث بما فيه الكفاية عمدًا. والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف يمكن للجندي الدرزي ان يستمر بالخدمة والتضحية بأجمل سنواته، وقد يكلفه دمه، وترك الايتام ؟

كفى، كفى تصريحات، عُهود ووعود على القيادة الدرزية السياسية والدينية والثقافية والتربوية، وبكافة انتماءاتها الوقوف قلبًا وقالبًا، مطالبة بإقامة لجنة تحقيق خاصّة هادفة الى اقتلاع هذه الظاهرة الخطيرة من أساسها، وهذه المسرحية ألهزلية ومطالبة بالحقوق المشروعة والمساواة ألتامة وعدم اغلاق هدا الملف دون تحقيق الهدف ألمرجو حتى خروج الدخان الأبيض مهما كلف ذلك واعادة التفكير بما يُسمى حلف الدم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]