أنا طبيبه أعيش حاليا في بلدة أوروبية مع زوجي الطبيب منذ 3 سنوات وولدت له ولد وبنت. هو مطلق وأب لبنت في العاشرة من عمرها من زواجه بأجنيبة. البنت لا تعرف اللغة العربية.

أحاول قدر الامكان تعليمها لغتنا. معاناتي معها أصبحت لا تطاق. أسئلتها كثيرة ومتكررة. هي عنيدة تكذب وتتصرف أمام أبيها كالملاك ومعي كالشيطان.

تعبت منها وبدت تؤثر على علاقتي بزوجي. بدأت أكرهها وأتشاءم من وجودها.

مع أنه لا مشكلة في بيتي سوى هي. أرجوك أرشديني ماذا أفعل؟

الجواب:

أنت تمرين بمرحلة صعبة وكذلك الطفلة ابنة زوجك. أنت دخلت بالمشاكل بلا أي ذنب.

هي أيضا دخلت بالمشاكل وهي أيضا لا ذنب لها مما جرى بين أبويها. أنتما ضحية ظروف لستما طرفا بأحداثها.

هل جيل العاشرة له مميزات؟

الطفلة الطبيعية والتي تعيش بأحضان أبويها تمر بجيل العاشرة بمعاناة عاطفية تميز مرحلتها العمرية. كم بالحري مع تلك الطفلة المسكينة؟ تلك الطفلة ليس بيدها أن تتصرف كما تتوقعين منها.

في تلك المرحلة العمرية هي تفتش لها عن نموذج عاطفي تقتدي به. تلك الطفلة تعيش حالة ضياع نموذجها بسبب ما جرى لها. هي تحتاج لكثير من أمان وهذا قد افتقدته بعدما جرى بعلاقة أبويها. هي تسأل كثيرا وخاصة عن علاقة أبويها. هي تحب أن تعرف كل شيء. هذا عدا عن مميزات أخرى تقلقها كما كل فتاة بجيلها.

تلك متغيرات طبيعية سوف ترينها على أطفالك أيضا بجيل ما بين الثامنة والعاشرة. تلك فترة عمرية يلزم الأهل الكثير من معرفة وحذر عند التعامل معها.

هل شعورك طبيعي؟

بالطبع هو شعور طبيعي. تشنج شعورك نابع من مكان ليس لك فيه أية خبرة. شعورك هذا جعلك تندهشين وتتخبطين باختيار الأسلوب التربوي المناسب. هكذا تشعر الأم الحقيقية مع طفلتها البيولوجية في تلك المرحلة العمرية. ضميرك يعذبك ولا تعرفين تهدئته.

هل يمكنك عبور تلك المرحلة بسلام؟ بالطبع نعم ولكن يلزمك التقيد بخطة تربوية بصبر المؤمن الذي يهمه حاجات تلك الطفلة العاطفية والتي هي:

تحتاج تلك الطفلة لحب دائم غير مشروط. حتى وإن أخطأت أو ...

الأم الحقيقية لا تربط حبها لطفلتها بسلوكها غير المستحب. لا دخل للسلوك بحب الأهل لأطفالهم. الحب دائم وأبدي. هذا لا يعني الانفلات. حزمك بالتربية على الثوابت هو أيضا دائم وأبدي. المهم الابتعاد عن الشعور بالكراهية. إن نوع الشعور هو إرادي وخاضع للتحكم والسيطرة الفردية.

تحتاج الطفلة أيضا لكثير من اطمئنان عاطفي- هي تفتقده بسبب التشنج الذي تمر به من أزمات عاطفية عائلية...

وأخيرا هي تحتاج لنموذج عاطفي ترتاح لتقليده. النموذج الطبيعي عادة هما الأبوان.

أنا على يقين بأنك أنت هي النموذج بأسلوبك وبتعاملك الذي احتوى جلّ صعوباتها.

ماذا يمكن أن يساعدها للخروج من حالتها المتأزمة؟

هي بحالتها الصعبة اليوم يمكن أن يساعدها كثيرا الأنشطة والفعاليات الحركية.

للتنفيس عن ضغوطها يلزمها بعض من الوقت للهو بفعاليات رياضية تميل إليها.

سوف تنسى معاناتها أثناء قيامها بتلك الأنشطة التي سوف تتعلق بها بعد أن تداوم عليها.

تحتاج أيضا لاستضافة صديقة لتقضي معها بعض وقت لطيف بضيافتها. تتحضر لها ببعض تضييفات تعدها لها وتتمتع بتجهيزها معك.

تبادل زيارات مع بنات بجيلها يجعلها توزع اهتماماتها وتساؤلاتها في اتجاهات تخصها وتريحها.

تسجيلها بناد يشبع هواية تحبها كي تلهو بها وتنسى ما تعانيه من زعزعة أمان وعدم اطمئنان.

تلك فعاليات سوف تتمتع بالقيام بها وذلك قبل دخولها فترة المراهقة التي هي أصعب من مرحلتها التي تعيشها اليوم. إيجاد موهبتها والتمتع بهوايتها سوف يخفف عنها حدة تأجج جيل المراهقة القادم. وبالتوفيق.

-----------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]