بدايًة ، أُود أن أوضح، انّ هذه المقالة خطّها قلمي قبل بضعة أشهر...
من منّا لم يكُن من الدّاعين والدّاعمين لإحداث تغيير جذريّ يليق بهذه المدينة العريقة بغية النّهوض بها قدما، لتلحق بركب الحضارة السّريع في مرافق وميادين الحياة على اختلافها.
وا حسرتاه! بأنفاس مخنوقة، وتنهّدات عميقة، وبكلّ لوعة وأسف، باستياء وتذمر شديدين أقول وأعترف بضياع هذه الأحلام وخيبة أملي كمواطن أراد وأحبّ التّغير لما فيه الخير لأبناء بلدته، هادفا للإصلاح، والتّوعية وتحقيق العدل والعدالة، ليس بالشّعارات والتّصريحات وإنّما بتطبيقها على أرض الواقع قولاً وفعلاً .
لا شكّ أنّ طبيعة عملي وعلاقتي واتصالي بالمؤسسة الكبرى وكلّ العاملين فيها خاصة الإدارة وسائر فئات المجتمع، كلّ ذلك جعلني أقف عن كثب عمّا يجري ويدور بين أروقة المكاتب وطريقة التّعامل والتّفاعل مع كيفيّة سير وتطورات الأمور " للأسف بالمعنى السلبي "، مع إدارة هذه المؤسّسة الّتي من المفروض أن تكون العنوان والقدوة والمثل الأعلى، ومصدر أمن وأمان للمواطن، وخدمته، لا ركله ،ظلمه ومعاناته.
حقيقة، لا أجد الكلمات الّتي من شأنها أن تصف الوضع المزري ومدى معاناة وتذمّر المواطن الّذي - كما يبدو- نفذ صبره، وتحطّمت آماله وتوقّعاته ،إذ أصبح لا يصدّق ما يجري من حوله متسائلا: أأنا في حلم أم في علم ؟! مؤكدا أنّ الوضع لا يطاق حتّى تجاوز كل الخطوط.
وأعود إلى عنوان المقالة: " اللّعب خارج خط التماس والعزف على إيقاع نشاز " ،وذلك لا لأنّ الفرقة الموسيقيّة في إضراب تضامنيّ مع بقيّة المتظاهرين بسبب الأوضاع الصّعبة كالبطالة والقتل على خلفية شرف العائلة، ارتفاع أسعار الشّقق، الوقود، الكهرباء، المياه على الصّعيد المحليّ، ولا لأنّها تتضامن مع الرّبيع العربيّ بمختلف أسبابه ونتائجه المؤسفة، أو بسبب المطالبة بتقديم الرئيس المخلوع مرسي للمُحاكمة، ولا تضامنا مع إيران خشية توجيه ضربة لها وتجميد أموالها؛ وإنّما كما يتضح فإنّ مدير الفرقة هو الحاكم النّاهي يضع أسس اللّعبة ويشكّل التّركيب، ويعزف على أوتار خاصّة به وبمزاجه، وعلى أنغام وبإيقاعات مبهمة مدروسة عمدا، لا تنسجم مع بقيّة أفراد الفرقة ، وبعيدا عن المنطق والواقع فهو يعيش في عالم أحلامه الخاصّة، وهم ليس في هذا الوارد ألبتّة. إنّه يتحدّى بكلّ برودة وسخرية كلّ أعضاء الفرقة الكبير والصغير مهما كانت صلاحيّتة وخبرته، فهو السّلطة التّشريعيّة والقضائيّة والتّنفيذيّة. حقيقة أنّني لا أنكر الارتباك الشّديد الّذي انتابني ولم يسبق له مثيل! فهل أصف هذا اللاعب المخضرم المثاليّ بأنّه " دون كيشوتيّ "؟ أم أنّه صانع العجائب؟ أم الدّاهي ممّا يدفعني إلى أن أكنّ له الاحترام والتّقدير؛ لما يتمتّع به من مكانة مرموقة، وطاقة هائلة، وسلطة مدعّمة. لا شكّ من تمتّعه بالسّلطة والصّلاحيّات المسروقة الّتي لا حدود لها؛ فلا يتجرّأ أحد على بحث أيّ موضوع، أو اتّخاذ أيّ خطوة أو قرار، ولا يدلي بأيّ تصريح دون استشارته وتكرّمه على ذلك الموظّف بالضّوء الأخضر شبه المعدوم؛ لأنّ الضّوء الأحمر دائما، في حالة تأهّب والمطلوب رفع إشارة قف! أمامك حاجز وخطر التّجاوز وبلغه بسيطة جدّا.
اعذروني لو قلت إنّ على أعضاء الفريق أن يتناولوا أقراصا مهدّئة ليسيطروا على ارتجافهم قبل الدّخول إليه! ناهيك طبعا عن إلقاء التّحيّة بكل هدوء، تواضع، وخشوع ربما الرّكوع! كيف لا؟ ربّما عليهم تقبيله بحرارة فلعلّ وعسى أن يفكّر بتلبية مطلب أو تسهيل معاملتك، ولو كانت قانونيّة بحتة، لكنّها تبقى في سلّة الانتظار كأنك تنتظر قطار الصحراء. ولنسّهل عليك عزيزي القارئ فالسّيناريو القديم الجديد الّذي قد يبدو غامضا، ومعادلة معقدة ما زال حاضرا، فما عليك أيّها المواطن - إن قدّر الله عليك - أن تكون أحد اللاعبين سوى إرجاع الكرة إلى قدمي سيّدك حتّى لو كان بمقدورك هزّ الشّباك، وإحراز أجمل الأهداف وإنقاذ فريقك من هزيمة؛ وذلك لأنّ أسس اللّعبة ونتائجها هو من يقرّرها مسبقا، وعليه يجب أن يحرز الهدف فقط عن طريقه وما أكثرها في شباك المواطن المسكين المغلوب على أمره!! وهذه اللّعبة وهذا المشهد كان بالأمس البعيد لكنّه ما زال يكرّر نفسه إلى أن يتمّ تغيير هذا التركيب كليا، أو تعزيز الفريق ودعمه من الخارج، أيّ تعين لجنة معيّنة خاصّة لإدارة شؤونه، وهذا ليس ببعيد مع إرادة وعون جمهور المشجّعين .
آمل أن يكون اّللعب المُرتقب في التركيب الجديد داخل التماس ...
[email protected]
أضف تعليق