في ظل التزايُد الملموس للكثير من القضايا السلبية في مُجتمعنا، وخاصةً العنف منها، ترى الطالبة هديل عوّاد، بأن هناك ضرورة للمزيد من المختصين الاجتماعيين المهنيين في مُجتمعنا، بُغية للتغلُب على هذه الظواهر الدَخيلة- هذه بعض الأسباب التي دفعتها لاختيار دراسة موضوع العمل الاجتماعي، بالإضافة إلى رغبتها الدائمة في مُساعدة الآخرين، والعطاء الموجود بداخلها، وخصوصًا دعم المجموعات الضعيفة والمُستضعفة في مجتمعنا، والتي تأمل على تحسين ظروف حياتهم خلال حياتها المهنية المستقبلية.
تدرُس الطالبة، هديل عوّاد في كلية تل حاي، وهي في سنتها الدراسية الثالثة، وهي ناشطة اجتماعية وسياسية، بالإضافة لكونها مرشحة للعضوية في حزب الجبهة الديمقراطية في مجلس يافة المحلي.
صعوبات في التعليم...
وتحدثت الطالبة هديل عوّاد عن الصعوبات التي واجهتها خلال سنتها الدراسية الأولى في كلية تل حاي، قائلةً: " اعتقد بأن اللغة والتأقلم والبُعد الجغرافي هي أهم الصعوبات، التي تواجه الطالب العربي، بشكل عام في الكليات والجامعات في البلاد، والخارج".
وتابعت: " وبالإضافة الى عُنصرية بعض السكان في كريات شمونة، - (" قرية الخالصة المهجرة – ن.م ") خاصةً بأنها منطقة حساسة، حيث انها قريبة جداً على الحدود السورية واللُبنانية. كما ان النقلة النوعية بين المدرسة والاكاديمية هي صعوبة أخرى نواجهها.
وضع الطلاب العرب في ظل نهج العُنصري في المؤسسات التعليمية...
وعن سؤالنا لها، حول سياسة العُنصرية في المؤسسات الأكاديمية بشكل عام، وإذا كانت تلمس هذا النهج في كلية تل حاي قالت: " الكُلية او الجامعة هي نموذج مُصغر لعنصرية المؤسسة اتجاه الأقلية العربية الفلسطينية المُتبقية والمُتجذرة في وطنها،التي ليس لها وطن سواه. اعتقد بأنه على الجامعات والكُليات ان تتعامل بسواسية وبشفافية مع كل الطُلاب، بغض النظر عن الاختلافات. توزيع المِنح الجامعية لعلها ابرز قضية بعدم التعامل بمساواة وشفافية، حيثُ ان للطالب اليهودي مجالات وافاق كثيرة للحصول على هذه الموارد، عكس الطالب العربي. كما ان هناك ايضاً تعامُل ضبابي مع كل قضايا الاسكان للطلاب العرب. ولكن هذه الأمور تزيدنا اصرارًا وثباتًا لمواجهة سياسة التمييز والاستثناء المُبرمجة على الأقلية العربية في هذه البلاد.
النشاط السياسي، والنشاط الحزبي..
وحول نشاطها الحزبي والسياسي، وكونها عضو في حزب الجبهة الديمقراطي قالت: " الانسان بطبعه، هو كائن اجتماعي ومُركب اساسي من المُجتمع. اما ان يكون مركب ايجابي يصنع التغيير الى الأفضل، واما ان يختار الخمول والتماشي مع الواقِع وهذا مركب سلبي.
مدى نشاطنا يعكس وعيَنا السياسي والاجتماعي. نشاطنا في الجامعات والكُليات تحصيل حاصل وتثبيت وجود ونزع حقوق. كل هذه الأمور تُمهد الطريق لنجاحنا وعلينا اعادة تأطير وتنظيم لجنة الطلاب العرب، لتُسهل امكانية انخراط الطلاب في النضالات والحراك الجامعي والشبابي. اعتقد ان الجبهة هي رُكن الأساس بهذه النشاطات والنضالات، ولا اُلغي الأحزاب الأخرى وتأثيرها.
بُـكرا: " تحدثي عن دوافع ترشحك لقائمة الجبهة في انتخابات مجلس يافة" ؟
هديل: " أنا ناشطة بالجبهة الديمقراطية منذ نعومة اظفاري. تربيت وكبُرت ببيت جبهوي مُحافظ على القِيم والمبادئ الوطنية، وكُلي ثقة واقتناع بأن هذا المشروع، المشروع الجبهوي، هو صمام الأمان ليس فقط ليافة الناصرة وانما لأبناء شعبنا كله.
إني ارى بالجبهة مشروع حياة، ثوابت وطنية وخدماتية ومطلبية، طرح شامل وموضوعي، ومن هذا المُنطلق اخترت الجبهة والعطاء لقريتي يافة الناصرة. وعلى الشباب الانخراط بالعمل الجماهيري للنهض سوياً بيافة.
بُـكرا: " ما رايك بالحراك الشبابي المتواجد في تكوين القوائم، وكم هو مهم دور الشباب وخاصة الجامعيين في العمل الجماهيري وعمل المجالس؟"
هديل: أعتقد بأن هناك اهمية كبيرة جداً لالتئام جيل الشباب مع قادة ذو كفاءات وخبرة عالية. لعلَّ ابرزها هو التعلُم وكسب الخبرة والمهنية الاجتماعية والبلدية والجماهيرية.
وبالإضافة الى ان الشباب والصبايا لهم رؤيا اخرى او شبابية اكثر تُسهل الوصول الى الجيل الجديد. اعتقد بأنه يجب تلبية طلبات الشباب للانخراط بالعمل الجماهيري والبدء بمنحهم الفرصة الكافية للتأثير والتغيير والتعلُم والعطاء.
فكُلنا يُحب يافة وابناء شعبنا، وكلنا طاقات مليئة بالعطاء والانتماء. فدور الشباب بالعمل البلدي هو ركن الأساس لضمان التطور ونقل الراية لجيل جديد، مُثابِر ومِعطاء.
تأثير العمل السياسي عليها كونها طالبة جامعية
وردًا على سؤالنا حول تأثير العمل السياسي على مسار حياتها كطالبة جامعية قالت: " كما ذكرت سابقا، أن العمل السياسي في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية يساهم في زيادة وعي وادراك شريحة الطلاب خاصة وجيل الشباب عامة، ويساهم في صقل شخصية الطالب بصورة كبيرة، اكاديميًا، سياسيا ومهنيا، كل هذه الامور مُرتبطة ببعضها، برأيي هذه المساهمة تؤثر ايجابيا على سير التعليم، اذا تم تقسيم الوقت بين السياسي والاكاديمي بصورة تخدم الاثنين معا، وهذا يتعلق فقط بعامل واحد اساسي جدا وهو ارادة الطالب.
بُـكرا: "هل لديك خطط مستقبلية، لعملك في المجلس المحلي، في حال كنت عضو في المجلس المحلي، ما هي رؤيتك العملية؟"
أطمح للمساهمة في تفعيل دور الشباب والنساء واشراكهم في دوائر اتخاذ القرار والعمل على زيادة تأثيرهم في المجلس المحلي. كذلك اطمح للمزيد من البرامج والمشاريع الهادفة من أجل الشباب والنساء، وباعتقادي يجب على المرأة اليافاوية أن تأخذ دورها بشكل فعال أكثر في الحياة السياسية والاجتماعية في يافة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
79213689799