من حزِن فليستمع للأصوات الطيبة، فإنّ النفس إذا حزِنت خمد منها نورها، فإذا سمعت ما يطربها اشتعل منها ما خمد.
لا يختلف اثنان انه من سمع صوتك المميز وكان في حالة كآبة أتحفته بصوتك العذب وبعثت الغبطة واعدت إليه حيويته وجردته من حالة البؤس.
نبأ إعلان غياب الموت وتوقف خفقان قلب الفنان الكبير، أحد رموز، أركان وعمالقة الطرب العربي الأصيل، الفنان المحبوب الأستاذ وديع الصافي، أدى إلى تسارع التنهدات والغصات الأليمة وعمّ الحزن والأسى، صدى لوعة الحسرة والبكاء، الوطن العربي والمهجر عامة وكافة المناطق اللبنانية خاصة. ابتداءً من مسقط رأسه بالمنصورة شرق العاصمة اللبنانية كاتدرائية مار جرس بيروت، هيكل بعلبك، ضفاف نهر الخلود، بيت الدين، سهل مرج عيون، وادي التيم والبقاع، روابي، هضاب وجبال لبنان وأرزها الشامخ، على امتدادها التي اهتزت كما كانت تهتز من صوتك العذب الرّنان.
أيّها العملاق، يا قطب من أقطاب الغناء ومدرسة فنية فريدة، زارع أسس الغناء وعمق أصالته وأعطى قيمة ومفهوم ونكهة خاصة للعتابا التي أدخلت البهجة إلى قلوب ملايين المحبين.
يا مرجعًا للغناء والطرب الأصيل الذي عبرت عنه بكل صدق حب وصفاء.
غنيت للبنان فتحولت أناشيدك إلى أناشيد وطنية، وهل لنا أن ننسى؟ّ!
الله معك يا بيت صامد في الجنوب...جايين يا أرز الجبل جايين...يا ابني بلادك جنة الانسان...بصوتك يا بلبل ضل غنيها...
خليك يا ابني على الوطن سهران...يا ابني بلادك قلبك أعطيها وغير فكرك ما تغنيها.
فكما الموسيقى حديث الملائكة، لغة النفوس ومداعبة الأوتار بأنامل رقيقة تهز الأحاسيس وتخاطب القلوب، هكذا كانت أغانيك، خاطبت الروح بقلب مفتوح.
لا شك أن ملايين المعجبين يعاهدونك، ان قلوبهم ستظل تتوق لسماع أنغامك وذكراك العطرة ستبقى في ذاكرتهم ووجدانهم، وسيكونون لك خير أوفياء كما كنت أنت لهم، وستبقى أنت موطن الأغنية ورمزها، صوتك يصدح ويعانق جبال الأرز الشامخة.
[email protected]
أضف تعليق