بدايًة، ونظرًا لحساسية الموضوع، أود أن أوضح أني لم اتخذ موقف من صحة وحقيقة الأحداث التي وُلدت في الكتاب.
سمو الأميرة، وهو عنوان كتاب للكاتبة جين ساسون، يسرد وبإسهاب وقائع من لب العائلة السعودية المالكة، تستطيع الكاتبة تجاوز كل العقبات والخطوط الحمراء، والدخول إلى عمق خصوصيات الأسرة المالكة، إذ تتمكن بكشف خفايا وأسرار شبه مستحيلة، ولم يتوقعها احد. وكانت الكاتبة التي مكثت في السعودية طيلة 12 عامًا، كانت قد حصلت على هذه الأسرار طريق صديقتها الأميرة سلطانة آل سعود .
مسيرة التعارف بين الكاتبة والأميرة :
" التقيْتُ في عام 1983، امرأة سعودية استثنائية، هي الأميرة سلطانة آل سعود.
أحببت ابنة الأسرة المالكة السعودية على الفور فهي في ذهني تشكل كل ما يمكن لأمراء أن تكونه. ليست سلطانة شابة جميلة وحسب، بل هي أيضا فاتنة وذكية، تمتلك روحًا مستقلة نادرا ما اكتشفتها في نساء سعوديات أخريات.
بعدما أخذت الصداقة تنمو ببطء، توصلت إلى معرفة امرأة جرحها بعمق فقدانها الحب الأبوي، وبالرغم من أنها ولدت لعائلة ثرية للغاية تملك أربعة قصور في ثلاث قارات، وتتمتع بطائرات خاصة وجواهر تساوي الملايين سلطانة عندما يتعلق الأمر بالحريات الشخصية لا تمتلك إلا القليل منها وسرعان ما أدركت بالرغم من سحرها الخارجي ومرحها أن الأميرة سلطانة تستشيط في داخلها غضبًا على عجزها عن السيطرة على حياتها الخاصة. يمتلك الرجال في عائلتها سلطة الحياة والموت عليها وعلى بناتها.
نمت صداقتنا مع مرور الوقت، وأخذت الأميرة سلطانة تخبرني ببطء قصة حياتها من طفولتها المضطربة إلى زواجها المُدبر، إضافة إلى الفصول المريعة من حياة شقيقاتها التسع، صديقاتها وخادماتها. طلبت مني سلطانة بعد سنتين أو ثلاث على لقائنا أن اكتب قصتها. صمّمت على أن يعرف العالم بإساءة معاملة النساء في بلادها. وأنا كنت اقل حماسة وقد اعتراني القلق على سلامتها. وتأملت كذلك مليّا في إمكانية ألا يهتم احد بحياة أميرة تعيش في مملكة على قدر كبير من التشكك حيال الغرباء، بحيث انه لا يُسمح للسياح الأجانب بزيارتها" .
ويتحدث هذا الكتاب المثير جدًا، والذي يعتبر من أفضل 500 كتاب وانصح بقراءة عن جوانب حياة طفولتها الغير مستقرة وقصة زواجها بالقوّة لتكون الزوجة الثالثة أو الرابعة لرجل ثري مُسن لم تلتقي به أو تعرفه، بالإضافة إلى حياة شقيقاتها التسعة والمقربين منها وخادماتها، إذ ركزت على قضية إساءة معاملة الفتيات ومدى الظلم الذي لحق بهن وكيف يتم حرمانهم من وأولادهن عند مرضهن، وملازمتهن الفراش وطلاق شابات على الفور عندما يتم تشخيص إصابتهن بمرض.
" قلما يمكنني تخيل كيف تطيق الشابات السعوديات الأخريات حياتهن. اعرف عن فتيات شابات يُجبرن على ان يصبحن الزوجة الثالثة أو الرابعة لرجل متقدم في السن. اعرف عن نساء شابات تم طلاقهن على الفور عندما جرى تشخيص إصابتهن بمرض خطير. بعض هؤلاء النسوة أمهات، وقد اخذ أولادهن المرعوبين من بين أيديهن لتربيهم امرأة أخرى. اعرف عن فتيات قتلهن أفراد عائلتهن، لا لشيء في الغالب إلا لشعور بسوء سلوكهن".
أما المشهد الذي يقشعر الأبدان، قتل الفتاة الشابة على يد احد أفراد الأسرة لمجرد شكه أو شعوره بسوء تصرفها، ربما بسبب نظرة من وراء الحجاب الأسود، ثم الحكم على أخرى بالقتل رجمًا بالحجارة، وبحضور جمهور غفير.
" الغلطة لا تقع مطلقا على الرجل في الشرق الأوسط، حتى لو قتل الرجل زوجته فانه سيعلن عن أسباب وجيه لعمله هذا، وهو ما سيقبله الرجال الآخرون من دون سؤال. في بلادي صحف تنشر مقالات تكرم رجلا على قتله زوجته أو ابنته على جريمة السلوك "المنافي للحشمة". فبمجرد الشك بسوء السلوك الجنسي، مثل القبلة قد ينزل الموت بفتاه
شابّة " .
[email protected]
أضف تعليق