حين يولد الطفل بين أجواء موسيقية أصيلة، تنمو هذه الأصالة بشكل فطري بداخله، فمنذ نعومة أظفارها، هوت الطفلة نور دراوشة- الطالبة الجامعية اليوم، الموسيقى والعزف على الأوتار، فقد ربيّت في بيتٍ أجواءه موسيقية، لطالما كانت تراقب والدها- وليد- حين كان يعزف على آلة العود وتنشد لعزفه، لتكتشف العائلة لاحقًا أن ابنتهم الصغيرة تحمل في حنجرتها صوتٍ عذب، فاهتموا بصقل هذه الهواية، وتشجيعها على الغناء وخاصة بالمناسبات الخاصة بالمدرسة وتعليمها دروسًا في العزف على آلة الكمان هي وأختها سُكينة الحاصلة اليوم على لقبٍ ثانٍ بالعزف على آلة الكمان الشرقي.
من طفلة هاوية تُغني في المدرسة إلى طالبة بتخصص جامعي في الموسيقى...
تقول نور (20) عامًا ابنة من بلدة إكسال، أن بداية مشوارها مع الغناء كانت في الصف الأول ابتدائي، إذ كانت تُغني خلال المناسبات الخاصة باحتفالات المدرسة، وحين كانت في الحادية عشر من عمرها، بدأت في تعلم العزف على آلة الكمان، في " بيت الفنون" في كيبوتس مزراع " – المزرعة، وهناك تعرفت على العديد من الفرق وشاركت معهم في معزوفات عدةٍ، من اللون الموسيقي الغربي الكلاسي. إضافة إلى مشاركتها في جوقة " شاني" بقيادة ( פנינה ענבר ( وهي جوقة متعددة الثقافات.
مشاركاتٍ عدة خارج البلاد...والتوجه إلى الغناء.
دراستها في بيت الفنون، سمحت لها في المشاركة مع عدة فرق موسيقية بالعديد من العروض والمهرجانات داخل وخارج البلاد، والغناء في لغاتٍ عدة، منها العربية، والعبرية والانجليزية والألمانية والايطالية والفرنسية وغيرها.
حين بلغت (17) من عمرها، توجهت نور إلى الغناء، وذلك نظرًا للتشجيع والنصائح التي تلقتها من معلميها وزملائها في التعليم، وكان يجب عليها أن تتعلم تطوير صوت، وبعد (8) أشهر من تعليم الغناء، قدمتْ بجروت في موضوع الغناء في بيت الفنون، وحصلت على علامة مرتفعة، الأمر الذي دفعها للوثوق أكثر من موهبتها وصوتها. وقد أنهت المرحلة الثانوية مع 10 وحدات بجروت في الموسيقى ( 5) من بينهم نظرية.
ولاحقًا، اجتهدت نور في صقل موهبتها، فتعلمت تطوير صوت في بداية دراستها مع المعلمة " اليرز كرملي" في بيت الفنون، ومن ثم أتمت دراستها مع معلمتها الحالية " شارون روسطورف"، وتقدمت معها كثيرا في هذا المجال.
صقل الموهبة أكاديميًا..
لم تكتف نور في ما وصلت إليه من دراسة وتعليم في مجال الموسيقى، واستفادت من منحة حصلت عليها في شهر أيار 2012، من مؤسسة "קרן שרת"، وفي شهر حزيران تم قبولها في الأكاديمية للموسيقى في تل أبيب، وهي حاليًا في سنتها الدراسية الثانية في رحلتها الأكاديمية.
صعوبات وتحديات خلال السنة الدراسية الأولى...
وعن الصعوبات، تحدثت نور لموقع "بكرا" عن صعوبة التأقلم بنظام حياة التعليم الجامعي موضحة "المكان جديد، والأشخاص غريبين، بالإضافة إلى استخدام المصطلحات العلمية الجديدة ومستوى التعليم العالي في الموسيقى الذي لم أكن أتوقعه، نبقى أن نضيف مشكلة إيجاد السكن وغلاء الأسعار".
وعن ارتفاع أسعار السكن قالت: " بشكل عام من المعروف أن استئجار شقة للسكن في تل أبيب وخاصة في المنطقة القريبة للجامعة مرتفع جداً، ولكن الأصعب من ذلك أن السكن الطلابي بحد ذاته مكلف، ويجب على الجهات المختصة أن تجد حلولًا أو طُرق لتخفيف هذا العبء عن الطلاب الجامعيين، مثل إعطائهم منح للدعم المادي والمطالبة بتخفيض خاص للطلاب بالضرائب، وغيرها من الأمور.
بين الموسيقى الشرقية والغربية يدفق قلب نور
وعن تفضيل لون موسيقي عن آخر، قالت: ليس لدي تفضيل لون موسيقي عن آخر، فأنا أعشق اللونين، وبالنسبة لي الموسيقى لغة عالمية، وكل لون هو لهجة مختلفة لهذه اللغة، أما الألوان التي أقدمها فهي الأوبا، أو الأغاني الغربية الكلاسيكية وأيضًا الأغاني العربية الكلاسيكية.
وتابعت: " اغني اللون الغربي كثيراً ضمن مشاريع الكلية، وكنت قد نظمت حفلة خاصة مع جوقة "נעמה" حيث غنيت الصولو "غناء فردي"، وغنيت مع فرقة الموسيقى العربية في الناصرة، وأيضاً غنيت مع عازف البيانو الرائع نزار الخاطر.
عروض مستقبلية وطموح...
لنور عروض مُقبلة، فهُناك سلسلة عروض في انتظارها في بعض المدن العربية بمبادرة معهد اورفيوس- الناصرة، سيقدم هذه العروض مجموعة الأكاديميين العرب للموسيقى الغربية. وبالنسبة لطموح نور المستقبلي، فهو كبير، كيفما أشارت، وهناك الكثير من الإمكانيات التي تؤهلها للوصول إلى العالمية التي تطمح لها.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
صوتك وطلتك الحلوه منوره المسرح اتمنى لك التوفيق وهنيئا لمجتمعنا العربي بأمثالك
ارجو نشر امتي عروضك القادمه -