كشفت وزارة السياحة والآثار حديثا عن آخر ما توصلت إليه عمليات التنقيب والحفريات في مشروع تل رفح الأثري الواقع جنوب قطاع غزة, حيث تم اكتشاف العديد من اللقى والقطع الأثرية والآثار الثابتة التي تعود إلى العصور التاريخية القديمة كالعصر الكنعاني والروماني . 

وفي هذا الإطار بين أ. أسعد عاشور مدير مشروع التنقيب في تل رفح أن المشروع الآن في الموسم الرابع من مراحل التنفيذ , مستعرضا أهم المكتشفات التي توصل اليها المشروع والتي تضمنت : لقى أثرية وآثار ثابتة , كانت أهم الآثار الثابتة التي تم الكشف عنها فرن طابون من الفخار في احدى الجدران , والذي يعود الى عصور تاريخية قديمة.

اما اللقى الأثرية التي عثر عليها فقد كانت عبارة عن عدد من الجرار والأواني الفخارية والطينية القديمة , كما عثر على قطع عملات نقدية برونزية و صخور بازلتية , إضافة إلى وجود بقايا من عظام وأسنان لحيوانات كان منها عظام فك لحيوان ضخم .

وأكد عاشور انه تم العمل بحذر شديد على إزالة الأتربة المتراكمة على اللقى والقطع الأثرية التي تم اكتشافها بشكل يضمن عدم حدوث أي تغيير في لونها أو تركيبها.

كما أضاف عاشور انه تم خلال هذه المرحلة - المرحلة الرابعة من المشروع – متابعة ظهور أية أحجار أو قوالب قد تعود لعصور تاريخية قديمة , وتسجيل أوصافها بدقة مع حفظها وأرشفتها ليسهل الرجوع اليها.

ونوه عاشور ان ادارة المشروع استقبلت العديد من الوفود المحلية والأجنبية التي حرصت على متابعة سير العمل عن قرب والاستفادة من أعمال البحث والتنقيب , فتفقد المشروع مسئول من مؤسسة الاغاثة الاسلامية الذي حرص على تفقد ومتابعة أعمال الخريجين , كما قام وفد من الخبراء الفرنسيين بتفقد المشروع و الاطلاع على اللقى والآثار التي تم التنقيب عنها وقام بإعطاء عدد من الملاحظات والنصائح لفريق العمل , كما زار المشروع وفد من طلاب الجامعة الاسلامية الدارسين للتاريخ والآثار للإطلاع على عمليات التنقيب والكشف الأثري عن قرب , اضافة الى عدد من الوفود الرسمية الأخرى.

ومن جانبه أكد د. محمد خلة الوكيل المساعد للوزارة أن أعمال الحفريات والتنقيب التي تتم في مشروع تل رفح الأثري هي الأهم من نوعها, حيث يعد هذا المشروع من أكبر مشاريع التنقيب القائمة عليها الوزارة .

وأضاف خلة انه رغم قلة الإمكانيات وبدائية المعدات المتوفرة في أماكن العمل إلا انه تم انجاز القسم الأكبر من المشروع بنجاح , وتم اكتشاف عدد كبير من القطع الأثرية الثمينة التي ساهمت في تطوير القطاع الأثري في غزة , الى جانب خلق فرص عمل لعدد كبير من العمال العاطلين عن العمل .

ونوه خلة إلى أن الوزارة تسعى من خلال هذه المشاريع إلى إثبات الهوية العربية والفلسطينية لأرض فلسطين ودحض كافة الادعاءات التي يدعيها الاحتلال بأحقيته في هذه الأرض, إضافة إلى محاولة إنقاذ العديد من الآثار التي قام الاحتلال بتدمير جزء كبير منها والاستيلاء على الجزء الآخر.
ومن الجدير ذكره أن مشروع التنقيب في تل رفح قد بدأ العمل به منذ عامين اثر اكتشاف العديد من القطع الأثرية الثمينة في الموقع, فيعتبر تل رفح من أهم التلال الأثرية الموجودة في قطاع غزة والذي تعاقبت عليه العديد من الحضارات والعصور التاريخية العريقة , كالعصر البرونزي والعصر الروماني واليوناني , لذا فان الوزارة تسعى جاهدة لإبرازه وتأهيله وتحويله إلى مزار لجميع المواطنين بهدف الإطلاع على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]