العائلة هي أهم خليـّة ومحور في حياتنا: ففيها وُلدنا واليها ننتمي، ولنا فيها الأب والأم والأخ والأخت والأعمام والأخوال والأجداد، وفيها نشأنا وتربينا وترعرعنا.... هي أصل الحياة، ومركز الحياة.
وإذا مات فرد من العائلة، اهتزت أركانها، وعم الحزن أفرادها. فكيف يكون وقـْع الموت والفقدان على الأطفال خاصة؟
تقول الدكتورة عدنا كتسنلسون، خبيرة التربية النفسية، المختصة أيضا ً بإرشاد العائلات – أن من اللازم التحدث مع أطفال الروضات حتـّى في موضوع الموت والفقدان داخل الأسرة.
وعن كيفية القيام بذلك تسدي د.كتسنلسون (وهي محاضرة في جامعة تل أبيب) بعض النصائح الهامة:
• الإصغاء للطفل، ومشاركته في استذكار الفقيد الراحل: إذا لاحظتم أن الولد يعاني من الحزن على موت احد أفراد العائلة، بالكلام أو بالصمت الحزين والانطواء، فمن المهم سؤاله والتحدث معه عن مشاعره وأحاسيسه، وذلك من أجل إفهامه انه لا يجوز كبت المشاعر والذكريات
• يـُنصح بعدم تحويل المناسبات العائلية والرسمية إلى "أيام ذكرى" للأموات، حتى لا يغلب عليها الحزن والأسى، بل يفـضـّل استذكارهم وتذكـّرهم والحديث عنهم، لكن مع التشديد على أنهم رغم غيابهم جسديا ً، فإنهم حاضرون في النفوس والقلوب والأذهان.
• التشديد على الأحياء الموجودين: لا مانع من استذكار القريب الذي كان ورحل، وكم طيبا ً ومحبوبا ً ومعطاء، ورحل – لكن بالإضافة إلى ذلك، يجب التشديد على أفراح الحياة الراهنة لدى أفراد العائلة، كبيرا ً وصغيرا ً، في كل مجال من المجالات.
• إفساح المجال للطفل ليعـبـّر هو أيضا ً عن أحاسيسه ومشاعره عن الحديث عن الأموات، حتى لو كانت هذه الأحاسيس صعبة وحزينة ومشحونة بالأسئلة وردود الفعل المضطربة المعقدة، وعدم إشعاره بأنه مخطئ أو يبالغ في التعبير ورد الفعل، بل بالتفهم ولاهتمام والرد على كل تساؤل وسؤال. وإذا كانت ردود فعله حادة ومضطربة، فيجب عمل كل شيء ممكن حتى لا يستمر الحديث عن هذا الموضوع، ومحاولة تغييره والانتقال إلى مواضيع أخرى، بسلاسة ولطف ولباقة. ولا مانع من العودة إلى الموضوع في مناسبة أخرى، بلباقة وكياسة، بتعابير وعبارات خفيفة، كيلا يشعر الطفل أن مشاعره خاطئة وغير قابلة للنقاش والتفـهّم.
• يفضـّل أن تكون عبارات وأحاديث الكبار مع الصغار حول هذا الموضوع مناسبة لجيله وأفكاره ومشاعره، حتى لا يتعمق الخوف والغموض في نفسه
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تتببنذ