بمبادرة مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، عقدت ندوة حوارية في جامعة حيفا، ضمن مشروع التعليم العالي لدى الأقلية العربية في إسرائيل، وذلك حول موضوع "دور الأكاديمي والمثقف في التنمية المجتمعية والتأثير على الأجندة الجماهيرية"، وذلك بمشاركة العشرات من الطلاب والطالبات.
افتتح اللقاء الطالب محمد خلايلة الذي رحب بالحضور وأثنى على مشاركتهم في مثل هذه اللقاءات، طالبًا أن يستمر المركز في مشاريعه النهضوية التي تستهدف شريحة الطلاب الجامعيين.
وتحدث في اللقاء كل من المحاضر الجامعي د. يوسف جبارين، رئيس مركز دراسات، والباحث والمحاضر د.مهند مصطفى والباحثة والمحاضرة د. ماري توتري. وقام السيد عبد الله أبو كشك، مندوب مؤسسة التعاون في رام الله، والذي شارك باللقاء، بالتحدث عن رؤية مؤسسة التعاون للمشاريع التنموية في فلسطين، وعن أهمية الاستثمار بالطاقات الشبابية والمبادرات التي تضع الشباب والتعليم في سلم أولوياتهما وأثنى على عمل مركز دراسات في هذا المضمار.
وطرح المتحدثون مدخلًا نظريًا حول مفهوم المثقف والأكاديمي، وماهية المثقف العضوي في الأدبيات النظرية، وأوضحوا أن على الأكاديميين توظيف معرفتهم العلمية والمهنية على المستوى الجماهيري ومن خلال العمل في الميدان، كما وتطرقوا إلى مشاريع وإنجازات مركز دراسات التي تربط بين البحث الأكاديمي وبين القضايا المجتمعية. وأكد المتحدثون أن وظيفة المثقف والأكاديمي لا تقتصر على الجلوس في أبراج ٍ عاجية، إنما تطويع شخصه ومعرفته وثقافته للمجموعة وتحويل التراكم الثقافي والنظري إلى سلوك بشري يومي يهدف إلى التغيير.
كما وشارك المتحدثون الطلاب تجربتهم الشخصية وقاموا بإجراء مقارنة بين وضع الأكاديميين اليوم في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة ووضعهم في سنوات السبعينيات والثمانينات، وركزوا على الارتباط العضوي بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، وأن التغيير في المنظومة التحصيلية والقيمية يبدأ بجهاز التربية والتعليم المحلي ومن هنا الحاجة لإحداث تغيير جوهري في مبنى ومضامين التعليم وفي عملية تأهيل المعلمين. وأكد المتحدثون على حاجة مجتمعنا الى تعليم نقدي لا تلقيني، من خلال تجهيز الأرضية الخصبة في مدارسنا لمنح الطلاب الاليات والأدوات البحثية نحو الاندماج في مؤسسات التعليم العالي.
وتطرق المتحدثون إلى الآليات البحثية التي يبحث فيها الأكاديمي العربي قضايا مجتمعه وشعبه، وأكدوا على الحاجة للانفتاح على التراكم العلمي النظري والنقدي في العالم العربي والغربي على حدٍ سواء وعدم الانقطاع عن الفضاء الثقافي العربي لأننا جزء منه، وأشاروا إلى أهمية تحديث الآليات البحثية والنظرية والخروج من أسر الأكاديمية الإسرائيلية.
وبعد المداخلات دار نقاش مطول بين الطلاب والمحاضرين وتم فتح باب الأسئلة أيضاً، وقام الطلاب بإضافة نوعية وإثراء النقاش من خلال إلقاء الضوء على عدة قضايا ترافق الطالب الجامعي العربي في سنوات تعليمه وخلال نشاطه الاجتماعي والسياسي، وكيفية تأثير هذه العوامل المتفاعلة سويةً على إمكانية تقدمه نحو الألقاب المتقدمة وإجهاض عملية التدرج في الهرمية الأكاديمية. هذا وتم في نهاية اللقاء توزيع كتاب الأبحاث السنوي لمركز دراسات على الحاضرين.
[email protected]
أضف تعليق