تحت شعار: "هُنا على صُدوركم باقون كالجِدار.. نَجوع، نعرى، نتحدّى نُنشد الأشعار ونملأ الشوارع الغِضاب بالمظاهرات" وَقف اليوم عشرات الطُلاب والطالبات الذين يدرسون في الجامعة العبرية- القدس بدعوة من الجبهة الطُلابية لإحياء ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني عام 1948، والتي ما زالت تباعياتها حتى الساعة من محاولات طمس الهوية والانتماء لهذا الشعب العصيّ على النسيان والاستسلام، وذلك بعد أن قامت ادارة الجامعة بإلغاء برنامج الجبهة الطلابيّة.
إستمرارًا لمحاولات الحكومة الإسرائيلية بإلغاء يوم النكبة
ويأتي قرار المنع إستمرارًا لمحاولات الحكومة الإسرائيلية بإلغاء يوم النكبة والتضييقات على الاجسام التي تحيي يوم النكبة كيوم حِداد، تنضم اليوم مؤسسات التعليم العالي وتنتهج السياسة ذاتها تجاه الطُلاب والطالبات ضاربة بعرض الحائط كل الحُريّات ومبادىء الديمقراطية التي تتغنّى بها دولة اسرائيل-" الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، اذ حاولت ادارة الجامعة العبرية-القدس منع الجبهة الطلابية من إحياء مراسيم النكبة ببرنامج ملتزم يتحدث من خلالهِ الجيل الأوّل والثالث للنكبة عن نكبة شعبهم وعن تداعيات احداث النكبة على حياتهم وعن المجازر التي قامت بها عصابات "الهاجاناه" من تشريد وتجويع وتهجير.
وحاولت سكرتيرة الجبهة الطلابية الإستفسار مليًّا عن أسباب المنع والتضييق خاصةً بعد أن الغى مكتب عميد الطلبة الأسبوع المنصرم فعالية سابقة كانت قد دعت إليها الجبهة الطلابية بمناسبة يوم العمال العالمي لكن الرد الوحيد للجامعة كان أن البرنامج المقرر يُحرّض على العنف ويخُّل بالأمن في الحرم الجامعي.
وفي حديث مع الرفيقة الطالبة يارا دراوشة-عضو سكرتارية الجبهة الطلابية، قالت " إن الأسباب الواهية التي تقدمها وقدمتها الجامعة هذه المرة لن تثنينا أو تردعنا عن إحياء ذكرى نكبة شعبنا، ولن نسمح لهذه التضييقات أن تَدُّب اليأس فينا، لهذا قمنا بتقديم طلب فعالية أُخرى من الجامعة نقوم فيها برفع صُور قبل وبعد النكبة، ليرى الجميع ما خلفته النكبة من خراب ودمار في قرانا وعلى شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات."
كما أضافت دراوشة "رغم موافقة الجامعة على مضض، فقد تجمع العشرات من الطُلاب والطالبات الفلسطينيين واليهود التقدميين للتشديد على أن سياسات الحكومة لن تخوّفنا، ولن تردعنا على المطالبة بألاعتراف بنكبة شعبنا والاعتراف بحق العودة للاجئين الذين هُجِّروا من بيوتهم وأرضهم."
إم ترتسو: النكبة خرطة!
هذا وتجمع العديد من قطعان اليمين من حركة "إم ترتسو" أمام وقفة الطلاب اليوم ورفعوا الاعلام الاسرائيلية واللافتات التي كُتِب عليها "نكبة خرطا" هاتفين "أنزلوا عَلمَكم الإرهابي" وهتافات عنصرية أخرى بالإضافة لمحاولات عدة للهجوم على الطلاب والطالبات وكرد على هذه الإستفزازات لم يكن من أمن الجامعة الا أن دافع عن هؤلاء العنصريين طالبًا من الطُلاب تفريق وفَض الوقفة.
يقول الرفيق الطالب جواد بصول " لم يستَطِع أمن الجامعة من تفريق وفقتنا اليوم كما لم تَستطِع الجامعة أمس من منعنا من إحياء ذكرى النكبة، وقفنا جميعًا طالبات وطُلاب اليوم ضد تضييقات الجامعة وضد طلبات الأمن المتخاذلة وقفة واحدة." وأضاف بصول " المحاولات المتكررة لمنع أي نشاط تقدمي وطني من قِبل الجامعة أصبح سياسة ونهج لا يمكن السكوت عنه، قبل أسبوع نشاط من أجل العمال والعاملات واليوم نشاط النكبة، هذه المحاولات لن ترهبنا، كان الأجدر من الجامعة منع قطعان اليمين العنصرية من الوقوف أمامنا واستفزازنا لا أن تحاول إسكات صوت الحق"
وفي نهاية الوقفة، تحدثت الرفيقة اليانة محاميد مع الطُلاب والطالبات المشاركين، مشددة على أن ما قاموا به ما هو الا واجب تجاه شعبنا وتجاه أنفسهم، فقضيتنا انسانية بالدرجة الاولى ولن ينجح أحد في كم أفواهنا.
[email protected]
أضف تعليق