طلبت سيـّدة (اكتفت باسمها الأول – روتي) استشارة من الدكتور داني ديربي، وهو خبير نفسي يعمل في المركز الإسرائيلي للعلاجات الجنسية، بشأن شقيقها، وفيما يلي حكايته، وردّ الدكتور ديربي.

"أحبّ شقيقي الصغير كثيرا ً، ويهمني أمره اكثر، وقريبا ً سيبلغ من العمر ثلاثين عاما ً، لكنه لم يتخذ حتى الان لنفسه صديقة أو خليلة، فلم يعاشر ولم يخض أية تجربة جنسية على الاطلاق. حاولت ان أعرّفه على عدد كبير من الشابات، جميلات ومنفتحات، لكن عبثا ً: ففي كل مرة كانت الشابة تملّ وتيأس، وتهجر شقيقي محبطة قانطة، رغم رغبتها الصادقة في الوصال والمواقعة.

ومن جهتي، فانني على قناعة تامة، من انه لو عاشر شقيقي شابة او سيدة (حتى لو كانت هذه مومسا ً او بنت هوى)، ولو مرة واحدة، فانه سينفتح ويتحرر ويشعر بالفرج.

انني أقول ما أقول من أجل مساعدة شقيقي،وحلحلة او ضاعه، ولحلحة مزاجه، لكي يقتنع بأن يلجأ الى استشارة علاجية، أو الى من تحل ّ عقدته. لكنني لا اعرف الى أي حدّ يمكنني أن أتدخل في شؤونه، رغم كوني شقيقته. فحتى الان لا اعرف سبب انطوائه وانكفائه هذا، ولماذا هو خجول الى هذا الحد، ولماذا هو منغلق الى هذه الدرجة، علما ً ان والدينا منحاتا، أنا وشقيقي آخر، كامل الحب وأفسحا لنا هامشا ً واسعا ً من الحرية والانتفاخ والاختلاط مع الجنس الاخر، وقد وفقنا، أنا وشقيقي الاكبر، في علاقاتنا وغرامياتنا. والانكى من كل ذلك، انه كلما بدر مني أي "ضغط" على شقيقي هذا باتجاه الانتفاح على الجنس الاخر، فانه يزداد انغلاقا ً "وتعقيدا ً" وتمنـّعا ً.

فهل اتركه في حاله، أم ان هنالك نصيحة مفيدة منكم لفك عقدة أخي"؟!

"روتي"

"فاتحيه وصارحيه"!

يقول الدكتور داني ديربي، ردا ً على اسئلة وتساؤلات "روتي":

"يمكن فهم وتفهـّم قلقك على حالة شقيقك ورغبتك في مساعدته، لكن عليك ان تنتبهي الى ان التعامل مع الناس يتحدد باختلاف طبائعهم وطبيعتهم واذواقهم وأمزجتهم ومركباتهم النفسية. ومن توصيفك لحالة ونفسية شقيقك، يبدو ان الاستراتيجية التي تتخذينها، انت والبيئة القريبة منه ومنك – تبعده عن "الهدف"، وتبعدكم انتم ايضا ً. ولذا من اللازم تغيير "التكتيك والاستراتيجية".

والسؤال الاساسي المركزي هو: هل لدى شقيقك مشكلة محددة، أم انه ربما ليس معنيا ً بأية علاقة جنسية، أو علاقة زوجية ثابتة دائمة.

وانطلاقا من فرضية علاقتك الحسنة بشقيقك، اعتقد ان بامكانك، بصفتك شقيقته، ان تستفسري وتستوضحي منه هذه المسألة. ولو كنت أنا مكانك لتحدثت معه بصراحة وصدق، ولقلت له : لا اريد ان اضغط عليك ا وان اتدخل في امورك الخاصة ومصلحتك، واتمنى لك كل خير.

وهكذت بمكن ان يتطور الحديث وتتوصلي الى النتيجة المنشودة. لكن اذا لاحظت انه منغلق وغير معني بالحديث، فمن المفضل أن تبقي الابواب بينك وبينه مفتوحة امام كل نقاش. وفي هذه الاثناء اتركيه في حاله. لكن اذا لمست انه معني بعلاقات مع نساء وانه يواجه مشكلة اجتماعية او مشكلة في التواصل، فمن الممكن مساعدته بواسطة "علاج سلوكي ادراكي"، او أي علاج حـسـّي شعوري عاطفي. فكل هذه العلاجات كفيلة بمساعدته على مواجهة ومقاومة الخوف، او باكسابه واعطائه ادوات لاجراء مقابلات ولقاءات، وللتصرف قبلها وخلالها بشكل لائق، يجعل "الضيفة" ترضى عنه وتنجذب اليه.

وان لم ينفع أي شيء من هذا، وخاصة ما يتعلق بالعلاقة الجنسية والروابط العاطفية، فمن المفضل (بل اللازم) التوجه الى واحد من المراكز العلاجية المتخصصة.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]