مع دخولنا لفصل الربيع، تزداد الحساسية، وأمراض الربيع هي عبارة عن حساسية ترتفع في فصل الربيع ناتجةً عن رد فعل الجهاز المناعي للجسم لمواد طبيعية في البيئة, وقت إزهار النباتات والأشجار،وتطاير حبوب اللقاح والأتربة،عن طريق الرياح لتدخل العين والأنف والرئة، فيتأثر بها الإنسان وتظهر أعراض الحساسية.

تبدأ الكثير من التغييرات الطبيعية والجوية التي تؤثر على صحة الإنسان، وجهاز المناعة الخاص به، التي تُسببها الطبيعة والحيوان وغيرها من العوامل، وتُسمى هذه التغييرات بالحساسية الانتقالية أو الموسمية، كونها تأتي بنقطة الالتقاء بين فصلين. تعتبر الحساسية، ردّ فعل بيولوجي لجهاز المناعة، حين يُعرف المادة التي تدخُل الجسم، عن طريق الانف، الفم، العينين والجلد، على أنها مادة غريبة (allergenic)، ويجب مقاومتها مثل: الغبار، غبار اللقاح لأزهار معينة، ملامسة الحيوانات ( القطط، الكلاب والخيول)، ونوع معين من الادوية مثل البنسلين، إستعمال معادن معينة ( الحُلي) وأنواع معينة من الأطعمة.

عادة يكون الاشخاص المصابون بالحساسية معرضين " للرشح، الربو، حساسية في الجلد أو العينين"، رغم أنها ليست واضحة بشكل دائم، بحيثُ يختلف موضع الاصابة بها من شخص لآخر، " جهاز التنفس/ الجلد". الجدير بالتنويه أن ظاهرة الحساسية يمكن أن تكون خطيرة جداً، وخاصةً في حال تناول المريض أدوية معينة تؤدي الى ذلك".

ويقول د. رائد دلال، وهو مختص في مجال طب الانف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق، أنه من الواضح حسب التعريف، عندما تحدُث ملامسة بين الجسم الحساس وبين المادة المسببة، تظهر أعراض الحساسية، وخاصةً خلال الفترة الانتقالية بين الفصول، حيثُ ينتشر الغُبار واللقاح من أزهار معينة، مثل الزيتون، إضافة لوجود أشخاص يعانوا من الحساسية الدائمة (perennial allergic) ، التي تحصل بسبب غبار المنزل، أو ملامسة الحيوانات ألأليفة.

ويضيف: "تبين من خلال الدراسات والبحوث أن الحساسية تنتشر بشكل عام في الدول المتقدمة والمتطورة، وظهر أن العلاقة بين تلوث الجوّ وبين الحساسية، مرتبطة بجودة البيئة، بينما نجد نسبة ألإصابة بالحساسية في الدول النامية أقل".

الحساسية بين الأعراض والتشخيص...

د. دلال: "في حال كنا نتحدث عن حساسية في الانف، تكون أعراضها على النحو التالي: رشح مع مخاط شفاف (يشبه الماء)، انسداد في الأنف وضيق في التنفس، الحكة، العُطاس، حكة ودموع في العينين، حكة في الحلق مع تراكم افرازات مُخاطية.
في حالات معينة من الممكن أن تكون الحساسية على شكل أزمة حادة ( Hay Fever)، حيثُ يمكن أن يظهر خلال فحوصات الدم إرتفاع بنسبة الأجسام المضادة ( IgE)، أو زيادة نوع من أنواع الكُريات الدم البيضاء التي تشترك في تفاعلات الحساسية في الجسم، (Eosinophils)، ويمكن فحصها عن طريق الفحص المخبري".

ويضيف د. دلال: "يعتمد تشخيص الحساسية، على المعاناة التي يشكو منها المريض، بعض الحالات تعتمد على إجراء الفحوصات المخبرية، أو الفحوصات الجلدية، التي يتم من خلالها حقن مادة (Allergen) ، في طبقة الجلد، عن طريق وخز سطحي للجلد، ومراقبة ردّ الفعل الذي يظهر على الجلد، ومن ثم يتم تشخيص المادة المسببة للحساسية".

بُـكرا: ما تأثير الحساسية على البالغين والاطفال؟

تأثير الحساسية على الاشخاص البالغين يكون أقل من الشبيبة والاطفال، ممكن ان تكون الاصابة بالحساسية نتيجةً للعامل الوراثي، والوقاية منها تكون بالابتعاد عن مسببات الحساسية.

بُـكرا: ما هي سُبل العلاج والوقاية من الحساسية؟

د. دلال: أول خطوة في العلاج هي الابتعاد عن المادة المسببة للحساسية (Allergen) ، مثلاً في حالة حساسية الغبار يُنصح بتنظيف البيوت بشكل يومي تقريباً، إزالة السجاد والموكيت، الستائر، تهوئة المنزل وغرف النوم والأسرة، وخاصةً ألأشخاص الذين يعانوا مما يُعرف بـ " طُفيليات الغُبار والسجاد الحي " ديشه"، الإمتناع عن أنواع أطعمة مِعروفة كمسببة للحساسية مثل: " السمك، البيض والتوت الأرضي...".

ويضيف د. دلال: في حال لم يساعد الإمتناع ولم يكن كافياً، فهنالك إمكانية الإستعانة بالأدوية، ويجدر التوضيح، أن ألأدوية هي مهدئة للحساسية، ويجب ألإستمرار في تناولها بشكل دائم لأنه عند التوقف عنها ستعود الحساسية مجدداً، على الطبيب أن يشرح للمريض أنه لا يوجد شفاء تام من الحساسية.
أهم ألأدوية المقاومة لظواهر الحساسية التي تحدثنا عنها هي مجموعة أدوية (steroids) ، وأدوية من نوع (Anti Histamin)، التي تُشارك في تفاعل الحساسية، ويتناولها المريض إما عن طريق الفم/ الأنف أو بشكل موضعي، يتعلق العلاج بحدة الأعراض، ولكي نحصل على نتيجة مُرضية للعلاج، يجب أن تؤخذ الأدوية في بداية الحساسية الموسمية في حال تواجدها، وفي حالة الحساسية الدائمة العلاج يكون طوال السنة، مع مراعاة الإبتعاد عن مصدر الحساسية، بالإضافة الى تناول الحقنة الاسبوعية.

نصيحة طبية...

د. دلال: من المهم عدم التخوف من تناول الأدوية، وخاصة التي تعتبر أعراضها الجانبية قليلة، إضافة الى العلاج الموضعي عن طريق "البخاخ" في الأنف، والذي لا يؤثر على الوضع العام للجسم.

إن علاج رشح الحساسية، يُحسن من جودة الحياة، ولا يضُر بالجسم، نصيحتي لكل من يعاني من رشح الحساسية أن يزور طبيب الانف الاذن والحنجرة، أو طبيب أخصائي الحساسية لتلقي العلاج.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]