سؤال:

إبني في الصف التاسع. يضايقني كثيرا بتصرفاته. يضرب إخوته ويسبب لهم المشاكل في البيت وخارج البيت. حين أسأله ينكر. له أخ أصغر منه ب3 سنوات. لا تمر دقيقة إلا ويقهره ويضايقه. يحشر أنفه في كل شيء حتى بالأشياء التافهة. تعبت من تصرفاته (الولدنة) ولا أطيق وجوده في البيت. عندما أطلب منة شيئا يبدأ بالتمتة و(المنافرة). لماذا هذا التمرد وتلك المشاكسة؟

أرجو المساعدة وشكرا.

الجواب:

لا للقلق ونعم للصبر ريثما تمر مرحلته العمرية الحالية بسلام. أنت لست الأم الوحيدة التي تشكو من تصرفات ابنها المراهق. 

هل الهدوء والمسالمة من طبيعة المراهق؟

لا. ليس من طبيعة المراهق الهدوء والمسالمة. بل بالعكس. من مميزاته المشاكسة، التدخل بكل صغيرة وكبيرة، المناقشة المستمرة والاعتراض الدائم و... هو في حالة يقظة وتأهب دائم. يتميز بالاستنفار الدائم ولا يرتاح بالتهدئة والمسالمة. هو بركان من الفوران الدائم. الأم التي تتوقع غير ذلك تعيش واقعا غير موجود وتشعر بالضيق كما تشعرين أنت بالضبط. 

من الطبيعي أن لا يهدأ له بال طالما هو مستيقظ. هو على استعداد أن يشاكس ذاته إن لم يجد أحدا يشاكسه. لذا فإخوته وأبويه هم عنوانه. هو يرتاح بقلب الجو الهادئ والمستقر لعاصفة. هو لا يسعه جلده. يفرغ طاقاته المتأججة بالمحيطين به في العائلة. 

تأججه العاطفي يجعله غير قادر على السكوت عن أي شيء. ثورته الداخلية تستفزه فيتأهب للمناقشة لأجل المناقشة فقط. هو مستعد للاعتراض على كل شيء حتى على الثوابت والقيم. 

هل من وسيلة للتهدئة؟ 

هو يحتاج لتنفيس جسماني. توبيخه أو التذمر من تصرفاته تزيده استفزازا وتشحن طاقاته فتستنفرها للمزيد من التأجج. نعم لاحترام مميزات تلك الفترة العمرية وذلك بتجاهل تصرفاته غير المستحبة والانشغال عنه. عدم الاحتكاك به وتفعيله الدائم ضروريان. الفراغ والملل يزيد من درجة مشاكسته وتذمره. يلزمه الكثير الكثير من الفعاليات الرياضية والحركية كي تعمل على انشغاله أولا وعلى تنفيس ضغوطه بالحركة الدائمة ثانيا.

الهدف من النشاط الحركي هو رفع درجات تعبه. الإرهاق والتعب بعد قيامه بالفعاليات الرياضية يجعله أكثر هدوءا وأقل نقاشا. كل برنامج لأنشطة حركية يميل إليها فليشارك بها وليتعب جسده أثناء ممارستها. 

لا حاجة للانفعال والتذمر لأنه وبعد مرور بعض الوقت سوف يصبح الرجل الذي ترغبين بوجوده في بيتك ليشاركك بمشاغلك وللتمتع بالتحدث إليه. هذا طبعا بعد أن يتلقى منك كل التقدير والاحترام أثناء عبوره تلك المرحلة.

هل المواهب الفنية تعمل على تنفيس تأججه؟

بالتأكيد نعم. الأنشطة اللا منهجية التي تهتم بمواهبه الفنية لها فوائد كثيرة. انضمامه لمجموعة تدريب على الرقص والدبكة الفولكلورية مثلا هو نشاط جسماني ممتع يملأ ساعات فراغه. ضبط حركة جسده لتتناسب مع إيقاع موسيقي أثناء التدريب يعمل على تطوير شخصية ملتزمة وسوية.

التحرك الفني والراقص يعمل على تنفيس تأججه العاطفي والجسماني. يحتاج جسم المراهق لمثل تلك الفعاليات التي تركز على تنظيم حركاته الإيقاعية بأنواعها والدبكات الفولكلورية المثيرة. تدريبه مع مجموعة فتيان وفتيات بعمره يطور علاقاته الاجتماعية ويصقل انفعالاته. هذا عدا عن أن تلك المجموعة تتمتع بذات مميزاته العمرية وتحتاج لتنفيس ذات تراكمات ضغوطه. إنتماء المراهق لمثل تلك البرامج الفنية لا بد من أن تعمل على دمجه الاجتماعي الراقي. وجوده بين شباب وشابات بجيله يتدربون على حركات إيقاعية ورياضية بأنواع من الموسيقى الراقية والجميلة تحوّل تأججه ومشاكساته إلى لوحة فنية جميلة ورائعة. كثيرا ما تقوم تلك الفرق بعروض تطوعية لدعم أنشطة اجتماعية ومؤسسات محتاجة. يحتاج المراهق لممارسة مثل تلك الفعاليات التي تصقل أخلاقه، قيمه الخلقية وتعمل على رقي تعامله وسمو مبادئه العاطفية.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]