قررت وزارة الصحة الاسرائيلية اتخاذ اجراءات تأديبية بحق ستة من أطباء الأسنان، على خلفية شهادات وافادات صادرة عن لجنة مكافحة الايدز- أكدت ان هؤلاء الأطباء رفضوا معالجة مصابين بجرثومة مرض نقص المناعة، أو انهم ترددوا وتأخروا (عمداً) في معالجتهم.

وفي السياق نفسه، وفي تزامن معه، أُجري استطلاع شمل (633) طبيب أسنان، حيث قام معدّوه، وهم من المتطوعين في لجنة مكافحة الايدز- بالاتصال بهؤلاء الأطباء طالبين تحديد موعد للعلاج، وبعد تعيين الموعد، أُبلغ موظفو وأطباء العيادات بأنهم المتّصلين الذين طلبوا تحديد الموعد) حاملون لجرثومة الايدز. وتبيّن ان (137) طبيباً من هؤلاء (22%) أعلنوا عن امتناعهم عن استقبال المصاب، مخالفين بذلك قانون حقوق المريض الصادر عام 1996. وأعلن 20% من الأطباء انهم يفضّلون معالجة المتصلين في نهاية يوم العمل، مخالفين تعليمات وانظمة وزارة الصحة بشأن المساواة وعدم التمييز بين المرضى.

"مثل أي مريض"!
وفي هذا السياق قال المدير العام للجنة مكافحة الايدز، الدكتور يوفال لفنات، ان هذا التعامل غير السليم من قبل أطباء الأسنان يستوجب موقفاً واجراءات حازمة من الجهات المعنية، وأضاف ان حاملي جرثومة الايدز يستحقون المعالجة والتعامل معهم"مثل أي مريض، وبنفس احتياطات الحذر والسلامة والوقاية المعهودة،بشمل يضمن سلامة وأمان الاطباء والمرضى المتعالجين- سواء بسواء"- على حد توصيفه.

وبيّن الاستطلاع ان عدداً من هؤلاء الأطباء ادعوا ان رفضهم أو ترددهم في استقبال المصابين بجرثومة الايدز يعود الى حرصهم على ضرورة التحقق من اجراءات واحتياطات النظافة والتعقيم للأدوات والأجهزة العلاجية بعد معالجة حاملي الجرثومة، وهو برأيهم أمر يستدعي حذراً واجراءات استثنائية. بل أن أحد هؤلاء الأطباء ذهب أبعد من غيره حين قال ان تنظيف وتعقيم الأدوات يحتاج منه الى "يوم عمل كامل"! وعن ذلك قال الدكتور "لفنات" ان هذا الادعاء يؤكد عدم فهم أصحابه لتعليمات وانظمة التعقيم الصادرة عن وزارة الصحة،"كما يؤكد التهرّب من الحقيقة والواقع" – على حد تقييمه.

مؤتمرات للتوعية
وتعقيبًا على هذه الحقائق والمعطيات، صرّح رئيس نقابة أطباء الأسنان في اسرائيل، الدكتور "يتسحاك حين" بأنه يدرس امكانية تنظيم سلسلة من المؤتمرات واللقاءات الهادفة الى توعية جمهور الأطباء، وذوي العلاقة، بشأن هذه المسألة، أملاً في حلّها. وأضاف مدافعاً عن موقف الأطباء المترددين والرافضين، انهم"كباقي الناس"، فعندما يجهلون امراً، تتكون لديهم مخاوف.
وهم لا يصادفون كل يوم مصاباً او حاملاً لجرثومة الايدز، ومن هنا الحاجة الى توعيتهم وارشادهم وانعاش مفاهيمهم للتعاطي مع كل المصابين بأمراض جرثومية وتلوثية"- على حد وصفه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]