سيد أحمد: في اسرائيل 2000 حالة اهمال طبّي سنويا!

في المستشفيات ومؤسسات معالجة المرضى في اسرائيل على مختلف أنواعها، نقف أمام موضوع التمريض، الذي أصبح اليوم موضوعا قائما بحد ذاته، وهو موضوع كامل متكامل إنساني، طبّي لأبعد الحدود. وما بين مساعي الحكومة لتقليص الميزانيّات المخصّصة لمجال التمريض في المستشفيات نقف أمام موضوع "الإهمال الطبّي"، فهل لهذا الموضوع يوجد علاقة ما بين اهمال الممرضين والممرضات وما بين التقليصات في الميزانيّات؟ ماذا يقول المحامي مدير طاقم التمريض في مستشفى هداسا – عين كارم أكرم سيد أحمد؟!.

في البداية سكن أكرم سيد احمد ابن مدينة سخنين في القدس سنة 1998 للتعلم لقب اول في الجامعة العبرية في موضوع التمريض، انهى اللقب الاول 2002، اكمل اللقب الثاني في هداسا عين كارم، ومن ثم انهى الماستر في 2006، ومن ثم تقرر ان يتعلم المحاماة في المركز الاكاديمي - رمات غان. يعمل في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس كمدير طاقم التمريض في قسم الجراحة الصغيرة والاشعة، وايضا يعمل في مكتب محاماة بمشاركة المحامي نبيل ذباح، ولديه مكتب محاماة مختص في موضوع الاهمال الطبي والاضرار الجسدية الناتجة عن حوادث الطرق وحوادث العمل، وكل التعويضات الناتجة عن مؤسسة التأمين الوطني.

التمريض مهنة كاملة انسانيّة من الدرجة الأولى

قال سيد احمد أنّ وظيفة الممرض في السنوات الاخيرة تطورت جدا، واصبحت وظيفة الممرض مع تطور الطب في العالم، من مساعد طبيب الى وظيفة هامة جدا واساسية جدا لمعالجة المرضى في المستشفيات، بحيث اصبح الموضوع واسع جدّا وهو قائم بحد ذاته، يمكن استعماله بمجالات عديدة وواسعة، ليس سهلا تعليمه او العمل فيه، وهو انساني من الدرجة الاولى، وكي يكون الممرض/ة ناجحا/ة يجب اعطاء الكثير من الاخلاص للمرضى.

إضراب الممرضين كشف اهمية الموضوع وحساسيته

ولأنّ الحكومة بسياستها التي انتهجتها بتقليص الميزانيّات في كافة المجالات، ومنها قسم التمريض، حيث شهدنا في الفترة الاخيرة سلسلة من الاضرابات احتجاجا على ظروف الممرضين /ات، عبّر عن تأثّر الممرضين والممرضات في المستشفيات قائلا: "كطاقم تمريض في هداسا شعرنا كثيرا بتأثير التقليصات على العمل في مجال التمريض، في القسم المسؤول عنه تم تأجيل عمليات عديدة، وكثير من المرضى لم تجد الخدمات المطلوبة بسبب اضراب الممرضين، التقليصات في المزانية كان له سلبيات كثيرة لكن الاضرابات وضعت موضوع التمريض على سلم اولويات الدولة، نرى يوميا ان هنالك نقص كبير في الممرضين وينعكس سلبيا على عملهم". وأشار الى أنّ هنالك نقص في اماكن العمل، ويرون ان الموضوع والعمل فيه غير سهل ابدا، لكن هنالك نقص فقي اماكن التعليم، وما حققته الاضرابات عدا زيادة المعاشات، وضعت الموضوع على سلم اولويات الدولة، وطرحت موضوع التمريض على الساحة.

الاهمال الطبّي، لأنّ الممرض انسانا

وأمّا عن الاخطاء الطبيّة، أو ما يسمّى الاهمال الطبي في المستشفيات، قال أنّ الاخطاء الطبيّة، أو الاهمال الطبي هو جزء من عمل اي مؤسسة طبيّة، اي مؤسسة يتم فيها التعامل مع مرضى بشكل يومي، بالتأكيد ان الممرض هو انسان معرّض للخطأ، والمشكلة هي تأمل المرضى من المختصين في التمريض والطب، لذلك تكون المسؤولية عليهم كبيرة. وأضاف: "عام 1999 كان 100 الف وفية سنويا في العالم ناتج عن اهمال طبي وفق التقرير السنوي العالمي، في اسرائيل كان 2000 خطأ طبي في السنة، هذا الاهمال الطبي بشكل عام. وعند تقديم شكوى من قبل المريض او ذويه، لا يتم رفع شكوى ضد ممرض، بل المريض يقاضي المؤسسة وليس الممرض او الطبيب نفسه".

في العالم، 4 مرضى أمام كل ممرض/ة، في اسرائيل 8!

وقال أنّه من المؤكد ان كل مستشفى يريد اعطاء كل مريض ما يستطيع من طاقاته، وكمستشفى مثل عين كارم يسعى لتقديم اعلى مستوى طبي من أجل راحة المرضى، فإذا لم يكن هنالك طاقم ممتاز وملائم، سيؤثر على معالجة المرضى سلبيا وقد يسبب حوادث كثيرة. وتابع حديثه قائلا: "المشكلة تكمن في موضوع التمريض في اسرائيل، بحيث أنّ هنالك فرق بين ان يعالج الممرض 30 مريض، وان يعالج فقط 8 مرض، وفي اسرائيل كل 8 مرضى لديهم ممرض/ة، بالمقابل في العالم يجب ان يكون كل ممرض/ة لديه على اعلى حد 4 مرضى فقط، واكيد هذا يسبب نتائج تتعلق بالاهمال الطبي".

وأكّد سيد احمد أنّ كل مؤسسة تحاول ان تعطي المريض كل ما تستطكيع من خدمات، في المستشفيات اليوم يوجد قسم "ادارة حوادث"، القسم يهدف بتمرير تقرير، يقوم كل ممرض بتسجيل ملاحظات حول أخطاء حصلت، أو كاد ان يقوم بها وانتبه في اللحظة الاخيرة، والهدف تشكيل مخزن معلومات للأخطاء التي قد تحدث لدى الممرضين، وهذه التقارير يتم الاستفادة منها من قبل الممرضين كي يكونوا حذرين ولإدارة الأخطاء التي قد تحدث، وهذا أيضا يهدف لتحسين عمل الممرضين، لكن الخصخصة وتقليص الميزانيات وتقليص في عدد اللعاملين في مجال التمريض اكيد يضر بالخدمات المقدّمة".