سؤال:

أنا زوجة وأم لطفلين. زوجي لا صبر عنده على الاصغاء. هو متسرع ويكثر من مقاطعتي حين نتحدث. فلو اقترحت عليه مثلا رغبتي بقضاء يوم عطلتنا هنا يرفض معترضا: "لا. أنا أرغب بقضاء العطلة هناك." لو اقترحت زيارة مريض قريب قبل الظهر سوف يعترض: "لا. أنا أريد زيارته مساء". الأمثلة لا تنتهي و(لا) الاعتراضية تلاحقني ... تعبت من أسلوبه هذا في التعامل معي. أشعر بأنه يقصد مضايقتي ويحتاج لإغاظتي. لا أدري كيف يمكنني أن أتعامل معه بعد اليوم. وهل أسلوب رفضه هذا سيؤثر على الأطفال؟ 

الجواب:

الحل يبدأ بتقبل اختلافكما من غير المس باحترامك الذاتي لحاجاتك. من المهم أن تنتهجي لك أسلوب تعامل جديد مع زوجك من غير المس بشخصه وبمن غير المس بحاجاتك أنت. من اسس الزواج الناجح هو تقبل الآخر وليس تغييره. الزواج هو ليس بالمساواة بل بالتكامل وبالتكيف.

ماذا عند مقاطعة زوجك لكلامك؟

على العموم عند تشويش اصغاء أحد الطرفين أو المقاطعة تتشنج العلاقة وتتراكم المشاعر السلبية. في فترة لاحقة يؤدي ذلك التراكم العاطفي للضغط ولتفسيرات سلبية وتحليلات ضارة – هو يقصد مضايقتي، هو يرغب بإغاظتي. أشعر وكأنه يريد مضايقتي لدرجة إهانتي-. تلك هي حالة كل شريكين يعتبران مقاطعتهما كلامهما وعدم الاصغاء لهما مسألة شخصية يتعمدها الطرف الآخر ليسيء للارتباط. 

عند معرفة حقيقة الاختلاف الواقعي بين الطرفين يتغير التوجه ورد الفعل السلوكي فيصبح هدفه راحة الطرفين وليس المس بشخصيهما. 

قبل وقوعك في حالة المقاطعة يمكنك اتخاذ قرار مسبق بالتوقف عن الكلام باحترام موضحة تصرفك بالقول: " أنا أنوي التحدث إليك حين ترغب بالاصغاء. أنت الآن تقاطعني. سوف أكمل حديثي معك حين تقصد الاصغاء حتى نهاية كلامي". 

ماذا عن التطرف بتحليل تصرف الشريك الآخر؟

الطرف بالتحليل السلبي يضر ولا يقوي الرابط بين الشريكين. 

حين توضح الزوجة موقفها بعبارتها المذكورة أعلاه يلزم أن تعبر عنها بهدوء وبتقبل اختلافه عنها. لا دخل هنا للاتهامات (أنت لا تحبني)، (أنت لا تتفهم حاجاتي) ( أنت تقصد إغاظتي). لا حاجة للتطرف بوصفه بقلة الذوق أو باللامبالاة و...

هو لا يقصد أن يمس بعلاقته الزوجية. المقاطعة هي ليست طرفا بقدسية الرابط الذي جمعكما. بل تلك ربما تكون عادة أو مزاج يتميز بالطاقة المفرطة أو... 
حين ثبات أسلوبك بالتوقف عن متابعة الحديث مع زوجك سوف تتلاشى تدريجيا عادة المقاطعة ومع مر الوقت سوف يعتاد الاصغاء من غير المس بالعلاقة الحميمة بينكما.

ماذا عند رغبتك بالقيام بمبادرة أو زيارة؟

على الزوجة أن تحترم رغبة زوجها عند اعتراضه وإن كانت ترغب بفعالية معينة يمكنها أن ترد بجو من التقبل والتفهم بالقول: " أنا أرغب بالزيارة صباحا. بفترة المساء أنا مشغولة بتدريس الأطفال، أو بأي عمل لا يحتمل التأجيل. من المهم أن تختمي مبادرتك بالقول: " يمكنني القيام بذلك الواجب – هذه المرة- لوحدي". 

من المهم عند اتخاذ القرار بالثبات على الاقتراح أن لا يدخل أي شكل من أشكال الانفعال السلبي، الاتهام، اللوم أو عدم احترام الشريك. برنامج الطرفين ورؤيتهما لا يتعارض مع احترام رغبة الآخر وظروفه اليومية. من المهم عدم ضمر أي شعور بالضحية أو بالتسلط. الهدف من ذلك الأسلوب هو احترام رغبة الآخر وعدم التحكم أو الفرض. كل طرف له احترامه وله تقديره الذاتي.

ماذا عن تأثر الأطفال من علاقة الأبوين الإيجابية أو بالعكس؟

أنتما بالطبع نموذجا عاطفيا لأطفالكما. هما يتعلمان منكما أنواع السلوك خاصة عند تواصلكما بالشخص المغاير أو المختلف. للرجل مميزات ذكورية خاصة به وللمرأة أيضا مزاج خاص بشخصية الأنثى. لا شك بأن الأبوين هما نموذج للأطفال خاصة عند التعامل مع الاختلاف وتقبل المختلف واحترامه. أسلوب كهذا يكسب الأطفال خبرة في التكيف والمرونة عند التعامل مع الآخر. تعامل الأبوين المتكامل في مثل تلك الحالة يعمل على تطوير ذكاء الطفل الاجتماعي بواسطة مثالهما الأعلى- علاقة الأبوين اليومية ببعضهما البعض-. 

----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل. 
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]