يُستدل من التقارير الصادرة مؤخرًا عن منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي ( OECD) أن إسرائيل تحتل المرتبة الثانية من بين دول المنظمة الأربع والثلاثين من حيث نسبة الأكاديميين، لكن يُستدل أيضًا أن هذه الصورة " الزاهية" تبدو منقوصة " وغير عادلة".
إذ تبيّن المعطيات أن نسبة الأكاديميين في صفوف المواطنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25-65 عامًا تبلغ 45%، بينما يبلغ معدل هذه النسبة في باقي دول المنظمة 31%.
وقد جرى استعراض هذه المعطيات، وغيرها وما حولها، في مؤتمر تحت عنوان " التربية والتعليم كرافعة لتطوير وتقوية ( تعزيز) الجليل)، نظّمه صندوق " راسي" في كلية " تل حاي"، وعُرضت تحليلات لمعطيات التعليم العالي في إسرائيل، حسب المناطق والأولوية، كشفت عن فجوات وفوارق واسعة في هذا المجال بين مركز البلاد والنواحي والمناطق البعيدة: فعلى سبيل المثال تبيّن أن نسبة أصحاب الشهادات التي تزيد عن شهادة إنهاء الصف الثاني عشر في تل ابيب تبلغ 49%، وفي مركز ( أواسط) البلاد عمومًا- 47%- بينما تبلغ هذه النسبة في جنوب إسرائيل 38,5، وفي الشمال 33% فقط.
محفزات..
ويُشار إلى البحث والمعطيات التي نوقشت في المؤتمر قد أعدّها مجموعة باحثين، أبرزهم د. دورون لافي، من كلية " تل حاي"، والسيدة شلوميت نرديا، من مجموعة " فارتو".
وشدّد معدو هذا البحث على أن الفجوة تنعكس على معطيات ونسب التشغيل، فقد الباحثون نسبة المشتغلين بالوظائف الأكاديمية ( أي التي تحتاج إلى شهادات جامعية وأكاديمية) وبالمهن الحرّة، وبالمهن التقنية والفنية- كما فحصوا نسبة المديرين وأصحاب الوظائف والمناصب والمهن الإدارية، وتبيّن أن مجمل نسبة الموظفين والمشتغلين بهذه المهن في تل أبيب يبلغ 40,8%- مقابل 30,6% في شمال، و 29,6% في جنوبها.
وفي معرض تناوله لنتائج واستخلاصات هذا البحث، قال الدكتور " لافي" أنه من أجل تقليص الفجوات بين والفوارق والثغرات " يتعين على السلطات المعنية إعداد وتهيئة منظومة محفزات حكومية، لاجتذاب كوادر وقدرات أكاديمية ومعلمين ومدرسين تتولى التدريس في المناطق النائية البعيدة عن المركز، بالإضافة إلى تخصيص موارد أكبر للسُلطات المحلية، وتطوير برامج ومشاريع تهدف إلى رفع مستوى التربية والتلعيم، وإلى إتاحة المزيد من الفرص والإمكانيات لبلوغ التعليم العالي من أقص الجنوب، إلى أقصى الشمال"!
[email protected]
أضف تعليق