يؤدى مرض السكري في كثير من الأحيان إلى كثير من المتاعب التي قد تنتهي في أحوال كثيرة بفقدان الإبصار، والحقيقة أن إهمال متابعة وعلاج مرض السكر هو الذي يؤدى إلى حدوث مثل هذه المضاعفات التي تؤدى في النهاية إلى فقد الإبصار، لذا التقينا طبيب العيون نقولا دلّة لكي يمنحنا بضع المعلومات الوافية حول الموضوع لتفادي تأثيرات مرض السكري السلبية.

استهل د. دّلة حديثه بقوله: "إن لمرض السكر تأثيرات ومضاعفات كثيرة على العين، كل منها قد يسبب ضعف قوة الإبصار، وفى بعض الأحيان فقدان البصر.

ومن هذه التأثيرات: تأثيرات جانبية على الشبكية، أو ما يسمى بمرض الشبكية السكري، وقد تحدث نتيجة تلف في جدار الأوعية الدموية للشبكية، مما يسبب حدوث ارتشاح ونزف داخل العين، واستمرار حدوث مثل هذا الارتشاح يؤدى إلى تلف في الشبكية، وفى كثير من الأحيان تتكون أوعية دموية غير طبيعية على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الدموية ضعيفة وعرضة لحدوث نزيف حاد."

إذا لم يتم العلاج بالوقت المناسب تتعرض عينك للعمى!
وتابع د. دلة: "كل هذه التغيرات إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب تؤدي إلى حدوث نزيف وفقدان الرؤية، ومرضى السكر معرضون للإصابة بالمياه البيضاء (الكتاركتا)، وهي عتامة العدسة التي تؤدي إلى ضعف قوة الإبصار، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فمرضي السكر عرضة للإصابة أيضاً بـ (الجلوكوما) المياه الزرقاء، أو ارتفاع ضغط العين المسبب لتلف العصب البصري، الشيء الذي يتطلب العلاج، جدير بالذكر أن المياه الزرقاء (الجلوكوما) قد تصيب أي شخص, ولكن نسبة حدوثها تكون أعلى بكثير لدي مرضي السكر عنها في الأشخاص الآخرين."

هنا سألناه:"هل كل مرضى السكر معرضون للإصابة بتغيرات الشبكية؟"، فأجاب:"تزداد فرص الإصابة بمضاعفات مرض السكر وتأثيراته الجانبية على الشبكية بزيادة مدة الإصابة بمرض السكر، ولكن درجة ارتفاع السكر في الدم تؤثر على مقدار التغيرات فى الشبكية،وفي دراسة تم تنظيمها بواسطة المعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية وجد أن المرضى الذين يحافظون على مستوى السكر في الدم في المعدلات الطبيعية أقل تعرضاً للإصابة بمرض الشبكية السكري، بالمقارنة بالمرضى الذين يرتفع مستوى السكر عندهم عن المعدلات الطبيعية.. ومن ثم فإننا نطلب من جميع مرضى السكر متابعة معدل السكر في الدم والتأكد التام أنه يقرب من المعدل الطبيعي, وهو أقل من 120 أثناء الصيام، وأقل من 180 بعد الأكل, ويتم هذا بمعرفة وإشراف الطبيب الباطني المعالج المختص."

التغيير في القدرة على الإبصار يحدث في مراحل متقدمة من السكري...
وفيما يخص أعراض الإصابة بمرض الشبكية السكري، قال: "في أغلب الأحيان ليست هناك أعراض في البداية, وقد لا يحدث تغير في قوة الإبصار حتى يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، وبعدها يبدأ المريض في الإحساس بضعف في قوة الإبصار، عندما يبدأ الارتشاح في إتلاف مركز الإبصار بالشبكية, وقد يحدث فقدان مفاجئ في الإبصار نتيجة النزف الحاد في الشبكية والجسم الزجاجي."
زاد:"يؤدي مرض السكر في كثير من الأحيان إلى كثير من المتاعب التي قد تنتهي في أحوال كثيرة بفقدان الإبصار، والحقيقة أن إهمال متابعة وعلاج مرض السكر هو الذي يؤدى إلى حدوث مثل هذه المضاعفات التي تؤدى في النهاية إلى فقد الإبصار."

سُبُل العلاج...
واختتم د. دّلة حديثه بطرحه سبل العلاج، قائلاً:"يمكن علاج هذه التغيرات بواسطة جراح متخصص فى علاج أمراض الشبكية، وتعتمد طريقة العلاج على مرحلة المرض.. فيمكن علاج الارتشاح حول مركز الإبصار بعمل أشعة ليزر, وهي عبارة عن ضوء شديد يتم توجيهه بواسطة عدسة وجهاز خاص إلى أماكن الارتشاح وسدها, وكذلك يمكن علاج الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تؤدى إلى حدوث النزف, وذلك بواسطة أشعة الليزر أيضاً".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]