نحن مجتمع نعشق العمل والانشغال بأي شيء. لدرجة أن فكرة الجلوس بدون عمل شيء غير واردة اصلا. على سبيل المثال حتى عند انتظار موعد ركوب الطائرة في المطار، نجلس ونحاول البحث عن شيء نعمله على هواتفنا الذكية، نقلب أي مجلة أمامنا، أو نذهب لشراء كوب من القهوة بالحليب. ولربما نقف لنتبادل اطراف الحديث مع احد الغرباء لملئ الوقت.

ومع ذلك نشعر بالملل والضجر. وهو شعور كُبر معنا فعندما كنا اطفالا ورفض أهلنا السماح لنا بالذهاب الى الحديقة لنعلب مع اصدقائنا جلسنا نفكر في طريقة لملئ الفراغ، ومن هنا بدأت رحلتنا مع السأم.

ويمكن أن يكون الملل مجرد شعور مؤقت بالضيق يزول عندما نجد النشاط التالي الذي سيشغلنا أو قد يكون سببا للشعور بالضيق الشديد الذي يقودنا الى سلوكيات سيئة مثل الافراط في الشرب أو الاكل، إستعمال المخدرات، وحتى القمار. وأحيانا يمكن أن يؤثر الشعور بالملل على صحتنا العامة وعافيتنا ويجعلنا مندفعين ومخاطرين.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك

كما يلعب الملل دورا في وضعنا في مواقف خطيرة، مثلا عندما يكون من المفروض أن ننتبه ولكننا ننشغل في شيء أخر. ومن أمثلة ذلك الرد على الهاتف اثناء قيادة السيارة، وارسال الرسائل النصية اثناء القيادة!

هذا وتوصل الخبراء مؤخرا الى تعريف مباشر للسأم فهو حالة من عدم الإرادة، عندما تكون عاجزا عن الانشغال في نشاط يشعرك بالرضا. إذا كنت تشعر دائما برغبة في الانشغال في عمل ما فقد يكون سبب ذلك شعور بالملل أو الضجر، حاول تغير مكان أو مجال عملك للانشغال في عمل له مردود نفسي جيد عليك. خصص اوقات للنشاطات المختلفة بحيث تقوم بالاشتراك في نادي لتعلم الرقص، الرسم، العزف، قم بتنظيم مناسبات اجتماعية حتى تلتقي باشخاص جدد، ابحث عن امور تملئ فراغك مثل الاشتراك في مجموعة قراءة، لجنة تطوعية بيئية أو انسانية. الحل الامثل للضجر هو البحث عن أعمال مسلية ترضيك وتجعلك تشعر بالمردود النفسي الجيد
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]