قد يكون الغضب، او"الزّعل"، أمرًا ايجابيًا اذا ما دفعنا للقيام بعمل(ايجابي) لم نقم به ونحن في حالة "عادية" – لكن الزعل والغضب المتواصل ليس أمرًا نافعًا ولا صالحًا، ولا صحيًا كذلك.
ثم ان الغضب هو أمر طبيعي- كما يؤكد الخبراء- وذلك عندما يكون كياننا الحسي(الشعوري) والجسدي، والاجتماعي- مهدّدًا بالخطر. لكن عندما تكون هذه الحالة دائمة ومزمنة، فمن شأنها ان تضر بمنظومة علاقاتنا بالآخرين، بل ويمكن ان تؤدي الى الاصابة بالنوبات القلبية والدماغية، وحتى الى الموت المبكر السابق لأوانه.
واذا ما أحسنّا التعامل مع ثورات الغضب فاننا نضمن تجنيب أنفسنا للاصابة بالمرض والنجاة من الموت.
وفيما يلي جملة من النصائح والارشادات التي يسديها الخبراء والعلماء من أجل التعامل العقلاني الهادىء مع نوبات الغضب والزعل...
• فضفضوا واحكوا واعلنوا وصرّحوا عن احاسيسكم ومشاعركم من خلال الحديث مع أقرب الناس اليكم، فبذلك تتعرفون أنتم انفسكم على حالتكم واحاسيسكم، وتتزودون بأدوات ووسائل للسيطرة على الغضب، لان التعبير عن المشاعر يوفر لكم زاوية اخرى مغايرة، ومفاهيم جديدة. وهنا يجب التنويه والتنبيه إلى نجنّب الحديث والتعبير عن احاسيس الغضب مع عدد كبير من الناس، فهذا قد يزيد الغضب ويؤججه!
• عوّدوا انفسكم على "تأجيل" الرد الغاضب، أو ضبط الغضب(الانضباط وكظم الغيظ)، حاولوا ان تغُضّوا النظر، و"عدوا للعشرة"، وامسكوا قطعة مطاط، مثلاً، وانشغلوا بها، لتفريغ الغضب والتوتر. مارسوا التأمل ("ميديتاتسيا") واسمعوا الموسيقة الهادئة او الألحان والأنغام التي تحبونها، وخذوا نفسًا عميقًا: فكل شيء يلهيكم عن الغضب والتوتر- نافع وناجع!
• عالجوا اكتئاباتكم واحباطاتكم ونوبات غضبكم وثورتكم: فصحيح أن مصدر مشاعر الغضب ليس موجودًا في نفس المنطقة من الدماغ، لكن أصحاب هذا الطبع- طبع الثورة والغضب والزعل- معرّضون اكثر من غيرهم للاصابة بتلك النوبات، ولذا من الضروري والمهم معالجة هذه المسألة، بواسطة التحدث مع خبير مختص(طبيب) او بالتداوي والعلاج.
• حاولوا ان تتخلصوا من"قناعتكم" وايمانكم بأن الحياة يجب ان تكون طافحة بالعدل والانصاف والاستقامة، فهي (الحياة) ليست كذلك، واذا ما سلّمتم بهذه الحقيقة(المؤلمة احيانًا) فمن المؤكد ان أسباب غضبكم ونوبات ثورتكم- ستخفّ وتقلّ!
• تجنبوا المواد المثيرة للأعصاب، مثل الكافائين والكحول، وحاولوا ان تناموا ساعات كافية، وبانتظام، وان تمارسوا الرياضة البدنية المنتظمة- فكل هذا سيمكنكم من السيطرة على "الفيوزات"- أي الأعصاب!
[email protected]
أضف تعليق