سؤال:
إبنتي تبلغ من العمر 8 سنوات. هي تحب الحكي كثيرا. أشعر بأن محيطنا الاجتماعي يتضايق من كثرة كلامها. كثيرا ما ألاحظ بأنه يفتخر بالصبي كثير الكلام ويشجعه بينما البنت التي تتحدث بطلاقة وثقة يحاول التضييق عليها ونهيها. كيف أتصرف معها.
الجواب:
تلك هي مشكلة الآخرين وليست مشكلة طفلتك. طفلتك تتميز بموهبة خاصة يلزم مراعاتها وتطويرها.
هل القدرة على التعبير اللغوي هو انعكاس لموهبة؟
إبنتك لا شك بأنها موهوبة وتحتاج لأن تعبر عما يدور برأسها من أفكار. كثيرة هي المواضيع التي تثير موهبتها على التعبير. هي تلاحظ، تشعر، تكتشف، تتساءل... تلك مثيرات لا بد لها من أن تحرك موهبتها وتجعلها تحتاج لأن تحكي، تستفسر أو تعلق. تحدثها إلى أي أحد أو لمجموعة هو حاجة تستفزها. كلما سمحت لها بيئتها بالتعبير عما يشغل بالها ويلفت انتباهها كلما زاد عدد مفرداتها وغني رصيدها اللغوي بالمرادفات. كلما امتلكت عدد مفردات أكثر كلما تمكنت من التعبير بلغة أوضح وتطورت شخصيتها المتميزة.
هل القدرة على التعبير هو انعكاس للثقة باللفس والتقدير الذاتي؟
كلما شعرت بتقدير بيئتها الاجتماعية لموهبتها بالتعبير كلما زادت ثقتها بنفسها وتمكنت من عرض ما يشغل بالها بصورة واضحة ومفهومة. احترام بيئتها الاجتماعية لموهبتها يساعدها على تطوير وعيها العاطفي الذاتي فتبادلها الاحترام. للبيئة الاجتماعية تأثير كبير على تطوير موهبتها وثقتها بنفسها وبالعكس.
ماذا عن كتابة مذكرات أو توثيق ملاحظات؟
يستحسن توجيهها للكتابة. كتابة مذكرات، كتابة ملاحظات تشغل بالها. الحرب على فرض طبيعتها والمواجهات المتواصلة منهكة لها خاصة وأنها ما تزال طفلة. هي تحتاج لأن تطور شخصية اجتماعية سوية. الكتابة الحرة تعمل على تنفيس صعوباتها التي يمكن أن تواجهها في مجتمع لا يقدر موهبة الأنثى الخاصة. الكتابة الحرة تجعلها تعبر عما تلاحظه فلا يترك له أثرا، عقدا اجتماعية أو ضغينة ضاغطة. ممارستها الكتابة الحرة يجعلها تتحرر من تراكمات ضغوطها الاجتماعية وتساعدها على تفهم الحالة المرحلية التي تعيشها.
أما كتابة المذكرات فهي تعنى فقط بتجاربها اليومية الذاتية. تدور محاورها حول حياتها اليومية. توثق من خلالها أحداثها وتعي علاقاتها الانسانية فتتفهم حالتها الشعورية الآنية.
أما الكتابة الخيالية فلها فوائد مختلفة. بالكتابة الخيالية تستدعي حالات وأماكن لم تختبرها بواقعها المعيشي اليومي. تحتاج من خلالها لتطوير الجانب الفكري وتعمل على بعض وقت هدنة لها وللمستمعين من حولها.
هل الانضمام لفعاليات تمثيلية أو غناء تساعد؟
التمثيل على مسرح في المدرسة أو في البيت كثيرا ما يعالج حالات ضغوط ويعمل على تنفيسها. قيامها بتمثيل أنواع مشاهد وأدوار لشخصيات متنوعة تشبع حاجتها إلى الحكي. من المفيد تنوع الحالات التمثيلية. مرات حزينة وأحيانا غضوبة وأخرى سعيدة... ربما أيضا ترغب بتحريك دمى فتستنطقها بأسلوب فني تمثيلي.
يمكنها أيضا اكتشاف موهبتها الفنية بالكتابة المسرحية لتمثيلها مع بعض من المشاركين معها بدورة تمثيل مسرحي. ربما أيضا يمكن تدريبها على تطوير صوتها بالغناء كي تطلق العنان لاشباع رغبتها بالتعبير. هي تحتاج لكثير من تدريب ومثابرة لتطوير قدرتها على طلاقة لسانها.
الامتناع عن توبيخها، تعنيفها أو نهيها. يلزم عدم ملاحظتها أي تذمر أو شعور سلبي من المحيطين بها. من المهم دعمها وتشجيعها على مبادراتها الابداعية المتنوعة.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ابنتي تبلغ من العمر سنتين وثلاث شهور انها ذكيه جدا جدا جدا جدا والمميزه في العائله في نطق الكلام وسرعه البديها وتقلد كل شي تنظر الهي بسرعه فائقه
هل هناك جمعيات لمتل هاده الحالات
بارك الله فيكم