في السابع عشر من شهر رمضان المبارك كان للأسير حسن اسامة الصباغ موعد مع الحرية... وموعد على مائدة أفطار لطالما انتظرها مع والدته وأشقائه وشقيقته، ليتذكر "أيام الخوالي" حيث كانوا يجلسون بانتظار سماع صوت الأذان، ثم الافطار وتناول ما تطبخه والدته، والانطلاق الى صلاة التراويح.
الأسير المحرر الصباغ 24 عاما قضى كامل محكوميته في السجون الإسرائيلية البالغة ثلاث سنوات ونصف، متنقلا بين سجون المسكوبية والرملة ونفحة وجلبوع، بعد اتهامه بإصابة مستوطن إسرائيلي في عينه بحي الشيخ جراح، اضافة الى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على المستوطنين والحافلات الإسرائيلية.
وفوق معاناة السجن فقد عانى الصباغ كثيرا-وحتى اليوم- لوفاة والده وهو في السجن، اضافة الى معاناتته من أوجاع في قدمه، اضافة الى ارتفاع الضغط والسكري بشكل كبير.
وللأسير المحرر الصباغ مع السجون الإسرائيلية حكاية بدأت عندما كان يبلغ من العمر 13 ربيعا، حيث كان يستدعي الى التحقيق بتهم "استفزاز المستوطنين" ولم تنهي فصول ملاحقته حتى أثناء وجوده في السجن، فكان أفراد الشرطة يحاولون البحث عنه لالصاق التهم به أثناء وجوده بالمعتقل.
الصباغ... أوضاع السجون لم تتحسن بعد الإضراب
وفي لقاء مع الأسير المحرر حسن الصباغ أكد أن الأوضاع في السجون الإسرائيلية لم تتحسن كثيرا بعد الاضراب الأخير، حيث المعاملة السيئة في سجن نفحة للمعتلقين وللاهالي اثناء الزيارات، فتحاول ادارة السجن استفزاز الأهالي بأسلوب التفتيش خاصة للنساء، وعند اعتراض الأسرى على ذلك، تتم معاقبتهم وتغريهمهم، مشيرا انه عُزل في زنازين نفحة مدة أسبوعين لاعتراضه على اسلوب التفتيش كما دفع غرامة بقيمة 250 شيكل.
مشيرا انهم قاموا بقطع الكهرباء عن قسم 2 في نفحة، وتجميع الاسرى في غرف ضيقة.
أما الأوضاع في سجن جلبوع فقد أوضح أنه تم تقييد الخروج الى الفورة، حيث يجبر الأسير أن يخرجا اليها بوقت وساعة محددة، اضافة الى تحديد عدد المراوح في الغرف، كما سحبت مناشير الغسيل، أضافة الى منع الاسرى الجدد من ادخال ملابس جديدة لهم الا بعد عام!!
أسرى غزة
وقال ان الاضراب الأخير عاد بالخير على أسرى غزة، الذين اضربوا عن الطعام منذ اليوم الأول واصروا على مواصلته رغم مرض بعضهم حتى تحقيق مطالبهم وأولها زيارات عائلتهم، مشيرا ان الزيارات التي جرت مؤخرا كان لها الأثر النفسي الجيد على أسرى غزة، مشيرا انهم يعانون من ظروف صعبة ومعقدة كالشروط الكنين والزيارات.
ظروف التحقيق في المسكوبية...
اعتقل الأسير المحرر الصباغ بعد خروجه من منزله في الشيخ جراح باتجاه عمله الساعة السادسة والنصف صباحا، ، وقال:" بقيت في التحقيق من ساعات الصباح الاولى حتى الساعة الثانية منتصف الليل، وكنت مكبل الأيدي، ثم اخبرني المحقق انني موقوف ولم يطلق سراحي.
وامضى الأسير المحرر الصباغ مدة اسبوعين في معتقل المسكوبية، ويقول:" تعرضت خلال فترة التحقيق للتعذيب النفسي والجسدي، حيث تم ضربي بشكل مبرح من قبل المحققين حيث كنت اجبر على الجلوس في زاوية وتعصب عيني ثم يتم ضربي من قبل المحققين لانتزاع اعترافات، مشيرا انهم كانوا يتعمدون التحقيق معه على شبان من الحي.
وأضاف المحرر الصباغ لوصف التحقيق معه:" تم ضربي بشكل متواصل على قدمي، وحينها أخذت بالصراخ واخبرتهم انها تؤلمني لاني اجريت فيها عملية جراحية ووضعت "البلاتين" فيها، فما كان الا ان يقوموا بضربي عليها بشكل متواصل، علما اني عرضت على الطبيب وعلى مستشفى الرملة بسبب الآلم.
وفاة الوالد... الألم الأكبر وأوجاع لم تنتهي
وعن وفاة والده يقول:" علمت بالخبر عن طريق الجريدة، بعد اسبوعين من الوفاة، فكان وقع الخبر مؤلم وصعب واخذت التفكير بوالدتي المريضة واشقائي فأنا الأكبر بينهم.. وبقيت 4 شهور في الغرفة لا اخرج منها حزنا على فراقه.
وفور خروجه من السجن توجه الصباغ الى مقبر المجاهدين في باب الساهرة لزيارة قبر والده وقراءة الفاتحه على روحه.
اضراب الشهر القادم لعمداء الأسرى
ونوه ان الأسرى القدامي سيقومون الشهر القادم بخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام حتى الافراج عنهم.
وأوصى الأسرى الأسير المحرر الصباغ بالصلاة في الاقصى والدعاء لهم بالافرج القريب العاجل.
وأوضح الصباغ انه اصيب فترة اعتقاله بارتفاع في السكر والضغط الدم، وكانت تجرى له الفحوصات الطبية الدائمة، اضافة الى أوجاع دائمة في قدمه.
رمضان والأسر
أوضح المحرر حسن الصباغ ان الأسرى هم الذين يقومون بإعداد الطعام ووجبات الافطار لهم حسب المواد المتوفرة.
صراع البقاء بين عائلة الصباغ والمستوطنين
ولن تنتهي معاناة الأسير المحرر بخروجه من السجن فما زال أمر الاخلاء لصالح المستوطنين قائم ولم يتغير رغم الوثائق التي قدمت للمحاكم الإسرائيلية والى ذلك يقول الصباغ:" لن أقبل بالخروج من منزلي الذي ولدت وعشت فيه فالموت أو السجن أهون علي من هذا الأمر,, ويستذكر ام كامل الكرد كيف طردت من منزلها وكان هو من بين المتضامنين فيه، ويستذكر كيف عاشت عائلتي حنون والغاوي على قارعة الطريق لشهور طويلة بعد الاستيلاء على منازلهم.
وفي ختام اللقاء مع المحرر الصباغ دعا لكافة الأسرى ان ينعموا بيوم الحرية قريبا، مشيرا ان ادارة السجن تعمدت استفزازه بأنه لن يتم الافراج عنه بعد انتهاء حكمه، لانه مفروض عليه دفع غرامة مالية 22 الف شيكل تعويضا للمستوطن، ولم يدفعها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]