تود أي أم بالتأكيد أن يستوعب طفلها روحانيات شهر رمضان حتى يكون قادرا على الصيام عندما يصبح الصيام إجباريا عليه، وبالطبع فإن أي طفل صغير قد لا يكون قادرا على استيعاب فكرة عدم تناول أي طعام حتى موعد غروب الشمس ولكن في نفس الوقت فهناك طفل قد يتطلع للصوم مثل الأشخاص البالغين.

على الأم أن تدرك أن صوم رمضان في البداية بالنسبة لطفلها سيكون أمرا ليس بالهين وهو بالنسبة للطفل وقت طويل جدا، ولذلك يجب على كل أب وكل أم تعويد أبنائهم وإعدادهم لتقبل فكرة الصيام حتى يتمكنوا من التعامل مع الأمر عندما يصبح فرضا عليهم.

قد يكون الصيام أصعب على طفل من طفل آخر لأن هناك بعض الأطفال الذين قد يتسمون بالضعف من الناحية الجسمانية، بالإضافة إلى أنه إذا كان طفلك من النوع الذي اعتاد تناول الطعام في الكثير من أوقات اليوم فإنه سيجد الصيام صعبا. واعلمي أيضا أنه إذا كان طفلك يتسم بالنشاط، فإنه قد يجد بعض الصعوبة في البداية في التعود على فكرة الصوم.

يجب على الأهالي من الآباء والأمهات وخاصة الأمهات إعداد أطفالهم جيدا لتقبل فكرة الصيام حتى يتمكنوا من مواجهة أي صعوبة خاصة بهذا الأمر، وطالما أن الطفل يتمتع بصحة جيدة فيمكنه أن يبدأ في الصوم عندما تكون سنه مناسبة لهذا الأمر.

يمكنك بدءا من سبعة أعوام وحتى تسعة أعوام جعل طفلك يبدأ فى الصوم وتعويده على الفكرة وتعريفه عليها عن طريق مجموعة من الأفكار المتنوعة.

في البداية يجب أن تعلمى طفلك كل ما يتعلق برمضان حتى يشعر بالقيمة الكبيرة لهذا الشهر الكريم. إن الطفل في العادة يتوارث ويكتشف كل ما يعرفه عن رمضان عندما يرى أهله وأشقاءه وجدوده وأفراد عائلته يصومون ويتناولون طعام الإفطار ويمارسون العبادات الرمضانية المختلفة.

إن الطفل عندما يتعلم قيمة رمضان فإنه سيتمكن من مواجهة تحد مثل تحدى الصيام في البداية.

يجب على أفراد العائلة من الأشخاص البالغين ألا يظهروا أمام الطفل الجوع أو العطش، فالفكرة وراء صيام رمضان هي التحمل والصبر والكف عن الشكوى والتذمر.

يجب أن تنقلي للطفل الإحساس بالاحتفال بوجبة الإفطار حتى لو كانت بسيطة وإحساس إطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى.

إذا كان طفلك يصوم لأول مرة، فيمكنك في البداية أن تجعليه يصوم حتى العاشرة صباحا أو حتى أذان الظهر مع زيادة تلك المدة تدريجيا يوما بعد يوم حتى فترة بعد الظهر أو العصر أو قبل أذان المغرب ببعض الوقت.

عليك أن تذكرى طفلك دائما بالثواب الذي يحصل عليه الإنسان بسبب الصيام مع تذكيره أيضا بالحكمة من وراء فكرة الصوم.

وتستطيعين أيضا أن تقومي بتشجيع طفلك على الصوم بأن تقومى بإعداد أطباقه المفضلة ليتناولها على الإفطار.

وإذا كان طفلك سيصوم لأول مرة حتى أذان المغرب، فيمكنك آنذاك أن تقومي بدعوة بعض من أفراد العائلة والأصدقاء للاحتفال بالطفل.

اعطى لطفلك هدية بعد أول يوم صيام له كنوع من التشجيع والتقدير والتهنئة، ويجب أيضا أن تحرصي على أن يكون طفلك قد تناول وجبة سحور مفيدة حتى يتمكن من الصوم اليوم التالي مع الحرص على تقديم أصناف الطعام المفضلة التي يحبها على مائدة الإفطار.

يجب أن تشغلي طفلك طوال اليوم حتى لا يركز على فكرة الشعور بالجوع أو العطش ويمكنك أيضا أن تقومي بإبعاد أي طعام أو نوع من أنواع الحلوى عن أنظار الطفل حتى لا يشعر بالرغبة في تناول الطعام.

في حالة قام طفلك بتناول الطعام وسط الصيام وكذب عليك واكتشفت أنت الأمر بعد ذلك فلا تنعتيه بالكاذب ولكن حاولي أن تستغلى هذا الأمر لتعليمه أهمية الصدق.

يمكنك أيضا أن تنمي عند طفلك روح المنافسة بينه وبين أصدقائه أو أقاربه الذين هم فى مثل عمره ويصومون ويذهبون للصلاة فى المسجد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]