سؤال:

أنا طالب بالصف العاشر ناجح ومتفوق. في الفصل المدرسي الأخير تشعبت ميولي وتغيرت اهتماماتي. لهفتي على المذاكرة انطفأت. نتائج اختباراتي تدنت. أنا جدا متضايق. متضايق لأنني أكذب على أهلي. هم لا يلاحظون التطور الذي يحدث. ماذا أفعل للتخلص من لجوئي للكذب عليهم؟ هل أصارحهم بالحقيقة؟ وهل مكاشفتهم ستغير نظرتهم لي؟ أرجوك ساعديني.

الجواب:

أنت فتى طبيعي وبامتياز. أنت نموذج للمراهق بمميزاته العمرية المتقلبة. ما تشعر به هو حقيقتك الآنية التلقائية. أحترم صدق شعورك بأن الكذب ليس ملاذا خلقيا. توجهك للمساعدة هو دليل على صدق رقيبك الداخلي الذي يرفض التحايل والخداع. طلبك المساعدة يعني بأنك قررت تغيير توجهك مع أهلك.

هل سيتقبل أهلك الحقيقة فوريا؟

من الطبيعي وبعد مكاشفة أهلك بالحقيقة سوف تلاحظ بعض خيبة أمل وحزن من طرفهم. تلك هي ردة فعلهم التلقائية والصادقة. الحقيقة جارحة لهم خاصة لأنهم اعتادوا التعامل معك باحترام وتقدير. المهم هو استرجاع ثقتهم بك. لاسترجاع ثقتهم بك تحتاج لبعض ترتيبات بسيطة وقرار بالتغيير. توقع بعض لوم وشك سوف يكسبك خبرة وقدرة على الصبر والتحمل. في فترة قريبة لاحقة سوف يلاحظ أهلك جديتك واهتمامك وسوف يتفهمون جميع ظروفك المرحلية الماضية. لا تنسى بأنهم كانوا هم أيضا مراهقين ويعرفون عن تلك الفترة من تجربتهم الذاتية.

هل المكاشفة تخلصك من عذاب الضمير؟

بالتأكيد نعم. من الطبيعي أن تتسع اهتماماتك وتتغير ميولك. ما ينفعك اليوم وينجيك غدا هو فقط صدقك مع نفسك ومع أهلك. الكذب والمخادعة يزيدك تعب ضمير. المكاشفة والمصارحة تزيدك ثقة بنفسك وتطور من شجاعتك في مواجهة صعابك. اليوم وقبل الغد عليك أن تطلب الجلوس مع أهلك وأن تفاتحتهم بما يحصل معك من تغيير. أنت لست بكافر بنعمتهم ولا ابنا عاقا بتربيتهم. انت التجأت للكذب لتحمي مشاعرهم من الخدش وتبقى بنظرهم الابن البار. أنت لم تدرك بأن الصدق هو إمكانية أخرى تريحك وتريحهم أيضا. بعد المصارحة سوف ترتاح نفسك. سوف يتعاون قلبك وضميرك معك لتعزيتهم وطمأنتهم. الآن عليك أن تباشر ببعض تنظيم وبرمجة ليومك ولأسبوعك القادم أثناء عطلة الصيف الطويلة.

هل التنظيم هو الحل ؟

ليس هو فقط الحل بل هو ما يلزم عمله لاسترجاع ثقة أهلك بك كما اعتدتها.
العطلة الصيفية فرصة للتعويض المناسب عما خسرته. ترتيب برنامج مذاكرة مواد تعليمية فاتتك أثناء السنة الدراسية يجعلك تتمتع بساعات يومك وبارتياح. تنظيم وقتك وبرمجته سوف يخلصك من الشعور بالتشويش والفوضى. كلما نجحت بتطبيق برنامجك الذي رتبته لك كلما رغبت باسترجاع عادة مذاكرتك المنظمة الماضية والثبات عليها. بعد تطبيق برنامجك سوف يبقى لديك متسع من الوقت للانشغالات الحرة والاهتمامات المتنوعة. لا مانع من شعورك بالاعجاب بإحدى الفتيات والهيام بها. تلك هي حاجاتك العاطفية الطبيعية. من فوائد التنظيم هو التفرغ لميولك واهتماماتك.

هل من الضروري كشف السبب؟

لا شك بأن الاهتمامات بجيل المراهقة تغيرت وساهمت بالتأثير على نتائج اختباراتك المدرسية. ربما أيضا تأجيل المذاكرة واهمال تنظيمها ساهم بتراكمات سلبية أدت لنتائج غير مرضية. ربما تغيير بالجو الدراسي البيتي. الجو العائلي عامل له تأثير أيضا. ربما كانت الأسباب هي بالمواد التعليمية فعليك التحقق وطلب المساعدة إذا لزم ذلك. المهم الآن هو معرفة الأسباب ومحاولة التوفيق بينها وبين مذاكرتك. معرفة السبب والمبادرة اللازمة هو العلاج المناسب كي ترتاح نفسك القلقة ويطمئن ضميرك المعذب. كلما لاحظ أهلك تحملك مسؤولية ما جرى كلما زادت ثقتهم بك وباحترامك. وأخيرا أتمنى لجميع الطلاب عطلة ممتعة ونافعة لتطوير شخصية سوية ومسؤولة.
___________________________________________________

عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]