نظم نادي الطلاب الجامعيين أبناء الناصرة، "الجُمعة" ندوةً حوّل المُعيقات والتحديّات، التي تواجه الطلاب العرب، والتمييز ضدهُم، منذ مراحل التعليم المُبكرة، بدءً من المنهاج التعليم في المدارس، وصولاً للدراسة الأكاديمية في المؤسسات العُليا في إسرائيل.
وشملتْ الندوة مُحاضرتين، قدهما، كل من د. رنا زهر - محاضرة في كلية عيمك يزراعل والكلية الأكاديمية العربية - حيفا " دار المعلمين"، والمحامي د. يوسف جبارين- محاضر في كلية تل حاي وجامعة حيفا، ومدير مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات.
التحديات والمُعيقات في منهاج اللغة الانجليزية في المدارس العربية..
وتحدثت د. رنا زهر، خلال مُحاضرتها، عن المُعيقات والتحديات التي تواجه تلاميذ المدارس، بدءً من منهاج التعليم، المُسيّس، بشكلٍ مُبطن، والعدالة الاجتماعية المفقودة في المنهاج، من الجانب الجندري- الهوية الجنسية، المهن،والجانب الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وفي بداية مُحاضرتها قالتْ د. زهر، أن منهاج اللغة الإنجليزية، هو منهاجٌ موّحد، ويشمل المدارس العربية واليهودية في البلاد، الذي من المفترض أن يحمل نفس الأهداف والمبادئ والمستويات بشكلٍ متساوٍ تقريبًا، للتلاميذ، دون التمييز لهويتهم الاثنية والدينية، خلال مراحل التعليم، وأكدت في حديثها، أن منهاج اللغة الانجليزية هو انعكاس لأجندة وسياسات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وحسب دراسات أجريت سابقًا، تبيّن منها أن تعليم اللغة الإنجليزية متصل بسياسات استعمارية، تهدف لنشر ثقافات المُستعمر، وهذا كان ظاهر خلال الاستعمار الانجليزي لفلسطين، إذ تم نشر اللغة الانجليزية بهدف خارجي لنشر اللغة وتعلمها، لكن السياسة المُبطنة من وراء ذلك، هو نشر مبادئ وأُسس سياسية واقتصادية للدولة المستعمرة وتذويتها في المتلقي. واليوم نحن نواجه ذات السياسة الاستعمارية لكن، بلهجة أخرى وهي اللهجة الأمريكية، المُمنهجة بكتب اللغة الانجليزية.
كتُب اللغة الانجليزية " مؤدلجة"..
وأشارتْ د. زهر خلال حديثها أن منهاج التعليم غير حيادي، وهو منحاز لفئة مُعينة عن أُخرى، من جوانب عدة، ومن المفروض أن تكون كُتب اللغة الانجليزية حيادية، ولا تعكس فئة اجتماعية واحدة، وتشمل، وقالت أن امتحان بجروت اللغة الانجليزية والبسيخومتري، بالامتحانات الساذجة، ومؤدلجة تحمل أيدلوجية سياسية مُبطنة، إذ من المفروض أن تحمل كُتب اللغة الانجليزية ثقافات لدول مُختلفة تكون لُغة الأُم فيها الانجليزية، ولا تنحصر فقط على ثقافة مجتمع مُعين والمقصود فيه ( المجتمع الأمريكي).
وتطرقت في حديثها إلى نسبة التلاميذ الممتحنين في اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية والإعدادية، إذ معدل نسبة النجاح فيه أقل مقارنة مع نسبة معدل العلامات والنجاح التلاميذ اليهود. ويظهر ذلك أيضًا في بين تلاميذ المرحلة الثانوية الممتحنين للبجروت.
وقالت أن الأسباب عديدة لعدم حصول التلاميذ على معدل علامات عالٍ، وذلك ليس لأن التلميذ أو الطالب العربي أقل كفاءةً وقدرةً من اليهودي، منها؛كون اللغة الانجليزية هي اللغة الثالثة أو الرابعة بالنسبة للطالب والتلميذ العربي، إذ تُشكل عبئًا عليه، بالإضافة إلى مبنى اللغة الانجليزية وتركيبته اللغوية والكتابية، واللفظية جديدة على التلاميذ العرب. مما يُشكل حاجز نفسي بين اللغة والطالب.
العدالة الاجتماعية المفقودة، في منهاج اللغة الانجليزية..
وأشارت د. رنا زهر، أنه من المفروض وحسب ما صرحت به وزارة التربية أن المنهاج يجب أن يُحقق العدالة الاجتماعية في نصوصه وقطع فهم المقروء المنصوصة في الكتب والامتحانات، من الجانب الاجتماعي، والجندري- الهوية الجنسية، المهن، التمثيل العُمري والوضع الاقتصادي والحضاري، إذ يكون شاملاً لجميع أطياف المجتمع وظروفهم المعيشية، وأن اللغة هي وسيلة للتعبير عن هذه القيّم التي يجب أن تكون متعلقة في انجازاتنا، وللأسف هذه الأمور ليست ظاهرة بين النصوص، إذ يوجد تفرقة واضحة، ولم يتم أخذ ما ذكر أعلاه بعين الاعتبار، إذ نجد الانحياز والنمطية وعدم التساوي، وتفرقة دينية، دون الاكتراث للفروق الجندرية والاجتماعية والاقتصادية المتواجدة في مجتمعنا وعلى الصعيد العام، الأمر الذي يُشكل فجوّة بين الطلاب، إذ لا يوجد علاقة بين الواقع والمُعلن.
استثناء التعددية الثقافية في الجامعات الإسرائيلية
وبدوره تحدث د. يوسف جبارين، عن سياسة التمييز في كل ما يتعلق بدائرة التربية والتعليم، التي يواجهها الطالب العربي قبل وبعد دخوله إلى الجامعة، وأكد في مقدمة حديثه على ما استعرضته د. رنا زهر في كل ما يتعلق بسياسة التمييز ضد التلاميذ والطلاب العرب في منهاج التعليم والدراسة، منذ تتلمذه في المدرسة، وصولاً لطلبه العلم في مؤسسات التعليم العالي.
وحملت محاضرته عنوان " من معيقات التمييز الى مشروع نهضوي"، وأشار أن امتحانات البجروت والبسيخومتري تعكس سياسة تتبناها الدولة، وهو عبارة عن قوّة في أيدي المؤسسة، التي تُصنف التلاميذ بشكلٍ مُتحيّز، دون الاكتراث إلى التعدُدية الثقافية، وهذا أيضًا ما يُميز التعليم الجامعي في البلاد، الذي لا يعترف بالتعددية الاجتماعية والثقافية للأقليات، ونلمس ذلك منذ أن يبدأ الطالب في التفكير للتسجيل للجامعة، بسبب غياب اللغة العربية، إذ يجد نفسه الطالب العربي أن لغته الأم مُهمشة، من استمارات التسجيل للجامعة، وشروط القبول، الموقع الرسمي للجامعة، من لوائح الاستعلامات المعلقة في الجامعة، المُحاضرات، ومن المكتبة العامة في الجامعة والخدمات الأخرى في المؤسسات الأكاديمية.
ومن رموز التمييز العُنصري في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إسرائيل ضد الطُلاب، العرب، قضية تحديد جيل التعليم لسن (21) عامًا، في مواضيع عدة، منها الطب، بالإضافة إلى طريقة انتخاب نقابة الطلاب في الجامعة، وعدم الاعتراف بأعياد الطلاب العرب.
وأكد د. يوسف، أن استعمال هذه السياسات يمس الطالب العربي بشكل أساسي، والطلاب المنتميين للأقليات الأخرى، ويؤثر على تحصيلهم، أو استمرارهم في الدراسة الأكاديمية.
ومن جانب آخر، أكد د. جبارين أن الطلاب اليهود ليسوا أكثر ذكاءً من الطلاب العرب، لكن جهاز التعليم في البلاد غير عادل، ومُميز ضد الطلاب من الجانب الثقافي والاجتماعي والعلمي، وحتى في تخصيص الميزانيات في المدارس، ونتائج هذا التمييز غير عادلة وتناقض العدل الاجتماعي.
[email protected]
أضف تعليق