لحظة تاريخية مؤثرة، لأنها ابتعاد عن روتين زيارة المدرسة ولقاء الأصدقاء الجميل، ولأنها الإعلان الرسمي لانطلاق طلاب وطالبات مدرسة يافة الناصرة الثانوية، على أسم الأستاذ "رؤوف أبو حاطوم" إلى ميادين الجامعات والمعاهد العليا وميادين العمل والإبداع وبناء الأسر والمجتمع.
أكثر من ألف شخص جاء ليشارك المدرسة في يوبيلها الفضي (الفوج الـ 25)، حيث تم تخريج مائتان وستون طالبًا لهذا العام بحضور رئيس المجلس المحلي في يافة الناصرة عمران كنانة وأعضاء المجلس المحلي ومحمود علي الصالح مدير قسم المعارف ومُدراء مدارس ومسؤولين ولجنة أولياء أمور الطلاب ورئيس لجنة أولياء أمور الطلاب محمد برهم خليلية وأهالي الطلاب ومعلمي المدرسة وضيوف جاءوا سعيدين مُفتخرين متفائلين بطلاب المدرسة والخريجين، كما كُرم بجو مؤثر جدًا أستاذ المدرس، دكتور الرياضيات المُربي نديم أسعد.
لكُم كلمة مُدير المدرسة الدكتور عفو خليلية التي تعكس رؤية المدرسة التربوية:
"المحامي عمران كنانة، رئيس المجلس المحلي المحترم
عاطف سراحنة، نائب رئيس المجلس المحلي المحترم
راغب كيلاني، رئيس لجنة المعارف المحترم
الأستاذ محمود علي الصالح، مدير قسم المعارف المحترم
أعضاء وموظفو المجلس المحلي المحترم
المعالمات والمعلمين المحترمين
الآباء والأمهات المحترمين
الطلاب والطالبات الأعزاء
الحضور الكريم
مع نهاية كل عام دراسي نحتفل بتخريج فوج جديد من آمالنا، ونحتفي بأعمالنا التي نضع فيها نور عيوننا، وخفق قلوبنا، ونزودها بكل ما هو نافع ومفيد لزمان متغير، لا يقف عند رأي، ولا عند أسلوب تربية، بل يحلق ما بين الشرق والغرب ليكتسب الجديد، وليجعلنا نفكر باختياراتنا وبأساليب تربيتنا لأبنائنا، وبأحلام من هم أعزّ من ذاتنا، لأننا نرى بهم الغد الأفضل، ونحقق من خلالهم ما لم نستطع نحن والذين سبقونا تحقيقه.
الحفل الكريم،
إن مدرستنا سيرة من الجهد والمثابر، ومن الإصرار على التقدم من أجلنا نحن، أهالي يافة الناصرة، وهذا الإصرار هو الذي جعلنا نفتخر بما أنجزنا، وبما قدمنا، ونحن وكل من ساندنا، وساعدنا في مسيرتنا التي خطّت بكلمات واصقة ما أعطت ليافة الناصرة من إنجازات، وتحصيل نجاح جعلنا نتسلح به، ونؤكد على وجودنا، في ظلال قرية تحلم بالعطاء والإنجاز والنَّجاح.
وكما أن للبداية نهاية، وكما أن للمواسم جنيًا، هكذا موقفكُم يا أبنائنا وبناتنا اليوم، فأنتم على مشارف مرحلة جديدة، نريدكم أن تنطلقوا إليها بهمّة شديدة، وبعزم وثقة، إلى جامعات العلوم والآداب، إلى دروب العمل والأمل، إلى الحياة التي زوّّدناكم من أجلها لكي تكونوا أقوياء واثقين بكلّ ما هو خَصبْ، منتج، متفائل، يدفعكم نحو الأرقى، في حياة تنتظر منكم السَّعي والمثابرة وعدم التوقف، لأن التوقُّفَ يعني التَّخلُّف في زمن لا يتوقَّف عن مرحلة ولا يعرف الثَّباتَ في موقِع أبدًا.
للتَّربية مفكّرون، وفلاسفة، وأصحاب رؤيا، ونحن عندما وضعنا الخططَ عدنا لكلّ ما يزيدنا نموّا وتفتُحًا، ولذا أخذنا ما نراه مُلائمًا، لنا ولبيئتِنا، محافظين على ما يُصلُح، ومقلّدين لما يقوِّي ويدعم، ومجددين من خلال كُلِّ نهضة تدفعنا نحو الأعلى، نحو ما يُنير النُّفوس، ويجعلها أكثر إيمانًا بالغد المشرق، الذي لا يقبلُ الجمودَ ولا التقليدَ القابع في مكانِه، بل يُحفِّزُها نحو الانطلاق وعدم الانغلاق، كلّ ذلك لأنّنا نعرف أن الحياةَ تُحبُ الصُّعودَ، وتحبُّ الإشراق في وجوه القادمين من بيوتٍ رسمت كُلَّ خطوةٍ، مع كُلّ صباحٍ متدفِّق، من أجل أن تتابعَ سيرَها، وأن تزيدَ من عمرانِها، مع الحيويّة، وحفظ النَّقاء المتجلي آدابًا وأخلاقًا ورثناها عن قومِنا، عن الذين زرعُوا لنأكل وعلّمونا كيف نزرعُ ليأكُلَ القادمون من بعدَنا.
إن التعليمَ لا يقف عد حدٍّ، فالذي يبدأ طريقَه يجد في كلّ مرحلة طريقًا جديدًا، ونحن عندما بيّنا لطلابِنا وطالباتنا المعاني التي نريدها لهم صورًا في المستقبل، بيّنا لهم أن الجامعات والكليات والمعاهد أبوابٌ تفتحُ أبوابًا، عند كُلّ بابٍ شوقٌ جديد، ومدرستُنا، بنا، بهيئتها الدريسيَّة، أرادت، وبتأكيدٍ وبرؤيةِ بصرٍ ورؤيا بصيرةٍ أن تضع للخريجين خططًا تساعدهم على فهم الخارطة بعد قراءتها، الخارطة التي توفِّر عليهم عناءَ الشَّقاء في البحث، هذه الخطط التي نرى في توضيحِها عملاً هامًّا لا يقل عن أهمية التَّعليم للمواد الدِّراسيَّة، والتَّربية الصَّالحة المتسامحة، التي تتقبل الآخر، وتعرف كيف تُعطي الفردَ وسائلَ التفاعل مع المجتمعات المغايرة، والتي تختلف عن مجتمعنا، وحياتنا.
إن اليوم الذي نخرج به فوجًا جديدًا بمثابة عيدٍ لمدرستنا، يعود علينا ونحن فَرِحون، مبتهجون، بما حققنا، وها هي الحقيقةُ تظهرُ لكم جليةً، واضحة في وجوه أبنائِكم وبناتكم، والذين يهلَّلون لكم، ويسعدون لكم، كما تسعدون بهم، في عيدهم، وعيدِ مدرستهم التي تبتهج اليوم بيوبيها الفضّي، وبمسيرتها التي لم تحقق لولا الجهود المتعاونة، جهود الهيئة التدريسيَّة والأهل وجلسنا المحلي ووزارة المعارف والمؤسسات المختلفة، التي وقفت إلى جانبنا وقدمت كل عطاء وغطاء لمشاريعنا، من أجل بلدِنا، وأجيالنا، ومن أجلِ أن تكون المدرسةُ عنوانًا للتربية والتعليم، للنهضة والارتقاء.
الطُلاب والطّالبات الأعزاء، الأحبَّاء،
مدرستُكم تضعُ فيكم أمانيها، وتعرفُ أنُكم قادرون، وعلى وعي تامّ بالمسؤولية التي لا ترضى إلاَّ بالجهد والعمل ولاثِقة والإرداة، فاجتهدوا كما عرفناكم، واعلموا كما عهدناكم، وكونوا على ثقة بأنفسكم، وحققوا إرادتكم، وعودوا إلينا ناجحين فالحين وحدثونا عن الإنجازات والشِّهادات، وعن البيوتِ العامرة، والحياةِ الزاهرة، هذا الذين نريده لكُم ولنا ولبلدِنا.
الهناءُ لكم والسَّناء والرِّفعةُ والإباءُ وإلى الأمامِ لا نورَ العيون، وخفقَ القلوب، يا أحبَّاءَنا، وكُلّ يوم وأنتم بخير".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
منور استاذ رجا والله انك نوراة المدرسة بموت عليك
الف الف مبروووووووووووك