نظمت عيادة القضاء والسياسات التربوية في كلية الحقوق وعيادة القيادة والسياسات التربوية في كلية القيادة والسياسات التربوية في جامعة حيفا، يوم الاثنين الفائت، بالتعاون مع مركز "دراسات" المركز العربي للحقوق والسياسات، حلقة دراسية تحت عنوان "امتحان البسيخومتري: أداة تصنيف أم إقصاء". وقد شارك في الحلقة الدراسية لفيف من طلاب عيادتي حقوق الإنسان والقادة التربوية بالإضافة إلى محاضرين جامعيين ومندوبي مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى وفد عن المركز القطري للامتحانات والتقييم الذي يشرف على امتحان البسيخومتري.
• غبن بحق الطلاب العرب
وقد رحب بالحضور كل من البروفيسور رابكا ايزكوفيتش رئيسة كلية القيادة والسياسات التربوية والمحامية رونيت الفرين مديرة عيادة القضاء والتغيير الاجتماعي، وافتتح الحلقة الدراسية الدكتور يوسف جبارين مدير مركز "دراسات" مؤكدا أهمية هذا اللقاء الذي يجمع المركز القطري للامتحانات والتقييم مع باحثين ومؤسسات أكاديمية وأهلية وذلك للنقاش حول موضوع البسيخومتري والاستمرار في هذه اللقاءات لمعالجة الغبن الذي يخلفه الامتحان بحق الطلاب العرب، مشيرًا إلى أهمية طرح هذا الموضوع على أجندة النقاش الجماهيري.
• نقطة الانطلاق غير متساوية
وبعدها قدم الدكتور مهند مصطفى من مركز "دراسات" مداخلة حول الدور الذي يلعبه امتحان البسيخومتري في تغيير شكل ومضمون التعليم العالي العربي في البلاد وذلك من خلال مفهوم العدالة الاجتماعية. مبينا أن المساواة ليست دائما هي التي تحقق العدالة، خصوصًا وأن الامتحان يفترض نقطة انطلاق متساوية للعرب واليهود في الامتحان، بينما المطلوب هو التعامل من خلال مفهوم العدالة وخصوصًا مفهوم التمييز المصحِّح، وأشار على سبيل المثال إلى أنّ اللغة الانجليزية في المدارس العربية تُعتبر لغة ثالثة أو رابعة، بينما هي لغة ثانية في المدارس اليهودية.
ولكن في النهاية يقدم الطالب العربي واليهودي نفس فصل اللغة الانجليزية دون أن تأخذ الجامعات بعين الاعتبار هذا الفارق في نقطة الانطلاق بين المجموعتين.
وقدمت الدكتورة نوعمي غافني مسئولة البحث والتطوير في المركز القطري للامتحانات والتقييم المشرف على امتحان البسيخومتري مداخلة حول الامتحان موضحة أن المركز يحاول كل الوقت أن يحسّن قدرة الامتحان على التنبؤ بالنجاح في الجامعات، ونفت أن يكون للامتحان أي انحياز ثقافي لصالح مجموعة معينة، وادعت أن الامتحان البسيخومتري يعبّر عن الفجوات القائمة بين التعليم العربي والعبري، ولا ينتجها، لذلك فالمشكلة ليست في الامتحان بل في الفجوات القائمة.
• تعاط اجتماعي وليس مهني فقط
وبعد المداخلات قدم الحضور مداخلات حول الامتحان، حيث تحدث الدكتور أيمن كامل اغبارية المشرف على عيادة القيادة والسياسات التربوية في جامعة حيفا والمبادر للحلقة، الذي أشار إلى أنّ هنالك دورًا أخلاقيًا للمركز القطري يتجاوز الدور المهني، فهو لا يستطيع الاكتفاء بالادعاء أنّ البسيخومتري يعكس الفجوات القائمة بل عليه أن يساهم في جسر هذه الفجوات. وشارك في المداخلات المحامية سوسن زهر من مركز "عدالة"، رجا زعاترة من مركز "حراك"، المحامي علي حيدر من جمعية "سيكوي"، الطالب رسول سعدة من الاتحاد العام للطلاب في إسرائيل، الطالب إبراهيم خطيب رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، المحامية دعاء صفية من القسم العربي في المركز القطري للامتحانات والتقييم، وطلاب جامعيون من عيادتي كلية الحقوق والتربية. واختتمت الورشة بتلخيص من الدكتورة كلارا سباغ من كلية القيادة والسياسات التربوية التي أكدت على أهمية الاستمرار في هذه اللقاءات وشددت على أهمية التعاطي من الامتحان من جوانب اجتماعية وليس مهنية فقط.
[email protected]
أضف تعليق