تحدث حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية " حريات"، لــــــ"بكرا"، عن يوم الأسير الفلسطيني، وأكد الأعرج، أن يوم الأسير هذا العام مختلف ويأتي في سياق ملاحم بطولية في السجون.
وقال الأعرج الإضراب هو الأقوى والأهم في تاريخ نضال الحركة الأسيرة، وعن أسرى الداخل قال إن أسرى الداخل في القلب وفي الوجدان وفي حدقات العيون وهم جزء من الإضراب وجزء من النضال حتى التحرير.
وأكد الأعرج أنه يوجد للأسرى ثلاث مطالبة أساسية أولها إنهاء سياسة العزل الإنفرادي حيث يوجد هناك 19 أسير معزولوين في زنازين وهي قبور حجرية بعضهم مضى على وجوده في العزل قرابة 10 سنوات، بينهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد ومعتز حجازي وجمال أبو الهيجا وإبراهيم حامد وعاهد أبو غلمة وغيرهم.
كذلك أبرز مطالب الإضراب هو السماح لأهالي غزة بزيارة الأسرى، وكذلك الغاء قانون شاليط الذي سنه الكنيست الإسرائيلي على خلفية تحريض من اليمين والإعلام وبقرار من رئيس الحكومة المتطرف نتنياهو عندما أعلن أنه على الأسرى أن "يعرفوا أن الحفلة قد انتهت".
يوم أسير مختلف
وعن إحياء يوم الأسير، قال الأعرج لــ"بكرا" أن يوم الأسير يوم مميز لأنه تعبير عن الوفاء للأسرى وتقدير لتضحياتهم ولتضحيات الشهداء منهم، وأن هذا اليوم يأتي مختلف عن الأعوام السابقة، فقد جاء بعد إنجاز تاريخي تمثل في صفقة التبادل العام الماضي، والإضراب البطولي أيضا في أيلول الماضي، وبعد سلسلة من الملاحم البطولية الفردية التي سطرها الأسرى ولا يزال 11 أسير يواصلون الإضراب عن الطعام وفي مقدمتهم بلال أبو ذياب وثائر حلاحلة، ويأتي بعد نصر خضر عدنان وهناء الشلبي ضد سياسة الاعتقال الإداري، والأهم أن الأسرى قد حسموا أمرهم وقرروا الدخول غدا في الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون إيشل وعسقلان ونفحة بمشاركة كافة القوى الوطنية والإسلامية.
الأسرى يدخلون الإضراب موحدين وليس منقسمين
وعن الدخول في الإضراب اليوم في 17 نيسان، قال الأعرج لـ"ـبكرا"، إن الإضراب المفتوح عن الطعام في السجون الثلاث هو المرحلة الأولى، وأن علاقة راسخة أن كل الحركة الأسيرة سوف تنخرط في هذا الإضراب المفتوح عن الطعام، خصوصا أن كل الاسرى في السجون الثلاثة من كافة الفصائل دخلوا الاضراب وهذا تأكيد على أنه لا يوجد أي انقسام.
أشار أن الاختلاف كان حول التوقيت وطالما الاسرى شرعوا في ملحمته البطولية فكل الأسرى سيشاركون في هذا الإضراب عن الطعام، والأساس كان أحد المعيقات الرئيسية هو الانقسام، والاسرى يطالبون بإنهاء الانقسام وهم يتوحدون في هذه الملحمة البطولية، والمطلوب أن ننتصر لأسرانا كل جماهير شعبنا وكل أحرار العالم وكل المؤسسات الحقوقية وهذا يحتاج إلى جهدنا البناء والفاعل لتصل رسالتهم قوية إلى العالم أجمع، لان هذا الإضراب سيكون هو الأقوى والأهم في تاريخ نضال الحركة الأسيرة، لانه يأتي في وقت نكلت فيه مصلحة السجون بقرار من الحكومة الإسرائيلية بالأسرى بطرق غير مسبوقة، وهذا القمع الذي يتعرض له الأسرى غير مسبوق في تاريخ الحركة الأسيرة ولذلك التحدي في ذروته وتجربتنا تقول أنه كل ما كان الصراع من الاحتلال صراع احتلال ستنتصر الحركة الأسيرة.
أبرز خطوات دعم إضراب الأسرى في الخارج
وعن الخطوات التي ستجري في الخارج لدعم إضراب الأسرى، قال الأعرج لــ"بكرا"، سنكون إلى جانب أسرانا في الميدان وفي وسائل الإعلام وسنشكل لجان ذات بعد دولي للوصول إلى العالم، وفي مجلس حقوق الإنسان الدولي التي مركزنا عضو فيه سنتابعه وصولا إلى أعلى هيئة دولية، لأن المعركة قد فتحت على كافة الأبواب وليس المطلبية بل كل قضية الأسرى بما في ذلك حريتهم، من مدخل المطالب الاساسية والإنسانية للأسرى.
وبين الأعرج أن مؤتمرات دولية عقدت وستعقد وسنواصل تعريف العالم بأهمية الأسرى التي تهم كل بيت فلسطين وأن قضية الأسرى هي قضية نضال من أجل حرية الشعب واستقلاله، ومن يسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ينبغي أن يفكر أولا في حل قضية الأسرى والعمل على الإفراج عنهم، والعالم الآن أصبح من خلال هذه المؤتمرات على اطلاع واسع بمعاناة الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها وبأهميتها بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وأشار الأعرج إلى وجود إنجازات تتحقق وبشكل تراكمي وهي بحاجة إلى إرادة سياسية للبناء عليها وصولا إلى تحقيق الاهداف المرجوة من خلال الاضراب المفتوح عن الطعام الذي سيعمق أزمة الاحتلال ويظهر إسرائيل على حقيقتها، بأنها دولة لا تحترم حقوق الإنسان والأسرى وتنتهك الاتفاقيات والمواثيق الدولية بهذا الشأن ونعتقد أن الضغوطات الممارسة على حكومة الاحتلال ستكون مختلفة كليا ونوعيا عن المراحل السابقة.
يوم الأسير يوم عالمي بامتياز
وعن جهود تدويل يوم الأسير ليصبح يوم عالمي، وقال الاعرج لـــ"بكرا" إنها قطعت شوطا كبيرة فهو يوم فلسطيني بامتياز وتحول إلى يوم عربي عندما أقرته القمة العربية في دمشق عام 2009، وهو في طريقه ليصبح يوما دوليا، بالأمس القريب عقد مؤتمر دولي بمبادرة الأمم المتحدة لبحث قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وسنشهد مؤتمرات دولية قادمة في تونس والجزائر والمغرب وأريحا وغيرها.
وبين الأعرج أن قضية الأسرى لم تعد حكرا على سلطات الاحتلال بل حتى الاتحاد الأوروبي سمح بمخاطبة البرلمان الأوروبي من قبل وزير الاسرى والمؤسسات الحقوقية التي تتحدث عن معاناة الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في ظل وجود الممثل الإسرائيلي الذي لم يستطع أن يقول شيئا بعد الانتصار لصالح الأسرى.
أسرى الداخل والإضراب عن الطعام
وعن أسرى الداخل الموجودين في سجون الاحتلال، قال الأعرج لــــــــ"بكرا"، نحن لا نفرق بين أسير وأخر أسرانا هم أسرى الشعب الفلسطيني فهم ناضلوا من أجل انتصار القضية الفلسطينية وحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة، والاحتلال هو من يسعى للتقسيم والتعامل بمعايير مختلفة للاستفراد بأسرى القدس وأسرى 48، ولكن الإيجابية في صفقة شاليط أنها كسرت هذه المعايير الإسرائيلية الظالمة وحررت عددا من أسرى 48، كنا نأمل أن يكون كل ذوي الاحكام العالمية من أسرى الداخل في الصفقة من وليد دقة ومخلص برغال وكريم يونس من بيت الصفقة ولكن هذا ما تم تحقيقه.
وأضاف " المهم على هذا الصعيد أنه جرى كسر المعايير الإسرائيلية لفتح الباق قدما إلى الأمام من أجل إطلاق سراهم جميعا، ولكن أقول أسرى الداخل في القلب وفي الوجدان وفي حدقات العيون.
[email protected]
أضف تعليق