أجرى خبراء من جامعة بئر السبع ومستشفى"وولفسون"(في حولون،قرب تل أبيب) دراسة بحثية تناولت أحوال الصحة والطب في إسرائيل منذ العام ألفين وحتى اليوم،وشملت ألفاً و(330) طبيباً ممن حصلوا على رخصة المهنة في الفترة الواقعة ما بين العام 2000 وحتى العام 2006.

وبينت نتائج الدراسة أن 12.5% من هؤلاء الأطباء قد هجروا مهنتهم خلال الفترة المذكورة لصالح العمل في مجالات البيوتكنلوجيا وصناعة الأدوية والاستشارة القانونية والهايتك.

وبالإضافة إلى ذلك بينت الدراسة أن 14.5% من الأطباء الذين لم يهجروا مهنتهم،عبروا عن نية أكيدة في هجرة المهنة ،بينما أعلن 9% أنهم أجروا مقابلات للعمل في مهن أخرى،وأعلن 8% أنهم توجهوا إلى شركات تشغيل وعمالة للبحث عن عمل في مهنة أخرى.

الجراحون"مجرمون"!

وتشكل نتائج هذه الدراسة مفاجأة للأوساط الطبية،وخاصة من حيث أن خبراء الجراحة بالذات (وهم الأكثر تألقاً وريادة في مجال الطب) كانوا الأكثر تذمراً وإحباطاً من بين زملائهم،وقد أشتكى هؤلاء –وفقاً للدراسة-من تدني الأجور وصعوبة ظروف العمل (الوقوف ساعات طويلة) والتأثير السلبي على حياتهم الأسرية ونظام حياتهم اليومي،بل اشتكوا من معاملة في العمل،لا تليق بمكانتهم وخبرتهم ووظائفهم.

وقالت رئيسة طاقم معدي الدراسة،د."دينا فان ديك" أنها تعتقد أن "ألضغط الزائد" هو أحد أسباب "الهجرة المكثفة" للأطباء الجراحين،خاصة وأن مسؤولياتهم كبيرة،وساعات عملهم "غير معتادة" ويعملون تحت تأثير الإجهاد والتعب والقلق والتوتر المستديم.

أطباء العيون"مش شايفين تقدير"

ويندرج أطباء العيون في المرتبة الثانية في عداد"المهاجرين"،واشتكوا وفقاً للدراسة-من صعوبة ظروف العمل،ومن أنهم لا يحظون بالتقدير المناسب والمكانة اللائقة.ويليهم أطباء الصحة النفسية،الذين قالوا أنهم يجدون صعوبة في الموازنة بين عملهم وحياتهم الشخصية الخاصة.

ولم يغب عن البحث أطباء العائلة والأمراض النسائية والباطنية وأطباء الأطفال،وأشتكى جميعهم من تدني الأجر وسوء المعاملة والتقدير.

واللافت أن نسبة الأطباء خريجي معاهد إسرائيل أعلى من نسبة خريجي المعاهد الأجنبية من حيث هجرة المهنة،حيث بينت الدراسة أن 1% فقط بين أل 12.5% الذين هجروا هم من الأطباء خريجي المعاهد الأجنبية،بينما يفكر 7% منهم فقط في تغيير المهنة –مقابل أكثر من 14% من خريجي المعاهد الإسرائيلية .

وعللت د. "فان ديك" هذا الفارق بالقول أن خريجي المعاهد الأجنبية قد حسموا خيارهم (شبه) الأوحد،وهو المجيء إلى إسرائيل (كمهاجرين يهود) أو العودة إليها بعد إنهائهم دراستهم،لاعتبارات عقائدية أو دينية أو قومية.كما بينت الدراسة أن عدد الأطباء المتخصصين الذين هجروا المهنة،أو ينوون هجرها،أكبر من عدد الأطباء الاختصاصيين،ويعود السبب في ذلك إلى تدني الأجر،والمساس بالحياة الأسرية وصعوبة ظروف العمل في ورديات ـناهيك عن الإجهاد والعناء المزمنين.

ونصحت د."فان ديك" المسؤولين عن الأجهزة الصحية والطبية في البلاد بالمزيد من الألفات والعناية بمصالح الأطباء ،وضمان ظروف وشروط عمل مجدية لهم،للحيلولة دون هجرتهم .

وستطرح نتائج ومعطيات هذه الدراسة للبحث في المؤتمر السنوي الذي سينعقد خلال الأيام القليلة المقبلة،لمناقشة السياسات والمناهج والخدمات الطبية في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]