سؤال:

أنا أم مؤمنة. عائلتي مؤلفة من ولدين بجيل 9 سنوات و7 سنوات وإبنة بجيل 5 سنوات. كل أفراد عائلتي اعتادوا التمسك بأربعين يوم الصوم قبل عيد الفصح. أقوم بتحضير أنواع طعام تناسب صومنا بفرح ومتعة. أطفالي متمسكون بإيمانهم وصومهم هو حتمي ويتكرر في كل سنة. أهلي جميعهم مؤمنون. المشكلة هي عند زيارتنا بيت أهل زوجي. هم غير ملتزمين بالصوم وزوجي ينسى صومه هناك. ما تأثير ذلك على الأطفال؟

الجواب:

أتمنى لك وللجميع أيام أعياد مليئة بالسلام والمحبة والتسامح. لا للقلق على ثبات صوم أطفالك. الصيام في مرحلة الطفولة هو بدافع تربوي ربما من تأثير الأم، الأهل، المربي والأصحاب في المدرسة أو الحارة أو.... حين يبلغ الطفل سن الرشد تصبح اختياراته ذاتية ومتعلقة بإرادة وضبط ذاتي.

هل يتأذى الطفل من عدم صوم أحد الأبوين؟

الطفل على العموم يرتاح بالتعويد. الأبوان هما نموذجه العاطفي. هو يقلدهما بكثير من التصرفات والمفردات اللغوية وغيرها. حين يلاحظ عدم التزام أحد أبويه بالصوم سوف يتساءل ويستفسر. بعد أن يستفسر سوف يعلم بأن التنوع بالعادات هو طبيعي ويدل حرية الاختيار بين أفراد العائلة.

إن الصيام هو اختيار فردي يمنع النفس ويضبطها. الامتناع عن أنواع مأكولات هدفها ضبط الرغبة والشهوة. لكن المؤمن هو ليس فقط بإعلان صومه وإنما هو بتمسكه بأخلاق إنسانية وقيم أخلاقية من أهمها احترام الفرد واختياراته. من أهداف الصوم هي تدريب النفس على ضبط غريزة الشهوات بجميع أنواعها. إحدى تلك الشهوات هي الأكل. الصوم هو أيضا تعفف وامتناع عن الألفاظ البذيئة، بالتمسك بقناعة الاكتفاء وأيضا التسامح... لا إكراه بالصوم ونعم لاحترام حرية اختيار الآخر. نحن نعيش ببيئة ليست بدفيئة. البيئة الطبيعية هي التي تتميز بالتنوع. أن يعيش الطفل تجارب مجتمع ليس بلون واحد هو حالة طبيعية غير مصطنعة أو مزيفة. يكتسب الطفل خبراته من تجاربه اليومية بعيشه بمحيطه الاجتماعي الطبيعي والحر.

لماذا الاصطفاف ومعاداة المغاير؟

الاصطفاف ومعادة المغاير يناقض أهداف الصوم. الصيام خبرة تحتاج لكثيرمن قوة إرادة. بالصوم يعتاد الفرد على تأجيل رغباته وشهيته. يعمل الصائم على ترتيب تناول أنواع مأكولات محددة لتدريب شهيته. فالتجارب الصعبة التي يمر بها الصائم تجعله أكثر انضباطا وقوة إرادة وثقة.

الاصطفاف ضد الذي لا يعيش حياة الصوم يناقض مبدأ الصوم ويعكر صفو نفس الصائم. معاداته يجعل الصوم باطلا. لأن الاصطفاف والمعادة صفات لا يحملها المؤمن بقلبه.

هل من المفيد التحدث عن التجربة؟

التحدث عن التجربة بهدف الاحترام الذاتي وتقبل حرية اختيار الآخرين تفيد كثيرا. وصف مشاعر الضعف وقوة الضبط عند الوقوع بتجربة صعبة، مثل أن يأكل الأخرون أنواع طعام لذيذة أمامه. طرح الأم على الطفل بعض أسئلة للتعبير عما مر به أثناء تلك التجربة لا بد من أن تساعده على فهم ما يمر به من مشاعر قاهرة. الأسئلة الفرضية تعمل على توضيح الظرف حين مر بتجربة جماعة لم تلتزم الصوم. سؤال مثل: "ماذا كنت تفضل أن تفعل/ تقول/ حينها؟ هل كنت تشعر بارتياح أكثر لو أبديت رأيك؟ هل كنت تفضل أن تترك المائدة وتبتعد؟ ماذا لو لم يكن أي نوع من الطعام الذي يناسب صومك؟ ماذا كنت ستفعل؟ هل كنت ستطلب نوعا معينا؟ هل بمقدورك فرض عادة/ لباس/ ... على غيرك؟ هل تحب أن يفرض عليك أحد عادة؟ ...".

الأسئلة الفرضية تساعد الطفل على فهم حالته وقدراته بوضوح. هذا هو ما يسمى بالوعي العاطفي الذاتي وأيضا وعيه العاطفي نحو الآخر. الحوار يجعله يتفهم ذاته ويدرك أنواع اختياراته في حالات لاحقة في الأيام القادمة.

من المهم أن يشعر الطفل بثقة وبتقدير ذاتي بالنسبة لاختياره الصوم وفي الوقت ذاته باحترام حرية اختيار الآخرين.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]