وافقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا على شق طريق خاص بمدينة روابي بعد ثلاث سنوات من طلب قدمه صاحب المدينة ومدير شركة بيتي المطورة للمدينة للإدارة المدنية التابعة للاحتلال.
لم تكن موافقة الاحتلال نهائية بل أن الموافقة كانت مشروطة بريق صغير للاستخدام في ادخال المعدات إلى المدينة، وليس طريقا نهائيا للمدينة التي يمر الذاهب إليها عبر العديد من الطرق الجبلية للوصول إلى إليها في التلال الواقعة إلى الشمال من مدينة رام الله.
و"سيبدأ هذا الشهر العمل على الطريق الذي سيسمح عند انتهائه لنحو مئة شاحنة بالمرور عبره يوميا بدلا من طريق القرية الضيق الذي كان يشكل المدخل الوحيد لموقع البناء"، يقول بشار المصري.
ويضيف: "هناك العديد من التعقيدات فالطريق مؤقت ويجب ان نتقدم بطلب تجديده كل عام ويستطيعون إيقافه في أي وقت".

تفاؤل رغم الصعاب

وما زال المصري متفائلا بمشروعه الذي سيكلف نحو مليار دولار أميركي والذي يعتقد بأنه سيكون مربحا ومفيدا من الناحية السياسية.
ويرى المصري أن مشروعه سيشكل نموذجا يستطيع الفلسطينيون من خلاله المطالبة بأراضيهم لمنع توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ويجري العمل على قدم وساق في موقع البناء الذي يمتد على مساحة 85 هكتارا الى الشمال من مدينة رام الله على الرغم من النكسات العديدة التي دفعت إلى تأجيل الموعد النهائي للمشروع ورفعت التكلفة كثيرا.
وتتراوح اسعار الشقق في المشروع بين ثمانين الف دولار و140 الفا. ومن المتوقع ان يعيش فيها ما بين 25 الف و30 الف شخص.
وابدى كثيرون في الضفة الغربية والخارج اهتمامهم في شراء بيوت في المدينة الجديدة التي يامل المصري في حال نجاحها ان يبني نماذج مماثلة لها في كل المدن الرئيسية في الضفة الغربية لوقف هجرة الطبقات المتعلمة الوسطى الى مدينة رام الله.

روابي المدينة الفلسطينية النموذجية

تعد مدينة "روابي" التي يجري إنشائها شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية، المدينة النموذجية الأولى في الأراضي المحتلة، لكنها تتعرض لحملة مناهضة يشنها المستوطنون لعرقلة العمل فيها.
ويؤكد القائمون على المشروع عزمهم على المضي حتى النهاية، خاصة أن حكومة تسيير الأعمال تعهدت ببذل كافة الجهود لإنجاح المشروع، وإن كان مختصون رأوا أن المشروع مرهون بموقف الحكومة الإسرائيلية نفسها ومدى ردعها المستوطنين.
والمشروع ثمرة شراكة بين شركتي الديار القطرية ومسار العالمية، وهو أكبر مشروع إنشائي يقوم به القطاع الخاص في فلسطين، وسيبلغ عدد سكان المدينة عند اكتمال جميع مراحل البناء نحو أربعين ألف نسمة.
ومع الشروع الفعلي في بناء المدينة، أعلن المستوطنون حملة لوقف البناء فيها، واقتحم العشرات منهم موقع البناء عدة مرات، ونصب مستوطنو مستوطنة عطريت جنوب المدينة خيمة، مهددين بإقامة بؤرة استيطانية جديدة.

معايير الاختيار
وقال المصري إن تصرفات المستوطنين ليست جديدة، وأضاف أن القائمين على المشروع حرصوا على عدم وضعه تحت رحمة الاحتلال بقدر الإمكان، ولذلك تم اختيار منطقة تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وأن الواقع يفرض نفسه، ووجود الاحتلال الإسرائيلي يشكل صعوبات كثيرة، منها تهجم المستوطنين"، مؤكدا على الحق في البناء "ضمن القوانين والاحتياجات الفلسطينية".
ورغم تأكيده على تذليل معظم العقبات، وتخطي الصعاب وتنفيذ المشروع حتى النهاية، وتشديده على الاستمرار في المشروع، وتكثيف الجهود خلال الأشهر القليلة المقبلة، أقر المصري بعدم وجود "ضمانات في ظل الاحتلال".
وبين المصري أن عدد سكان المدينة عند اكتمال مراحل البناء الأولى سيصل 25 ألفا، وعند بناء الوحدات السكنية والتجارية الإضافية المقررة في مراحل البناء اللاحقة سيبلغ أربعين ألفا، موضحا أن المدينة ستضم أكثر من خمسة آلاف وحدة سكنية بأسعار مناسبة موزعة على 23 حيا، يتوسطها مركز المدينة التجاري.
وذكر أن المشروع سيوفر ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف فرصة عمل جديدة، وتوقع الانتهاء من مرحلة البناء الأولى خلال سنتين أو سنتين ونصف السنة، وتنفيذ مراحل البناء اللاحقة خلال السنوات الخمس القادمة.

إصرار على بناء روابي
من جهته، قال عمر حلمي الغول المستشار السياسي لرئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض إن الحكومة تعمل بكل الوسائل المتاحة للاستمرار في مشروع مدينة روابي، ليشق طريقه أسوة بكل المشاريع التي تعمل السلطة الوطنية والحكومة في إنجازها.
وأضاف أن الحكومة ستعمل على إزالة كل المعيقات، سواء مستوطنين أو غيرهم "لتحقيق الهدف المنشود، وهو إقامة المدينة كخطوة أولى على طريق إقامة مدن فلسطينية جديدة لتجذير المواطن الفلسطيني في أرضه".
وأضاف الغول إنه "ليس من السهل على المستوطنين إعاقة المشروع إذا لم يكن لديهم ضوء أخضر من قبل الحكومة الإسرائيلية".
باشرت شركة "بيتي" للاستثمار العقارية الفلسطينية مؤخراً، أعمال الحفريات في موقع مدينة "روابي" وذلك إيذاناً بانطلاق المرحلة الأولى من عملية بناء هذه المدينة النموذجية الأولى في فلسطين.
وكشف رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، أن المرحلة الأولى من مدينة "روابي"، تبدأ بتشجير الأراضي المزمع إقامة المدينة عليها قرب رام الله، فيما توقع أن يقطن أول مواطن في المدينة في العام 2013
و"روابي" المدينة الفلسطينية النموذجية الأولى التي يتم إنشاؤها وفقاً لمخطط هيكلي تفصيلي ينظم مراحل البناء ويغطي جميع جوانب المشروع لضمان تكامل المقومات والعناصر المختلفة للمدينة.
ومن منطلق الحرص على إرساء أسس المدينة العصرية الجديدة، تم الاسترشاد بالتجارب المحلية والعالمية الناجحة في عملية تخطيط "روابي"، مما يجعل من المدينة نموذجاً يحتذى به في مجال التطوير العمراني في فلسطين، وستتجسد رؤية روابي من خلال تشكيل شراكة فريدة من نوعها بين القطاعين العام والخاص متمثليَن بالشركة المطورة، والسلطة الفلسطينية. وقام معماريون ومهندسون من شركة آيكوم (AECOM) العالمية المرموقة بتصميم مخطط مدينة روابي بالتعاون مع خبراء محليين من جامعتي النجاح الوطنية وبيرزيت والسلطة الفلسطينية التي قدمت بدورها الاستشارات اللازمة في هذا الصدد. ويجمع المخطط بين مبادئ التصميم النموذجي، الاستراتيجيات البيئية المستدامة، والخصائص المعمارية المتناغمة بهدف الخروج بأفضل النتائج لتحقيق أحلام المواطنين بالسكن في مدينة عصرية تحمل الطابع المحلي وتتميز بالحداثة. وتتميز الوحدات السكنية في روابي بأنها الأولى من نوعها في فلسطين من حيث تطبيق مبادئ تصميم خاصة يتم توظيفها بدقة من أجل الخروج بأفضل النتائج. وسيتمكن سكان روابي من الاختيار من بين تسعة تصاميم مختلفة من الوحدات السكنية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]