يُعتبر طب أسنان الأطفال من احد تخصصات طب الأسنان العديدة، وهو بحاجة لسنوات دراسة إضافية بعد الانتهاء والتخرج من طب الأسنان العام، وهو تخصص ليس بالسهل حيث يحتاج لكفاءات علمية ودراسة.

في إسرائيل، يوجد 5 أطباء عرب مختصين بطب أسنان الأطفال، نذكر منهم د. ميرفت خوري عبساوي، وهي خريجة مستشفى هداسا- الجامعة العبرية في طب الأسنان العام، وتخصصت في جامعة تل أبيب في طب أسنان الأطفال. وهي تعمل في مستشفى "اليشع" في حيفا، وفي عيادة خاصة في مدينة الناصرة وبنيامينا.

تقول د. ميرفت، لقد اكتسبت خلال خمس سنوات من التخصص قدرات سيكولوجية وحسية متعددة لمعالجة الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية والذهنية، والأطفال الذين يعانوا من صدمة أو خوف من زيارة الطبيب، كما تاهلت لاجراء العلاجات بواسطة الأدوية المهدئة، والتخدير الكلي.

• بُـكرا: ما هي أهمية صحة أسنان الأطفال، وفي أي مرحلة عمرية يجب على الأم الاهتمام ومتابعة أسنان أبناءها؟

د. ميرفت: تبدأ سلامة الجسم بسلامة الفم و الأسنان، لذلك من المفضل أن تكون الزيارة الأولى لطبيب الأسنان المختص للاطفال في السنة الأولى من عمر طفلكم كي نضمن له أسناناً سليمة من الصغر، ولتفادي أية مشاكل واضرار من الممكن ان تصيب أسنانه، منها تسوس أسنان الحليب الأمر الذي قد يؤثر على الأسنان الدائمة. من خلال هذه الزيارة سنرشدكم حول : وقاية الأسنان إبتداءً من إتباع عادات صحية جيدة مثل فرك الأسنان اليومي والمحافظة على التغذية السليمة التي قد تمنع السمنه والتسوس، إستعمال المصاصه او ادخال الأصبع الى الفم وتأثيرهم على نمو الأسنان والفكين، تشخيص مبكر لأمراض اللثه والأنسجة في الفم، بالإضافة إلى ترغيب الأطفال في زيارة الطبيب كي ينمو لديهم توجه ايجابي نحو علاج أسنانهم لمدى الحياة.

من واجب الأهل ان يعرفوا انه وجود بؤر تلوث والتهاب في أسنان طفلهم قد يؤدي الى ضعف الدم وتاخر في نمو جسمه حيث انه يأكل اقل نتيجة الألم، الذي يدفعه ايضاً الى الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل، مما يؤدي الى تشويش في إفراز الهورمون المسؤول عن النمو الذي ينتجه الجسم اثناء النوم. كذلك في حالات الالتهاب المزمن يفرز الجسم ايضاً مادة تؤخر النمو، لهذا السبب في حالات عديدة بعد علاج شامل للاسنان نرى ان الطفل بدا يزداد في الوزن.

من المهم أن تعرف الأم اهمية العامل النفسي في صحة أسنان طفلها حيث ان الفم السليم يؤثر على نفسية الطفل، والابتسامة الجميلة تعطيه مزيداً من الثقة بالنفس.

بُـكرا: كيف تتم عملية العناية بأسنان الأطفال؟ منذ بداية بزوغ السن وحتى فترة التبديل؟

د. ميرفت، يجب أن تقوم الأم بتنظيف أسنان طفلها منذ بزوغ السن الأولى بفرشاة ناعمة ملائمة للأطفال، وتوصي وزارة الصحة أن تبدأ الأم باستعمال معجون الأسنان الذي يحتوي على مادة الفلورايد ابتداءً من جيل عامين، الا انه هناك حالات عديدة ينصح بها الطبيب استخدامه قبل العمر المذكور مثلاً في حالة كون الطفل عرضة لمشاكل في الأسنان حسب معايير يقررها الطبيب المختص. من المهم ان تكون كمية معجون الاسنان المستخدمة لتنظيف أسنان الطفل بقدر " حبة البازيلاء"، ويجب البدء في المحافظة على الأسنان منذ بزوغهن حيث ان هناك الكثير من الحالات التي ينصح بها الطبيب ان يقوم بسد التشققات الموجودة بالأسنان عن طريق استخدام مادة خاصة (איטום חריצים).

• بُـكرا: ما مدى العلاقة بين صحة الأسنان والغذاء الصحي؟ وكيف تختار الأم الطعام المناسب لصحة أبناءها؟

د. ميرفت، التغذية السليمة هي التغذية المتوازنة، التي تزود الطفل بكافة المواد الغذائية الرئيسية التي يحتاجها لنموه، وهي تشمل الخبز، الفواكه والخضار، اللحوم والأسماك، البيض و منتجات الحليب والألبان، وهي مهمة لنمو الأسنان، لسلامة اللثة، والأنسجة المحيطة بالأسنان. وكذلك لتجنب الأمراض، منها السمنة، وسوء التغذية نتيجة لتناول أطعمة غير مفيدة، بوتيرة غير منتظمة.

وأكدت د. ميرفت، من المهم أن تحافظ الأم على وتيرة نظام غذائي دائم لطفلها والتقليل من الأطعمة التي تحتوي على النشويات والسكريات، والامتناع عن المشروبات المُحلاة، يجب الحفاظ على شُرب الماء بين الوجبات، التي تتراوح بين 5-6 وجبات يومياً بساعات مختلفة، حتى يقوم اللعاب بأداء وظيفته في موازنة الحموضة في الفم نتيجة الاكل لأن تقدم عملية التسوس في الأسنان مشروط بالحموضة في الفم.

لا يمكن منع الطفل من تناول الحلوى، لكن على الأم ان تتبع نظاماً في توفير تناول الحلوى دفعة واحدة خلال ساعة معينة في اليوم، بعد الوجبة مباشرة وليس كتسالي ما بين الوجبات. من المفضل اختيار الحلوى للطفل بطريقة حكيمة مثلاً اختيار البوظة بدلاً من الحلويات الملتصقة بالفم مثل " الطوفي والبسلي".

من المهم الامتناع عن ارسال الطفل إلى النوم وبفمه " قنينة" تحتوي على سوائل مثل الكاكاو، الحليب أو أي سائل محلى آخر لأن هذه السوائل تؤدي إلى تسوس الأسنان، لذلك من الافضل سقي الطفل بالماء وليس غيره.

أود الإشارة أيضاً " أن هُناك الكثير من الأمهات يرضعن أطفالهن بعد بزوغ السن الأول، بوتيرة كبيرة، وبالشكل الخاطئ الذي من الممكن أن يؤدي إلى تسوس الأسنان، الرضاعة مفيدة لكن بالاسلوب الصحيح.

نصيحة للأم...

نصيحتي للأم، أن تعود ابنها على زيارة طبيب الأسنان منذ سن مبكر، ومن المستحسن ان تكون الزيارة الاولى لطبيب أسنان مختص كي يرشدها باتباع النصائح و بالابتعاد عن المسببات المؤدية إلى تسوس الأسنان.

وفيما يخص بقانون علاج الأسنان المجاني للأطفال، فهو لأمر هام جداً، وخاصة للمواطنين في المجتمع العربي، وذلك بسبب إمكانياتهم المادية الضيقة، حيث ان القانون يمكنهم من فحص أسنان أطفالهم ومعالجتها. لكن في الكثير من الأحيان لا يتجاوب الطفل مع طبيب الأسنان العام، عندها انصح الاهل بالتوجه الى طبيب أسنان مختص للأطفال لانه يملك قدرات خاصة بكيفية التعامل مع الطفل دون ان يؤدي إلى صدمة عنده، ودون اللجوء الى التخدير الكلي.

في النهاية أتمنى للأهل والأطفال العناية بأسنانهم، لأن العقل السليم في الجسم السليم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]