لحق الإسباني رافايل نادال المصنف ثانياً بالسويسري روجيه فيدرر الثالث إلى نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى بطولات الغراند سلام، في موقعة كلاسيكية تعيد إلى الأذهان المباراة النهائية بينهما في 2009.
وفي ربع النهائي الثلاثاء في ملبورن، فاز نادال على التشيكي توماس برديتش السابع بعد مباراة ماراتونية استمرت 4 ساعات و16 دقيقة 6-7 (5-7) و7-6 (8-6) و6-4 و6-3، وفيدرر على الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الحادي عشر 6-4 و6-3 و6-2.
وخاض اللاعبان مباراة رائعة في نهائي بطولة أستراليا عام 2009 حسمها نادال في خمس مجموعات.
وستكون المرة الثانية فقط التي يلتقي فيها العملاقان في نصف نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى، كونهما كانا لسنوات طويلة في المركزين الأولين في العالم وبالتالي كانا في الجهتين المقابلتين من جدول المباريات وأغلب لقاءاتهما كانت في النهائي.
وكانت المرة الأولى في بطولة رولان غاروس الفرنسية عام 2005 حين فاز الإسباني في طريقه إلى اللقب.
التقى اللاعبان تسع مرات في المباريات النهائية لبطولات الغراند سلام، فاز نادال في سبع منها، كما أنه يتفوق على منافسه في المواجهات المباشرة بإجمالي 17 فوزاً في 26 مباراة.
المباراة الأخيرة بينهما كأنت لمصحلة فيدرر 6-4 و6-صفر في بطولة الماسترز في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويبحث نادال، الذي فقد في تموز/يوليو الماضي صدارة التصنيف العالمي لمصلحة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، عن لقبه الحادي عشر في البطولات الأربع الكبرى، والثاني في بطولة ملبورن بعد عام 2009.
يذكر أن الإسباني لم يكن محظوظاً في البطولة الأسترالية في النسختين الأخيرتين، إذ خرج من ربع النهائي عام 2010 أمام مواطنه دافيد فيرر بعد أن تعرض إلى إصابة في الفخذ في بداية المباراة، ثم أنسحب من الدور ذاته أمام البريطاني أندي موراي عام 2011 في بداية المجموعة الثالثة بسبب اصابة في الركبة.
وعلق نادال على الفوز قائلاً "حاولت المحافظة على تركيزي طوال المباراة"، مضيفاً "لم أحصل على فرص كثيرة على ارسالاته لكنني حاولت أن أرد الكرة جيداً والتراجع إلى الخط الخلفي أكثر، كنت متوتراً قليلاً في البداية لكن عندما فزت بالمجموعة الثانية ارتفعت ثقتي بنفسي وتحسنت ضرباتي الخلفية بشكل كبير".
وعن المباراة المرتقبة في نصف النهائي مع فيدرر وتأثير الاجهاد البدني عليه قال نادال "نهائي 2009 يعتبر من الذكريات الجميلة لدي، فحينها لم أكن أشعر بأنني سأفوز بالمباراة لأنني خضت أيضاً مباراة ماراتونية في نصف النهائي، والأن أنا سعيد لأنني تمكنت من اكمال المجموعتين الثالثة والرابعة أمام برديتش بهذه الجهوزية البدنية".
المباراة الألف لفيدرر
من جهته، قهر فيدرر منافسه الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو بثلاث مجموعات 6-4 و6-3 و6-2.
فوز السويسري جاء في مباراته الألف في مسيرته الاحترافية التي أنطلقت عام 1998، والتي تتضمن 814 فوزاً و186 خسارة.
ويحمل الأميركي جيمي كونورز الرقم القياسي برصيد 1427 مباراة (فاز في 1156 وخسر 271).
يبلغ السويسري نصف نهائي بطولة أستراليا للمرة التاسعة على التوالي، وقد توج بطلاً لها أربع مرات أعوام 2004 و2006 و2007 و2010. كما أنه يبلغ نصف النهائي في البطولات الأربع الكبرى للمرة الثلاثين في مسيرته، ويبعد مرة واحدة فقط عن صاحب الرقم القياسي الأميركي جيمي كونورز.
وبات فيدرر أول لاعب يتخطى الثلاثين وينجح ببلوغ نصف النهائي في ملبورن منذ الأميركي أندريه اغاسي الذي حقق ذلك عام 2004.
لكن المستوى الذي قدمه فيدرر اليوم أمام دل بوترو لا يدل على أن السويسري تأثر كثيراً بعامل السن، إذ أنه لم يتح له المجال لالتقاط أنفاسه طوال المباراة رغم أن الأرجنتيني معروف بضرباته القوية من الخط الخلفي للملعب.
ويبدأ فيدرر الموسم الحالي بأداء رائع أفضل كثيراً مما كأن عليه في بداية العام الماضي الذي استعاد فيه توازنه في أواخره قبل أن ينهيه بإحراز بطولة الماسترز للاعبين الثمانية الأوائل في العالم. علماً بأنه فشل في العام الماضي بالفوز بأي لقب في البطولات الأربع الكبرى.
يذكر أن السويسري، صاحب الرقم القياسي في بطولات الغراند سلام (16 لقباً)، كان أنسحب من نصف نهائي دورة الدوحة مطلع العام الحالي بسبب آلام في الظهر.
في المقابل، ما يزال دل بوترو يحاول العودة إلى مستواه الذي كان عليه حين توج بطلاً في فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2009 بفوزه على فيدرر بالذات في النهائي، وذلك إثر تعرضه لسلسلة من الاصابات أبعدته فترات طويلة عن الملاعب، وحسن تصنيفه بشكل هائل في العام الماضي إذ تقدم من المركز 485 عالمياً إلى الحادي عشر.
وقال فيدرر "أنا سعيد جداً، اعتقد بأنها كأنت مباراة رائعة ورفيعة المستوى"، مضيفاً "كان الأمر صعباً مع الشمس والظل في جانبي الملعب لكنني تعاملت مع الأمور جيداً".
وتابع السويسري "لم أواجه صعوبات كبيرة في استقبال ارسالاته وكنت قادراً على ردها ما شكل أحد عناصر الفوز، فضلاً عن أنني أرسلت جيداً بدوري ونوعت كثيراً من كراتي حيث شعرت بثقة كبيرة بسرعة".
وعن أنجازه بخوضه المباراة رقم 1000 في مسيرته الاحترافية قال "سعيد لتحقيقه لكنني أرغب أن أصل إلى الفوز رقم 1000".
وأوضح فيدرر "أفضل مواجهة نادال لتكرار المواجهة بيننا في نهائي 2009، لم أعد أذكر المرة الأخيرة التي تقابلنا فيها في نصف نهائي الغرأند سلام، ربما في رولان غاروس 2005. كنّا لأعوام في الجهتين المقابلتين من الجدول لكن الأمر اختلف الآن واعتقد بأن ذلك جيداً لكرة المضرب.
[email protected]
أضف تعليق