قبل أن يتعلم الطفل الكلام، فإنه يحاول أن يعبر عن رغباته من خلال إصدار بعض الأصوات التي لا يكون لها أي معنى إطلاقا، سواء كانت هذه الأصوات عبارة عن بكاء أو أصوات فرحة. وحتى بعد أن يكتسب مهارات اللغة، تبقى المعاني العميقة للكلام في "ما وراء الكلمات"، وهي كثيرا ما تختبئ وراء اللهجة أكثر مما تختبئ في ثنايا الكلمات.
في الروايات القديمة التي وصلتنا من الإغريق والهند وغيرها من الحضارات العريقة، نرى الكثير من القصص التي تحدثت عن الصوت البشري السليم، وعن الطاقة الكامنة فيه، وعن القدرات الكبيرة للتعبير عن الذات التي يتيحها.
يتأثر الصوت بالتوترات العضلية، بالأفكار وحتى بالحالة النفسية. وكذلك من عدة عوامل يمكن السيطرة عليها ببساطة كبيرة نسبيا. يجب على كل شخص منا أن يعرف كيف، ولو بالمستوى الأبسط، يحافظ على صوته.
1. لا تصرخوا!
نحن نعيش في عالم مليء بالضجيج لدرجة يخيّل لنا في بعض الحالات أنه من الصعب علينا أن نقول كلمة ما أو أن نحصل على إجابة بسبب هذا الضجيج. ومع ذلك، وحتى لو كان المحيط يزخر بالضجيج، وحتى إن كنتم غاضبين بعض الشيء، فلا تصرخوا رجاءً. من يصرخ يـُضر بنفسه أولا: فهو يدخل المنظومة الجسدية المسؤولة عن خلق الصوت إلى حالة من التوتر، ويمس بالأوتار الصوتية، وهو كذلك لا يحصل على انتباه الآخرين الذي توخاه وصرخ من أجله.
الناس العاديون يصغون أكثر، ويقدّرون بشكل أكبر من يتحدث بصوت هادئ لا يزعج آذانهم. كذلك، اهتموا برفع مستوى قوة صوت الهواتف الخلوية عند استخدامها، الذي من الأفضل أن تقلّوا به.
2. لا تنسوا أن تتنفسوا!
يبدو أن الكثيرين منا قد نسوا كيف يقومون بأهم عملية تحافظ على الحياة، ألا وهي عملية التنفس! حين تتحدثون، اهتموا بأن تتنفسوا خلال الحديث (أو بين الكلمات – كما يقال). خلال العمل، اهتموا من حين لآخر بأخذ نفس عميق (من المحبذ إخراج الزفير من الفم مع "تنهيدة" – حتى لو بدا الأمر غريبا بعض الشيء للمحيطين بك).
من المفضل أن تتعلموا كيف تزيدون حجم النفس المأخوذ من أجل تحسين جودة عملية تجديد الطاقة، وذلك من خلال تطوير الصوت، دروس اليوجا، الاسترخاء أو حتى من خلال قراءة بعض الكتب المختصة في المجال.
3. ابتعدوا عن التدخين، الكحول والكافيين
هذا المثلث السحري هو مثلث ضار يؤدي للإدمان. فالدخان والنيكوتين اللذين يمرّان عبر الرئتين، الأوتار الصوتية، في الحنجرة تسبب عذابا كبيرا للصوت، يصل حد تراجع القدرة على الحديث، و"بحّة" غير قابلة للشفاء. لسنا مجبرين على إخراج هذا المثلث من حياتنا نهائيا، فقد يكفي في كثير من الحالات تقليص كميات الاستهلاك من أجل الحفاظ على صحتنا.
4. حافظوا على رطوبة محيطكم
تحتاج أوتارنا الصوتية لمحيط رطب. ولذلك، فإن ارتشاف الماء بين الحين والآخر (على أن يكون بدرجة حرارة الغرفة) هو أمر محمود للغاية، خصوصا بالنسبة لمن يستخدمون صوتهم في إطار العمل، كالمعلمين، مندوبو المبيعات، المطربين وغيرهم.
قد تساعدكم بعض تمارين تطوير الصوت والسمع، بالإضافة للوعي الكافي لبعض العوامل التي من الممكن أن تكون مؤذية، بالحفاظ على صوتكم. فمن يريد أن يستغل صوته بأفضل طريقة ممكنة، بإمكانه أن يجد الطريقة المناسبة لذلك وللحفاظ على صوته، وهي مدوّنة في المذكور أعلاه.
[email protected]
أضف تعليق