بدأت عمليات فرز الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية المصرية ، بعد ثورة25 يناير، والتي شملت تسع محافظات في أجواء ديمقراطية حظيت بإشادة دولية وإقبال غير مسبوق من جانب الشعب المصري، وقد أظهرت مؤشرات الفرز الأولية ، تقدم حزبي "الحرية والعدالة"" والنور السلفي " في مختلف الدوائر بمحافظات القاهرة ،الإسكندرية ،كفر الشيخ ،أسيوط ،دمياط والأقصر ... من جهة أخرى ستستمر عملية فرز الأصوات في المحافظات التسعة التي شملتها الجولة الأولى حتى ساعات المساء المتأخرة من هذا اليوم لمعرفة النتائج النهائية لهذه الجولة ....
حركة الإخوان المسلمين نظمت نفسها منذ عام 1928
مراسل بكرا تحدث إلى الدكتورة ميرا تسوريف المحاضرة في جامعة تل أبيب في موضوع تاريخ الشرق الأوسط، وهي خبيرة في الشؤون المصرية فقالت :" من يظن أن تقدم الحركات الإسلامية بحسب النتائج الأولية في هذه الانتخابات هو بسبب الظلم والقهر والمطاردة التي لحقت خاصة بحركة الإخوان المسلمين على يد النظام السابق فهو مخطئ تماما ،ومن يظن أن تقدم حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين يعود إلى أن الشعب المصري هو شعب متدين جدا فهو أيضا مخطئ !!!، السبب الرئيس باعتقادي إلى تقدم الحركات الإسلامية في هذه الجولة وخاصة حزب "الحرية والعدالة" ، يعود إلى تاريخ طويل من العمل والتنظيم الصحيح لحركة الإخوان المسلمين منذ عام 1928 ،ومع مرور الوقت قامت هذه الحركة بسد النقص والفراغ الذي تركته الأنظمة المتعاقبة في الشارع المصري".
مشاريع عمرانية ،تطويرية وتربوية
تتابع تسوريف:" لقد قامت حركة الإخوان المسلمين على مدار أكثر من ستة عقود بإنشاء العديد من المشاريع العمرانية والتربوية وسد الفراغ الذي تركته السلطة الحاكمة في الشارع المصري وخاصة لدى الطبقات المسحوقة، ونذكر على سبيل المثال منها منطقة السيدة زينب في القاهرة ،الإخوان المسلمون ساهموا في تعليم عشرات الآلاف من الطلاب الجامعيين ،وكذلك فقد قامت هذه الحركة على مدار سنوات طويلة بإنشاء وبناء عمارات وشقق للأزواج الشابة وبأسعار زهيدة وذلك من خلال شركات بناء تابعة للحركة ،ليس هذا فحسب ،فالخبير في الشؤون المصرية يعرف مثلا أن قضية الزواج في مصر ليست بالسهلة نظرا إلى الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظم الشعب المصري، وبالتالي يستصعب الشاب المصري من الإقدام على الزواج ،حركة الإخوان المسلمين ساهمت بشكل كبير في هذا السياق وقامت على مدار عقود بتزويج عشرات الآلاف من الشباب المصري وإسكانهم في الشقق التي أنشأتها وبنتها الحركة ،كل هذه العوامل ساعدت حركة الإخوان المسلمين على ما يبدو في هذه الجولة الانتخابية".
علينا انتظار النتائج النهائية لفرز الأصوات
وأنهت تسوريف:"ما من شك أن حركة الإخوان المسلمين بحزب العدالة والحرية وكذلك حزب النور السلفي سيحوزان على نسبة كبيرة في هذه الانتخابات ،لكن من السابق لأوانه الحكم على النتائج النهائية لهذه الجولة ، ومن الأهمية بمكان انتظار معرفة النتائج في منطقة الزمالك بالقاهرة وفي مناطق أخرى بالإسكندرية ،لأنني أتوقع أن تحصل الأحزاب اللبرالية والعلمانية على نسبة جيدة في هذه المناطق (أحزاب الوفد ،الغد،التجمع،الناصري والكتلة المصرية )،لا شك أن الانتخابات التي شهدتها الجولة الأولى في مصر تعتبر انتخابات راقية ونزيهة جدا علما أنها الانتخابات الأولى الديموقراطية التي يشهدها الشارع المصري منذ أكثر من ستة عقود.
[email protected]
أضف تعليق