سؤال:

أنا طالبة ثانوية في السابعة عشرة من عمري. إنني ما زلت في بداية السنة الدراسية وأحتاج لطريقة لتوجيهي بمذاكرتي. كيف أستطيع التقدم والنجاح في الدراسة؟

الجواب:

عزيزتي،

تحياتي.

إنني أتفهم قلقك. سؤالك يدل على نية صادقة لمعرفة الطريق للنجاح بمرحلتك العمرية التعليمية الحالية. سؤالك يدل أيضا على توقعك مني حلا عمليا وقابلا للتطبيق من بداية السنة الدراسية. قبل أن أكون عند حسن ظنك بتقديم الحل المناسب عليك أن تستعدي للمبادرة بتغيير نمط ساعات نهارك والأهم اتكالك على إرادتك. إن كنت على استعداد، فهيا نبدأ بالحل.

هل بمقدورنا النجاح في جميع مجالات أنواع المعرفة؟

أنواع مجالات المعرفة واسعة وغير محدودة. ليس بإمكان أي إنسان التبحر بجميع أنواع العلوم والإلمام بتفاصيلها. لذا وجدت التخصصات والوحدات التعليمية الاختيارية وذلك بهدف تركيز البحث التعليمي والمعرفة العلمية. لذا توفر للطالب المجال باختيار وحداته التعليمية الفردية بحريته الذاتية. من المهم لك الآن هو التعرف على ميولك التعليمية التي تنوين النجاح بدراستها. ربما هناك مواد قليلة ومحدودة. فلا بأس. المهم هو وعيك الذاتي لما ترغبينه من مواد تعليمية مدرسية. بعد معرفتك سوف يبدأ شغفك لمذاكرتها وسوف ينتهي جهدك بالنجاح. الشغف والرغبة هما دافعان هامان لسبب المذاكرة. كلما وعيت أكثر لرغبتك بالمعرفة عن موضوع ما سوف تعكفين على مذاكرته وسوف ترغبين بالتفتيش عن المزيد من المصادر للنجاح وللامتياز به. المهم هو رغبتك بالتوسع بمعرفة تلك المادة التي اخترتها. لا ضرورة بأن ترغبي بجميع المواد التعليمية لأن ذلك غير واقعي ولا يمكن أن تستكملي تعلمها في المستقبل القريب وبعد تخرجك. كلما شعرت بالنجاح في المادة التي اخترتها وتمكنت من معرفتها كلما زادت رغبتك بالمذاكرة عنها والتعرف على أوسع المجالات فيها. لدى طالب اليوم العديد من مجالات المساعدة بواسطة المواقع الالكترونية المبنية على هدف التوسع في الأبحاث التعليمية.

هل تكفي الرغبة لأن تكون سببا بالنجاح؟

بالطبع لا. الرغبة من أهم أسس النجاح ولكن النجاح يحتاج لتنظيم ساعات مذاكرتك وترتيب برنامجك اليومي الفردي والمناسب لك. أي يلزمك توزيع الواجيات التعليمية على مدى ساعات أيام الأسبوع. لا لتأجيل المذاكرة لموسم الاختبارات وحشرها في الساعة الأخيرة من قبل الاختبار.

تقسيم أوقات المذاكرة ببرنامج مريح لك ومسجل في يومياتك. هذا البرنامج يجعلك أكثر اطمئنانا وارتياحا. المذاكرة التدريجية واليومية تجعل المواد تتثبت بذاكرتك بارتياح ولوقت طويل. المذاكرة اليومية التدريجية هي عبارة عن عملية تخزين معلومات ترغبين بمعرفتها وتتحضرين من خلالها للإجابة على أسئلة اختبارات موسمية.

من المهم أيضا وعند ترتيب البرنامج اليومي الاهتمام بعدد من الاستراحات. أي تحديد ساعات الخروج من غرفة المذاكرة لوقت معين ومحدد بالدقائق وذلك للتنفيس بأحضان الطبيعة وللترويح عن الذات. يمكن أيضا أثناء الاستراحة تناول ترويقة غذائية خفيفة. من الضروري شرب المياه أثناء ساعات المذاكرة والاستراحات. ترتيب وقت للاستراحات هو حاجة جسمانية، ذهنية وعاطفية. بعد الانضباط لأيام وأسابيع – كل حسب قدراته- تصبح المذاكرة عادة يومية تلقائية.

هل يكفي ترتيب برنامج المذاكرة للنجاح؟

ترتيب البرنامج مهم وضروري ولكن التصميم على تنفيذه هو الأهم. ما نفع التنظيم إذا لم يثبت الطالب بإرادته على تنفيذه؟ الإرادة على تنفيذه عنصر أساسي. لذا من المهم وعند ترتيب البرنامج أن يكون قابلا للتطبيق الفردي. لا للضعف أمام حالات طوارئ يومية أو مناسبات تحدث في البيت فتجعل البرنامج التنظيمي مؤقتا أو غير ثابت فيتعرض للتأجيل. الثبات على برنامج المذاكرة هو قانون للنجاح ويحتاج لتصميم وإرادة لا تتقلب مع المناسبات والظروف. كلما تغلب الطالب على الحالات الطارئة اليومية كلما شعر بقوة إرادة أكبر على المداومة على المذاكرة والثبات على تنفيذ برنامجه اليومي.

وأخيرا أتمنى لك النجاح باختيار المواد التعليمية المرغوب فيها بعد بناء برنامجك المتعقل لمذاكرتها وتصميم إرادتك على تطبيقه. هل ما زلت على وعدك بالاستعداد للتغيير؟

أنا دوما إلى جانبك.
باحترام،
إلهام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]