يقول أحد الأطباء المختصين بعلاج الأنف، الأذن والحنجرة، إن التنفس بطريقة صحيحة هو أمر بالغ الأهمية. فليس من باب الصدفة أن اليوغا، التياتشي، والتدريبات الرياضية على مختلف أنواعها تشدد بشكل كبير على عملية التنفس.

فالتنفس بهذا الشكل الصحيح يؤثر على مختلف أجهزة الجسم، يحسن الحالة النفسية ويساهم بالشعور بالهدوء، بل إنه يتيح لنا المجال لنوم أهدأ وأفضل، ويعطينا شعورا بالنشاط والحيوية ويمنحنا صحة جيدة وأداءً ناجعا. يعتبر الجهاز التنفسي جهازا معقدا ومتطورا، كما أن التنفس بالشكل السليم يؤدي لتشغيل هذا الجهاز بأفضل وأنجع شكل ممكن، مما يعود بالفائدة الكبيرة على الجسم.

إذا، كيف نتنفس بطريقة صحيحة؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بد أولا أن نفهم مبنى وآلية عمل الجهاز التنفسي، الذي يشمل عددا من أعضاء الجسم التي تؤدي عددا من الوظائف: "وظيفة جهاز التنفس هي القيام بتبادل الغازات، فهو يجلب الغاز اللازم – الأوكسجين- إلى خلايا الدم التي تمر بعملية أكسدة وتصل كل خلية من خلايا الجسم.

كما أنه يقوم بالتخلص من الخلايا الميتة المختلفة والغاز المضر – ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز ناتج عن عملية الأكسدة. هذه العمليات هامة بالنسبة للجسم، نظرا لأنها تتيح لنا أن نعيش ونؤدي وظائفنا... دون تنفس ليست هنالك حياة".

يشمل جهاز التنفس مجاري التنفس العلوية: الأنف، الفم والقصبة الهوائية. وكذلك مجاري التنفس السفلية: الرئتين والحويصلات. تقع المنظومة المسؤولة عن تنظيم عملية التنفس في جذع الدماغ. إنها منظومة أوتوماتيكية تعمل بشكل متواصل، بحيث لا يمكن السيطرة عليها أو إيقافها.

فحين يشعر الدماغ أن هنالك نقص بالأوكسجين في الجسم، على سبيل المثال عندما يحبس الشخص الهواء في رئتيه ويتوقف عن التنفس، يرتفع منسوب الغازات في الجسم، فيفرض الدماغ على هذا الشخص أن يخرج هذا الهواء عن طريق الزفير والعودة للتنفس بشكل منتظم.

لكل عضو من أعضاء الجاهز التنفسي وظيفة حيوية وهامة في عملية التنفس. فالأنف ينقل الهواء من خلال القصبة الهوائية إلى الرئتين. ويقول الطبيب المختص: "يلعب الأنف دورا مصيريا في عملية تنقية الهواء وتسخينه قبل وصوله إلى الرئتين. فالرئتان هما عضو حساس يعمل بجهد كبير. لكي تتم عملية التنفس كما يجب، يجب على الهواء أن يصل إلى الرئتين بدرجة حرارة ملائمة، على درجة كافية من الرطوبة وأنظف ما يمكن من المواد الضارة المختلفة.

يساعد الأنف والقصبة الهوائية على توفير هذه الشروط: فالأنف يجمع الهواء في تجويفه الذي يحتوي على شعيرات ميكروسكوبية مخاطية تقوم بوظيفتين: تسخين وترطيب الهواء من أجل أن يصل إلى الرئتين بالحرارة والرطوبة المطلوبتين. وكذلك، تنظيف الهواء من جزيئات الغبار والملوثات المختلفة، حيث يتم استيقاف هذه المواد الضارة في الأنف ومنعها من الوصول إلى الرئتين. لذلك، من المهم جدا القيام بالتنفس من الأنف وليس من الفم. فالفم ضيق بحيث لا يسمح لكمية كبيرة من الهواء بالمرور، كما أنه لا يقوم بعملية التنقية والترطيب".

ينتقل الهواء من الأنف إلى القصبة الهوائية، التي تقوم بتمرير الهواء إلى الرئتين، مع الحفاظ عليه نقيا ورطبا إلى حين يصل إلى مبتغاه. في الرئتين، اللتين تعتبران أهم عضو في عملية التنفس السليمة، تتم عملية تبادل الغازات التي تتيح لنا أن نعيش.

يقول الطبيب: "إن الشخص الذي لا يتنفس بطريقة صحيحة لأي سبب كان، سيعاني بشكل بارز من المس بجودة حياته. من بين الناس الذين لا يتنفسون بشكل سليم، الأشخاص السليمين الذين لا يعون أهمية التنفس من الأنف، ويتنفسون من الفم. إلى جانبهم، هنالك الأشخاص الذين يعانون من الزوائد اللحمية في الأنف أو من الحساسية التي تزيد من سيلان الأنف أو انسداد المجاري التنفسية العلوية، الأمر الذي يمنعهم من التنفس بشكل سليم، ويصعب عليهم القيام بوظائفهم اليومية كما يجب. كذلك، هنالك المدخنون الذين يضرون برئتيهم الحساستين ويمنعونهما من أداء عملهما بشكل كامل وناجع. وإلى جانبهم هناك مرضى الربو والمصابون بأمراض الرئتين اللتين يؤدي عملهما المضطرب للمس بقدرتهما وبالحاجة للتنفس بشكل ناجع.

كذلك، يعاني أشخاص آخرون من التوقف عن التنفس خلال النوم، وهنالك من أصيب الجزء المسؤول عن عملية التنفس في دماغهم بالضرر، ويعانون من خلل كبير بالأداء وبجودة الحياة نتيجة للعمل المضطرب الذي يقوم به الجهاز التنفسي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]