كيف يمكنني زيادة تركيز ابني خاصة عند قراءة القصص؟

سؤال:

عندما أقرأ قصة لابني هو يصغي اليّ ولكنه أحيانا يشاركني في السرد القصة أو يقاطعني بأسئلته. هل هذا يدل على قلة تركيز؟ كيف أجعل ابني يركّز جيدا اثناء قراءة القصة أو أثناء فعالية. ماذا عليّ أن أفعل؟
 

الجواب:

عزيزتي الأم.

مع أنك لم تحددي لي عمر طفلك ولكنني أطمئنك بأن تلك هي مميزات جيل الطفولة، فلا للقلق.

هل حاجة الطفل للاستفسار؟

بالطبع نعم. هو كما العالم دائم يبحث عن المعرفة بالسؤال والاستفسار. هو يحتاج أيضا لأن يحكي ويشارك ببعض معلومات كان قد اكتسبها. تلك مؤشرات طبيعية وتدل على نشاط دائم وثقة بالنفس. أما بخصوص مهارة الاصغاء فتلك أيضا حاجة لتطوير شخصية متوازنة تعرف أهمية التحدث وأيضا أهمية الاستماع. الاصغاء للسرد يزيد من رصيد مفرداته واثرائه اللغوي. إن الاصغاء للسرد هو ليس هدفه فقط معرفة أحداث القصة خاصة إذا كان قد سمعها من قبل بل الاهتمام بعناصر تخص اللغة والأسلوب القصصي.

كيف التدريب على الإصغاء؟

لا شك بأن طفلك يحتاج لتدريب تدريجي على الإصغاء والتركيز وهذه مسؤوليتك. لا للعنف أو العقاب. لا للغضب أو العصبية. نعم للترغيب المشروط. عليك توضيح خطتك التربوية له بلطف وتأنٍّ.

من المهم الاشتراط عليه قبل البدء بالسرد بأنه لا مانع لديك من أن يأخذ دوره بالمشاركة. يلزم توضيح شرطك بأنك تسمحين له بذلك فقط قبل السرد أو بعده: " أي الآن دورك ومن ثم دوري. لا يمكن لنا أن نحكي معا وفي آن واحد. لا للمقاطعة. أنا سوف لا أقاطعك حين يكون دورك وأنت كذلك أيضا ". إذا التزم بالشرط المتفق عليه مسبقا تقدمين له الرغبة التي كنت قد وعدته بها ( أي رغبة-عاطفية، ذهنية، مادية- يفضلها كمافأة له على تنفيذ شرطك).

أما إذا لم يلتزم بالشرط فعليك أن تعلني له مسبقا بأنك سوف تتوقفين عن السرد إذا حصلت مقاطعة منه وتنفذينها وتثبتين على الشرط مهما حاول ثنيك أو إضعاف موقفك.

ماذا يحتاج التدريب التربوي بهدف التعويد على الاصغاء؟

تلك قوانين واضحة لا لبس فيها ويلزم إعلانها له قبل كل مهمة تربوية تحتاج لتنظيم وطبعا بعد ربطها برغبة تحفّزه على التنفيذ.

التدريب يحتاج لمثابرة أي تكرار الخطة بلا تردد. قبل بدء السرد تفتتحين بعبارة: " دورك الآن، هل تريد أن تحكي شيئا عن القصة التي أنوي سردها لك؟ بعد أن ينتهي من تعليقه تبادرينه بالقول: "الآن دوري! هل أبدأ بالسرد؟ عليك أن تتذكر بأنني لم أقاطعك وأنت أيضا سوف لا تقاطعني، كما اتفقنا. أليس كذلك؟".

أسلوب تربوي إيجابي يدرّب الطفل على الوعي العاطفي نحو ذاته من جهة حاجاته للتعبير وحتى الاستفسار ووعيه نحو الآخر من جهة عدم المقاطعة أو الإزعاج . من المهم أن لا نقمع حاجاته وأن يتعلم ضبطها أو  تأجيلها بترغيب اشتراطي اتفقتما عليه قبل كل مهمة تنظيمية. التعويد التربوي عموما يأخذ فترة زمنية أقصاها 21 يوما. فلا للتراجع أو الشعور بالانهزام أثناء التدريب.

وأخيرا أتمنى أن أسمع منك بعد انتهاء مدة التدريب.

أنا دوما إلى جانبك،

باحترام، إلهام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]