من الممكن أن تنتهي الرحلة إلى البحر أو بركة السباحة بمأساة كبيرة. ففي البلاد، يموت في كل عام ما لا يقل عن 30 شخصا (بالمعدل) غرقا. كذلك، طرأ ارتفاع على عدد حالات الموت غرقا خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى 2008، حيث وصل معدل عدد هذه الحالات إلى نحو 40 حالة سنويا. أما في السنوات الأخيرة، فقد انعكس التوجه وتحول إلى الانخفاض حيث بلغ عدد حالات الوفاة غرقا خلال 2009، 31 حالة "فقط"، بينما كان خلال 2010 ما لا يزيد عن 23.

يجب الاحتماء من الشمس.. والاكثار من شرب الماء خلال النهار

يقول د. جلال أشقر- وهو مدير قسم الطوارئ في مستشفى هلل يافة: من أجل عبور رحلة السباحة بسلام ودون وقوع حوادث، من الضروري إتباع عدد من الخطوات: يجب الاحتماء من أشعة الشمس، يجب الإكثار من شرب الماء وتناول الطعام، والأهم من كل ذلك، الحفاظ قواعد الأمان مثل عدم الركض والتصرف برعونة، سباحة الأطفال تحت مراقبة بالغ، استخدام الطوافات، السباحة في الشواطئ المرخصة فقط وخلال ساعات السباحة المعلن عنها، وعندما تكون هنالك راية تسمح بالسباحة، والأهم من كل ذلك، أن السباحة لا تكون إلا بوجود منقذ.

ويفصل أحد الأطباء المختصين بطب الطوارئ الإصابات التي من الممكن أن يتعرض لها المستجمون خلال السباحة: إصابات بالرأس بسبب القفز بشكل غير صحيح أو بشكل لا يتلاءم وارتفاع الماء، إصابات بالأطراف بسبب التزحلق أو الاصطدام بجوانب البركة، إصابات الأولاد نتيجة الكثافة العددية والزحام في البركة، إضافة لمختلف أنواع الجروح الناتجة عن الإصابة بالرأس أو الإصابة بسبب وجود بعض الأشياء والأغراض التي تكون موجودة في البركة أو تسقط إليها، حالات الغرق أو الحالات القريبة من الغرق، وكذلك مختلف ظواهر الحساسية وهياج العينين بسبب المواد المستخدمة لتطهير مياه البركة، التهاب البشرة، والتهاب العيون بسبب مختلف أنواع الملوثات الموجودة في الماء.

أكثر أنواع الاصابات انتشاراً...

وأشار  د. أشقر: أكثر أنواع الإصابات انتشارا هي تلك الناتجة عن الأغراض الموجودة في البركة أو الرمل (على شاطئ البحر)، السقوط، والغرق. وفي البلاد يغرق في كل عام بالغون أكثر مما يغرق الأطفال، على الرغم من عدم توفر معطيات وأرقام تتعلق بالغرق في برك السباحة، حيث يغلق الاعتقاد أن الأطفال يغرقون هناك أكثر. لكن، في البرك تقل حالات الغرق عنها في البحر.

الخطر الأكبر الذي من الممكن أن ينتج عن الغرق، هو الموت طبعا. لكن، إذا بدأ أي شخص بالغرق وتلقى المساعدة وهو لا يزال على قيد الحياة، فإنه سينجو على الأغلب. ويقول أحد المختصين إن حالات الغرق التي لا تنتهي بالوفاة تسمى بالحالات القريبة من الغرق. في هذه الحالات، يدخل الماء إلى رئتي الشخص، ويحدث خلل بعملية تبادل الغازات والهواء في الرئتين، لكن مجرد أنه لم يمض وقتا طويلا تحت الماء وتم تقديم المساعدة له في الوقت المناسب يساهم في إنقاذ حياته. في الحالات القريبة من الغرق، يكون العلاج الأولي علاجا منقذا للحياة وهاما جدا. فالغريق الذي يتم انتشاله من الماء في الوقت المناسب، وقبل أن يحصل لرئتيه ضرر جدي وغير قابل للإصلاح، من الممكن أن يعود للحياة بشكل طبيعي بفضل مساعدة الطواقم الطبية.

تقوم طواقم الإنقاذ بمهمة مضنية على شواطئ البلاد وفي برك السباحة. ففي عام 2008، تم استدعاء الإسعاف 178 مرة من أجل معالجة الحالات القريبة من الغرق، بينما انخفض هذا العدد إلى 121 في 2009.

الغريق الذي لا يتم إنقاذه في الوقت المناسب سيموت حتما. فالموت غرقا يكون ناجما عن الاختناق الذي يؤدي لنقص تزويد الجسم بالأوكسجين. هنالك نوعان من الغرق: الغرق الجاف والغرق الرطب. في حالات الغرق الرطب تدخل السوائل إلى الرئتين وينتج عن ذلك حالة من الاختناق وعدم القدرة على تبادل الغازات، مما يؤدي لحالة من نقص الأوكسجين ونقص بتزويد الأعضاء الحيوية المختلفة به، ومنها الدماغ، وبعد ذلك فقدان للوعي وعدم السيطرة على العضلات. أما في حالات الغرق الجاف، فيقوم الجسم بإغلاق مجاري التنفس أمام السوائل (كنوع من الحماية الذاتية)، لكن للأسف، هذه المنظومة تتوقف عن العمل عندما يفقد الغريق الوعي حيث يؤدي ارتخاء العضلات لانفتاح هذه المجاري التنفسية مجددا أمام السوائل التي تتدفق للرئتين وتسدهما.


على من يصادف شخصا يغرق، أن يتصرف على النحو التالي: الخطوة الأولى هي استدعاء سيارة الإسعاف أو المنقذ، كما لا بد من الحذر من القيام بمحاولات إنقاذ قد تؤدي لموت وغرق الشخص الذي يحاول تقديم المساعدة. بعد إنقاذ الغريق وإخراجه من الماء، يجب تقديم المساعدة له والقيام بعمليات إنعاش وإنقاذ إلى حين التمكن من نقله إلى أقرب مستشفى.
 

هذا اللقاء اجري مع د. جلال أشقر مدير قسم الطوارئ في مستشفى هلل يافه، وقد ترجم عن موقع doctors

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]