سؤال:
ابني يبلغ من العمر سنه ونصف. يحب أن يلعب بجميع الأشياء. في البدايه لم أهتم كثيرا. أما الآن فأنا أواجه مشكلة معه. هو لا يطيعني رغم توبيخي الدائم له ومعاقبته بالضرب أحيانا وبتكراري كلمة (ممنوع). باختصار هو لا يطيعني لا بالكلام ولا بالضرب. ما الحل؟
الجواب:
يا حبذا لو علمت بعدم جدوى العنف التربوي الذي مارسته على طفلك البريء الطبيعي. مع هذا أشكرك لأنك تأكدت بأن أمومتك تحتاج لمزيد من معرفة أساليب تربوية مناسبة لمتغيرات جيل طفلك. كما ذكرت فإنك لم تهتمي بما كان يحدث مع طفلك. تلك هي إشارة تؤكد لك بأن طفلك قد تغير ويلزم أمه أن تغير أساليب توجهها التربوي معه.
هل حب الاستكشاف والمعرفة يستحق العقاب؟
السنة الثانية تتميز بالحركة الدائمة، حب المعرفة والاستكشاف واكتساب أكبر عدد من المفردات. انتهت مرحلة الاتكالية الكاملة في الأشهر الأولى. ساعات نومه قلت تدريجيا وساعات يقظته أخذت تزداد. كل ما يثير حواسه يدفعه للتحرك، التفحص والسؤال. لا حدود لحب معرفته ولا نهاية لها.
وسائله المتاحة هي الحركة المستمرة واستخدام حواسه. هل الحاجة للمعرفة والاستكشاف تستحق الضرب والعنف الكلامي؟
ما هو تأثير العقاب التربوي؟
هل يستحق الطفل العقاب عند جوعه أو عطشه؟ المعرفة من حاجات الطفل كما الجوع والعطش. الضرب والعقاب يجعل الطفل يفقد أمانه واطمئنانه بوجوده مع أهل يجهلون حاجته الجسمانية، العقلية والعاطفية الطبيعية. تلك أساليب تربوية سلبية تزيد من قهره وتضر بتطور شخصيته الطبيعية.
العنف يجعل من لغة الطفل الصراخ بدل من تطوير لغة تواصله. بعد تراكم ممارسات عنف تربوي لمنعه من المعرفة والحركة سوف يطور شخصية غير سوية ومقهورة. ضابطه الداخلي الذاتي ينمو على جهل لانفعالاته، غير يقظ لحاجاته المرحلية ولا تقدير لها. يعتاد تصرفات سلبية متنوعة مثل، البكاء والصراخ والعنف الذاتي ومع الآخر ... جميعها تعكس انفعالات سلبية وعدم رضى.
ماذا يحتاج طفلك الآن؟
طفلك يحتاج لاحترام حاجاته المرحلية والاهتمام بتطويرها. المهم هو وقايته من المخاطر وليس منعه وعقابه.
كيف أتصرف معه عند شعوره بالحاجة لحب الاستطلاع، التحرك، الاستفهام اللغوي؟ هل أعرضه للمخاطر لأجل حاجته الطبيعية المرحلية؟ بالطبع لا. الطفل يحتاج هنا لنموذج يفيض بالحب ويشبعه بالاطمئنان. هو يحتاج لأسلوب تربوي إيجابي إن كان بالألفاظ، بالسلوك، بالانفعالات الإيجابية المتفهمة. لنفترض بأنه كسر حاجة ثمينة، تعرض لخطر بتحركه الدائم أو حمل حاجة ثمينة... يلزم هنا الاشراف الدائم- لا هدنة أو استراحة-. كيف التعامل؟ تتقدمين نحوه بهدوء -أثناء ضمه وملاطفته- لتسمي له الحاجة ولتصنيفها له ،مثل: " فنجان زجاجي. ينكسر، صحن بلاستيكي لا ينكسر، ملعقة معدنية نأكل بها... هيا نسمع صوت الزجاج، ينكسر، آي، آي يجرح..." التكرار في تلك المرحلة ضروري.
هل حب الطفل للاستكشاف بعد التنبيه والشرح سيتوقف؟
بالطبع لا. لا لتوقع حذر الطفل الدائم والفوري. يتاج الطفل لكثير من التكرار. التكرار يثبت المعلومات. لا للتمركز حول المكان غير الآمن وتكرار المنع القاهر وتوقّع طاعته بتنفيذ تعليماتك برضى. بعد طمأنته باحترام حاجته لاختبار الأشياء يمكن وبحركة درامية محببة - بتغيير نغمة الصوت، قفزة وخفة مثلا- التوجه لمكان آخر آمن وذلك لتحويل اندفاعه للمعرفة لمثيرات أخرى بديلة بهدف تفريغ نشاطه من خلالها، مثل: نزهة في حديقة البيت الآمنة، لعبة نشاط حركي مثير بالطابة، سماع شريط يرقص على أنغامه، قصة يرغب بها...
كلما تحرك الأهل فوريا للمعالجة الإيجابية بأسلوب متفهم ومطمئن كلما زادت روابط الطفل العاطفية معهم ووثق بتحذيراتهم واقتنع بمخاطرها مع مرور الأيام.
ما دور دمية كُشْكُشْ والتربية الإيجابية؟
التربية الإيجابية هي بتشجيع سلوك الطفل المستحب. امتداحه بعد كل سلوك مستحب يثبته. تكرار امتداحه يقوي تقديره الذاتي. الطفل حتى جيل التاسعة يتميز بمرحلة الخيال الواسع. الخيال يساعده كثيرا. دمية كُشْكُشْ تناسب تلك المرحلة وتعمل كوسيلة لتفريغ غضبه. يمكن استخدامها أيضا لترغيبه على سلوك مستحب: " أنظر يا كُشْكُشْ لفلان كيف يستجيب، يتعاون، يسأل، يطلب، يأكل ب أو...".
[email protected]
أضف تعليق