عندما يُذكر امامك الحديث عن الاقامة في الفنادق، فأن اول ما يتبادر الى ذهنك الفخامة، والاناقة، والنظافة، والخدمة المميزة، وتسأل دائما عن تصنيفه، ولا ترضى السكن اذا كنت ميسورا، الا في الفنادق خمسة نجوم وما فوق، أو على الاقل يكون مرتبا ونظيفا، اذا كنت مضطرا تحت اي ظرف.
ومن المتعارف عليه أن الاقامة في الفنادق، عادة لا تستهويها الا اذا كنت مسافرا، في رحلة سياحة او عمل، لذلك أن اول ما تختاره هو الهدوء والخصوصية، بألاضافة لكل ما سبق، ولكن ماذا تقول لو أخبرتك عن فندق، في اجمل البلدان واغناها في العالم، ولا يوجد تصنيف له، أو بالاحرى تصنيفه صفر نجمة، مع العلم أن لديه رخصة فندق، تسمح له استقبال الزبائن، وهو يتسع لأكثر من 54 شخصا، ويفتقر للحدود الدنيا، من كل ادبيات مهنة المطاعم والفنادق، ويمكنك ان تُسميه ما شئت، لكن لا يمكنك ان تسميه فندقا، خاصة أذا اردت مقارنته بأي مثيل له في العالم، حتى في اكثر البلدان فقرا.
سويسرا، مدينة سيويل، فندق اسمه من عنوانه! قبل أن تدخل اليه، اول ما تراه، هي اللوحة المعلقة على بابه” صفر نجمة”، وهو ما يزال قائما، وعاملا حتى يومنا هذا، أنه التفسير الفعلي لكلمة التقشف، تبدأ اسعاره لليلة الواحدة من 9 الى 13 دولار، لا يشبه الا نفسه، وعلى الرغم من مستوى المعيشة الغالي في سويسرا، فأن للفندق رواده وزبائنه، والمفارقة انه يجب عليك أن تحجز فانك من الممكن ان لا تجد مكانا الا بعد اسبوع او حتى شهر.
لا توجد فيه غرف منفصلة، أو فيها شيئ من الخصوصية، غرف مفتوحة على بعضها البعض، وحتى الحمام فيه مشترك، وزينته الاشرطة والكابلات الكهربائية المتدلية من السقف، يتسع في زحمة اوقاته ل 54 شخصا، وهيهات ان تجد مكانا دون الحجز المسبق.
له من القصص والطرائف الكثير، حيث انه في احد المرات، تم دعوة فرقة موسيقية لأحياء حفل محلي، من قبل احد مالكي الستديوهات، ولكنهم لم يجدوا غرف فارغة لحجزها، فأقترح احدهم من باب المزاح قائلا، فلنبحث عن غرفة في مخبأ نووي، وتم له ذلك حيث قضوا ليلتهم في هذا الفندق، في سيويل، واول كلمة على لسان المتمني قائلا، انه بالفعل مخبأ نووي، فيا حبذا لو تمنيت شيئا اخر، عساه يتحقق.
من زاره للمرة الاولى، برزت عنده قناعة، بأنه عبارة عن كتلة اسمنتية كبيرة، تحت الارض، ولا اخد يمكنه العيش في حفرة تحت الارض، وعلى الرغم من هذا، فانه دائما مكتظ برواده.
في ظل الاوقات الاقتصادية الصعبة، التي ترخي بظلالها على اغلب دول العالم، فأنه بألطبع سوف يكون مشروعا ناجحا، أن تفتتح فندقا بصفر نجمة، فأنك بالطبع ستجد له الكثير ممن لا يستطيعون تأمين المسكن، وأن كان قد صُنف برج العرب في دبي مؤخرا بسبعة نجوم، فها هو اليوم في سويسرا عكسه، صفر نجمة.
[email protected]
أضف تعليق