قبل حوالي نصف عام خرج بنك الدم في رمبام بدعوى لكل موظفّي المستشفى، أن ينضموا لمشروع مميز وجديد، إنشاء مخزون متبرعي الصفائح الدموية للمستشفى. وحينها كتبوا في توجههم: “نحن نعرض عليكم الانضمام للمخزون ومساعدتنا في إنقاذ حياة البشر". ويبدو أن هذه المبادرة سحرت قلوب الكثر من موظفي رمبام. اليوم وبعد بضعة أشهر على ذلك بات في بنك الدم في رمبام، مخزون صفائح مخصص لمرضى المستشفى يعتمد على موظفيه!
المرضى يحتاجون صفائح دموية عبر الوريد
الصفائح الدموية، وهي الخلية المسؤولة عن تخثر الدم، قد تكون سببا في الاصابة بأمراض مناعة مختلفة، منها للمرضى الذين يتم زرع نخاع عظمي لهم، بالأساس الأطفال والشبان منهم، والذين لا ينتجون هذه الصفائح في أعقاب المرض أو علاج ما.
هؤلاء المرضى يحتاجون صفائح دموية كهذه طوال الوقت عبر الوريد، والتي يتم التبرع بها من قبل أشخاص في صحة كاملة، والا سيكونون عرضة لخطر الموت الفوري بسبب نزيف دموي في الدماغ.
صفائح دموية خارج الجسم
الصفائح الدموية تعيش خارج الجسم لخمسة أيام فقط، ولذلك هناك حاجة بأن يكون مخزون دائم من الصفائح "الطازجة" في بنك الدم. فمن كل وجبة دم يتم التبرع بها، بالامكان انتاج فقط كمية قليلة من الصفائح (سدس الكمية المستخدمة في علاج واحد). ولكن يتم انتاج أفضل الصفائح الدموية في عملية فريدة ومميزة تدعى أفريزيس (عملية سحب الدم من متبرع الدم الى فاصل الخلية الدموية) والتي تتم في بنك الدم في رمبام. عدا عن أنه بالامكان استخراج وانتاج أفضل الصفائح بهذه العملية، الكمية تكون عادة بين 6 الى 12 مرة ضعف الكمية المستخرجة من وجبة دم.
المعدات تستخدم لمرة واحدة فقط
هذه العملية التي يتم فيها سحب الدم من المتبرع الى فاصل الخلية الدموية، ويتم خلالها جمع جزء من الصفائح المنتجة الى حاوية خاصة، ليعاد الدم وبقية الصفائح الى المتبرع، هي عملية بطيئة ولكنها غير مرفقة بشعور بالتراخي والضعف كما عند التبرع بالدم.
علما أن كل المعدات تستخدم لمرة واحدة فقط، ولا تشكل العملية خطر على المتبرع، والذي يمكنه خلال الساعتين التي تستغرقهما النوم، الأكل، الشرب، مشاهدة التلفاز وغير ذلك.
من جهتها تقول د. ليلاخ بونشطاين، مديرة مختبر بنك الدم والمسؤولة عن مخزون الصفائح في رمبام أن الحديث يدور عن تبرع هام جدا: “الصفائح التي تصلنا من متبرع واحد عبر الافريزيس، هي أفضل الصفائح”! وتضيف: “هذه العملية تقلل من العوارض الجانبية لدى الحاصلين على التبرع وأيضا المتبرعين. كما أنه بالامكان بهذه العملية انتاج كمية كبيرة من الصفائح، التي تسمح بتقليص عدد المتبرعين، وبالتالي أيضا امكانية حدوث تلوث ما”!
عمليا، هذا المخزون من المتبرعين بالصفائح الدموية، أثبت نجاعته على أرض الواقع. قبل أسبوعين فرغ المخزون في بنك الدم من الصفائح، بسبب كون الصفائح صالحة الاستعمال لخمسة أيام فقط، وبسبب عيد "شفوعوت" وبعدها عطلة نهاية الأسبوع، ولم تكن هناك كمية كافية من الصفائح في مخزون بنك الدم التابع لنجمة داود الحمراء، ولذلك تقول بورنشطاين: “ببساطة قمنا باستدعاء متبرعينا، الذين هم عمليا موظفو المستشفى. وخلال فترة قصيرة نجحنا بجمع كمية كبيرة من الصفائح بهدف اجراء العلاجات الضرورية للمرضى في رمبام"!
وتنهي د. بونشطاين: “انا واثقة أن المخزون سيواصل الكبر. في الولايات المتحدة تصل 80% من الصفائح عبر الافريزيس، وليس من تبرع دم من متبرع عشوائي. حلمي هو أن نصل لهذه الحالة أيضا في البلاد، وبواسطة طاقم العمال والموظفين في المستشفى إنني على ثقة أننا سننجح بذلك"!
[email protected]
أضف تعليق