أحيت الأقلية الشركسية-الأديغا في البلاد، المتجمعة في قريتي كفر كما والريحانية، الأسبوع الماضي، ذكرى مرور 147 عاماً على الإبادة الجماعية بحق الشعب الأديغي- الشركسي، التي كانت بأمرٍ من قيصر روسيا، خلال عامي 1763- 1864م، وراح منهم ضحيتها نحو مليون ونصف شركسي.
ولم يكتف القيصر بأمر القتل والإبادة، بل أجبر الشركس على الهجرة القسرية من بلادهم في شمال القفقاز وتشريدهم، فكان أمره أشبه بعملية تطهير عرقي منظمة ضد القفقاز، بترحيب وتعاون من السلطنة العثمانية، التي كانت متواطئة ومتحالفة مع روسيا ذلك الحين.
وقد نزح نحو 90% من الشركس، إلى عدة بلدان من بينها سوريا، الأردن، تركيا، الولايات المتحدة وألمانيا، بالإضافة لهجرتهم إلى البلاد، حيثُ يقطنون في قريتي كفر كما والريحانية.
21 أيار يوم الحداد الشركسي..
في 21 أيار، من كل عام، يقوم الشركس المشتتين في أنحاء العالم، بإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية ضدهم، التي ألحقتها عليهم القيصرية الروسية، ويُعرف هذا اليوم، بيوم الحداد الشركسي، أي ما يُسمى باللغة الأديغية " شوغه مافا"، ويشمل هذا اليوم عدة فعاليات تخليداً لذكرى الشهداء.
كفر كما: تُحيي ذكرى شهداءها.. والأجيال لم ينسوا ما حل بأجدادهم!
يقول أيبك نبسو وهو مرشد عام في مركز التراث الشركسي في كفر كما، بالرغم من مرور 147 عاماً على الإبادة الجماعية بحق الشركس، لكنهم لم ولن ينسوا الظلم الذي أسقطته عليهم القيصرية الروسية، التي عزمت على عملية التطهير العرقي ضدهم، وسفك دماءهم، ومن ثم تهجيرهم، الشعب الشركسي باقٍ ومستمر على إحياء ذكرى يوم الحداد الشركسي عاما تلو الآخر.
مؤكداً بقوله: مهما تبدلت الأجيال وتفرقت، فهي أبداً لن تنسى ماذا حلّ على الأجداد في الماضي، كل طفل شركسي يُولد، يُدرك أن وطنه هو بلاد القفقاز، كل منا لديه أمل كبير، أنه سيأتي اليوم الذي ستقام فيه دولة شركسية، وأن حق العودة للشركس إلى وطنهم القفقاز أمر مشروع وواجب.
متطرقاً إلى التواصل المستمر بين أبناء الشركس في أنحاء العالم، وخاصة مع إنفتاح عالم الإتصالات، من خلال المواقع الإجتماعية مثل الفيسبوك واليوتيوب، التي دفعت إلى توطيد العلاقة بين أبناء الشركس بالإضافة إلى وجود فضائيات خاصة بالشركس التي تساهم في التواصل بيننا، والمشاركة في المهرجانات العالمية التي نتعارف ونتواصل من خلالها وما شابه من ذلك.
بُكرا: كيف يحيي الشركس ذكرى هذا اليوم؟
آيبك: يحرص الشركس في أنحاء العالم والبلاد في إحياء ذكرى، 21 أيار، بشكل يليق بالشهداء وضحايا الإبادة الجماعية، حيثُ يقوم الشركس خلاله بعمل الطقوس والفعاليات الخاصة بهذا اليوم، ويحرض الشركس أيضاً على إرتداء الزي الشركسي التقليدي.
في كفر كما نقوم بالإعلان عن إفتتاح اسبوع التراث الشركسي، الذي من خلاله نُحيي ذكرى الشهداء، فيذهب التلاميذ لزيارة متحف التراث الشركسي الموجود في قرية كفر كما، بالإضافة إلى تخصيص ساعتين دراسيتين بشكل يومي خلال هذا الاسبوع لتعليم التلاميذ عن التاريخ الشركسي، ومع نهاية هذا الاسبوع يقوم التلاميذ بعرض مسرحية خاصة بهذه الذكرى التي يجسدوا من خلاله، الأحداث التاريخية التي عاشها الشركس، خلال حرب الإبادة، أمام ذويهم والحضور.
للمرة الثالثة على التوالي، أجرينا في كفر كما، جولة بالدراجات الهوائية داخل القرية، تشمل أيضاً مسار مشي على الأقدام، وهذا اسلوب مبتكر نتذكر من خلاله الضحايا.
في هذا اليوم شارك العديد من الشركس في أنحاء العالم، برفع العلم الشركسي، وشعارات مناهضة، لدورة الألومبياد 2014 " سوتشي"، المقرر عقدها في روسيا إحتجاجاً منا على تخطيط روسيا في إقامتها على انقاض المقابر الشركسية.
أغاني للشهداء الذين قضوا نحبهم في حب الوطن..
تتميز الأغاني الشركسية، بتنوعها، بين أغاني الصيد، الحب والعمل، دون إستثناء لسلسة من الأناشيد التاريخية التي تحمل سطورها البطولات التاريخية والعسكرية التي قام بها الفرسان في الحروبات والدفاع عن الوطن.
وتحدث آيبك انه خلال هذا اليوم ( يوم الحداد)، يقوم الشركس في إلقاء الأناشيد والقصائد، التي تتحدث عن الوطن، عزت وعنفوان الفارس المقاتل، الذي لا يخاف الموت.
فهذه الأغاني تكون رثاءً للشهداء الذين قضوا في الحرب، والذين ماتوا في حب وطنهم وأرضهم بلاد القفقاز، وتحمل هذه الأغاني معاني أدبية كبيرة، تعكس ثقافة الشركس.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
kteer 7elo
انا بحب الشركس كتير وبستحليهن رائعين
the palestinian and the circassian pepole have the same case, they are displaced from their villages and their land
انا من الناصرة كيف بقدر اروح على كفر كما اول مرة بسمع عنها؟
معك حق عنا نفس القضية بس اللي بختلف انو الشركس وين ما كانوا بكونوا مواليين للدولة اللي بكونوا عايشين فيها وفهمك زيادة
انا كتير بحب الرقص الشركسي والصبايا والشباب حلوين مع بعض
الهم واحد واحيكم من اعماق قلبي
لم ازور كفر كما ولا مرة وين بتكون المرة الجاي يا نرمين روحي زيارة عليها وقوليلنا وين بتكون لانه هاي اول مرة منسمع فيها
تتشابه ملامح قضايانا، لكن المكان، الظروف والأشخاص يختلفون، هناك حنين دائم يسكننا يشتاق إلى الأرض التي سُلبت منا وهجرنا منها قسراً، كنت أعتقد أن الشركسي هو ذلك الفارس الرجل الذي يجيد مراقصة محبوبته، لكن الفارس عندهم يشبه المناضل عندنا، بين الشركسي والفلسطيني وجه شبه اكيد وهو تراب الأرض
لا يوجد بها اي شيء وسكانها لا يتكلمون العربية يحبون اليهودية اكثر واليهود اكثر من العرب
صور جميله تعكس الرقي والتحضر لدى الشراكسه للعالم